هناك تأكيدات أن الضعف الفلسطيني الناجم عن استمرار الانقسام جعل قدرة الفلسطينيين ضعيفة في ثني بعض الدول العربية عن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل. بينما يستمر الانقسام بين الفصائل الفلسطينية حول بنود المصالحة، وكيفية التوصل إلى اتفاق هدنة مع الجانب الإسرائيلي من أجل وقف أتون الحرب على قطاع غزة من جهة، واستهداف قيادات فتح من جهة أخرى، تحاول بعض الدول العربية من جانبها الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتقريب وجهات النظر بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي برعاية أمريكية، وهو ما لوحظ من خلال زيارة نتنياهو إلى عمان أمس، وهو الأمر الذي قوبل باستنكار وقلق من قبل السلطة الفلسطينية، مؤكدين في الوقت ذاته أن العلاقة مع الاحتلال ما هي إلا بوابة لكسب ود الولاياتالمتحدة للقضاء على الدولة الفلسطينية. البداية، أعرب مسؤولون فلسطينيون عن قلقهم من ارتفاع وتيرة "التطبيع العربي" مع إسرائيل، على خلفية زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة إلى سلطنة عُمان.وقال حسن خريشة نائب رئيس المجلس التشريعي: "هناك هرولة عربية غير مسبوقة للتطبيع مع إسرائيل، سببها أن الزعماء العرب يخافون على كراسيهم، بينما يرى محللون سياسيون أن أحد أسباب استعداد الحكومات العربية لإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل هو استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي، وفشل القيادات الفلسطينية في إنهاء هذا الانقسام، حسب وكالة الأنباء الفرنسية. وذكر المحلل والكاتب السياسي جهاد حرب "الضعف الفلسطيني الناجم عن استمرار الانقسام جعل قدرة الفلسطينيين ضعيفة في ثني العرب عن تطبيع علاقاتهم مع إسرائيل". من جانبه، ذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن اللقاء تناول السبل لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط، كما تم خلاله بحث قضايا ذات اهتمام مشترك تتعلق بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وأضاف أن زيارة رئيس الوزراء نتنياهو إلى عمان تشكل خطوة ملموسة في إطار تنفيذ سياسة رئيس الوزراء التي تسعى إلى تعزيز العلاقات الإسرائيلية مع دول المنطقة، من خلال إبراز الخبرات الإسرائيلية في مجالات الأمن والتكنولوجيا والاقتصاد. يُشار إلى أن حركات ومنظمات فلسطينية نشطت في مناهضة تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية، إلا أن نشاطها تراجع في ظل استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي بين حركتي حماس وفتح المستمر منذ 2007. وتشهد الضفة الغربية انقسامات سياسية مشابهة وأعمال عنف، وهناك مخاوف من وقوع المزيد من أعمال العنف هناك، بين قوات الأمن التي تسيطر عليها حركة فتح في الضفة الغربية مع "حماس"، وهو ما يعمق الأزمات بين أبناء الوطن الواحد في الوقوف ضد العدوان.