أصبحت بعض وسائل الإعلام اللبنانية وسيلة لتعكير صفو العلاقات بين بيروت ودول الجوار، إلا أن لبنان يحاول الحافظ على تلك العلاقات من خلال اتخاذ مواقف واضحة تجاه تلك الوسائل. شهدت العلاقات السعودية اللبنانية في السنوات الأخيرة العديد من الأزمات التي كادت أن تهدد تلك العلاقات إلا أنه سرعان ما تهدأ الأمور بين البلدين ودائما ما يؤكد الجانبان أن العلاقات أقوى من تلك الأزمات. فقد بدأت أزمة جديدة تلوح في الأفق بعد أن قامت صحيفة "الديار" اللبنانية بنشر مقال يسيء للمملكة في عددها الصادر أمس، على خلفية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث كتب أحد الصحفيين في الصحيفة مقالاً عن المملكة العربية السعودية، تضمن عبارات "نابية" جُملا شديدة الإساءة وألفاظا خارجة وشتائم للقيادة السعودية وللقائم بالأعمال في سفارة المملكة في لبنان. ملاحقة قضائيةوفي محاولة للتهدئة، أصدر وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، سليم جريصاتي، توجيها عاجلا إلى النائب العام بشأن المقال الذي أساء لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.رجال الحريري يدفعون «فاتورة» نتائج الانتخابات اللبنانيةجريصاتي وجه النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود، ملاحقة قضائية وفي محاولة للتهدئة، أصدر وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، سليم جريصاتي، توجيها عاجلا إلى النائب العام بشأن المقال الذي أساء لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. رجال الحريري يدفعون «فاتورة» نتائج الانتخابات اللبنانية جريصاتي وجه النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود، سندا للمادة 14 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، تحريك دعوى الحق العام بحق كل من كاتب المقال المنشور بصحيفة "الديار" تحت عنوان "دعوة من الديار الى البخاري لزيارتها". كما وجه بالتحقيق مع الناشر والمدير المسؤول لما تضمنه المقال المذكور من عبارات نابية وغير مألوفة في العمل الصحفي وتمس ولي العهد السعودي وتعكر صلات لبنان بالمملكة، الأمر الذي ينطبق عليه وصف الجرائم المنصوص عليها في المادتين 288 و292 عقوبات، حسب "الوكالة الوطنية للأنباء". ولا يعد مقال الصحيفة الملاحقة قضائيا الأول من نوعه في الإساءة للمملكة والدول العربية، حيث تشير صحيفة "الحياة" إلى أن الصحيفة اللبنانية دأبت على ممارسة دور "الصحافة الصفراء" في تنفيذ أجندة مشبوهة عبر مقالات وأخبار ضمن حملة ممولة برعاية قطر. ضرب العلاقات رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري انتقد أيضا المقال المسيء، ووصف نشره ب"العمل المدان"، الذي يستهدف العلاقات اللبنانية السعودية. الحريري نشر تغريدة عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر قال فيها: مقال "الديار" عن السعودية لا يمت إلى أخلاق اللبنانيين وصحافتهم بصلة وهذا العمل المدان محاولة فاضحة لضرب علاقات لبنان مع المملكة العربية السعودية وخرق موصوف للقوانين التي ترعى الحرية الإعلامية التي نحرص جميعا عليها". كما أشاد بتحرك نيابة التمييزية في لبنان حيال هذه القضية، وفقا ل"سي إن إن". هل تعكر «المنار» صفو العلاقات بين الكويتولبنان؟ ودائما ما يؤكد رئيس الحكومة اللبنانية عمق العلاقات التي تربط المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بلبنان. واستمرارا لردود الأفعال أصدرت نقابة الصحفيين اللبنانية بيانًا استنكرت ما تضمنه المقال من "تعابير نابية منافية لآداب مهنة الصحافة وأخلاقياتها"، مؤكدًا رفض نقيب الصحفيين ومجلس النقابة ما ارتكبته الصحيفة من مخالفات. داعمة لحزب الله عرفت الصحيفة المسيئة، بكونها أحد الأبواق الاعلامية الرئيسية لحزب الله الإرهابي وإيران، إذ دأبت منذ استقالة الرئيس سعد الحريري من منصبه رئيسًا للوزراء، ومطالبته بإعادة الواقع اللبناني، على تشويه صورة المملكة بالأخبار المفبركة، والمقالات الهجومية. سبق واقعة سقطة "الديار" إحالة السلطات اللبنانية مقدم البرامج اللبناني هشام حداد للقضاء على خلفية سخريته من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في إحدى حلقات برنامجه الساخر "لهون وبس". وكان حداد استضاف خبير التوقعات الفلكية ميشال حايك، في يناير الماضي، وتضمنت توقعات لمشاهير وشخصيات عامة من بينها محمد بن سلمان، الذي نصحه ميشال حايك "بالتخفيف من تناول الوجبات السريعة". كان لبنان قد أثار أزمة سياسية بعد استقالة الرئيس الحريري من داخل الأراضي السعودية في الرابع من نوفمبر الماضي في بيان أصدره التلفزيون السعودي. ومنذ ذلك الحين علق الحريري استقالته وعاد إلى بلاده بعد ثلاثة أسابيع. بعد الحريري.. «دعوى السبهان» بداية لأزمة جديدة بين السعودية ولبنان وسبقت أزمة استقالة الحريري قيام السعودية في 2016 بوقف الهبة المالية التي كانت عرضتها لتسليح الجيش وقوى الأمن اللبنانية، بسبب مواقف "حزب الله".