شكل هشام عشماوي المعروف ب«أبو عمر المهاجر»، معسكرات في مدينة درنة بليبيا، والتي اتخذها ملاذا آمنا لتدريب وتأهيل عناصر إرهابية لضمها لتنظيم «المرابطون». أعلن الجيش الليبي الإثنين الماضي القبض على هشام عشماوي، أخطر العناصر الإرهابية، بحي المغار بمدينة درنة، وكان يرتدي حزامًا ناسفًا لكنه لم يستطع تفجيره. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، عمل عشماوي، الذى ورد اسمه ضمن قائمة منفذى أكبر عمليات العنف المُسلح داخل مصر، على تجنيد العشرات للانضواء تحت تنظيمه الجديد "المرابطين"، مُستخدماً فى ذلك شبكة العلاقات التى نسجها سواء داخل أو خارج مصر؛ ليتحول هؤلاء بمرور السنوات إلى أذرع له فى تنفيذ كُبرى العمليات الإرهابية. عماد عبد الحميد.. الرجل الثاني في "المرابطين" عماد عبد الحميد، هو الرجل الثانى فى تنظيم المرابطين الذى أسسه عشماوي فى ليبيا بعد انشقاقه عن "بيت المقدس"؛ إذ أوكل له عشماوى مهمة تشكيل خلايا نوعية إرهابية في مدن الدلتا عام 2011، ما يُعرف ب«خلايا الوادي»، وفقاً لتحقيقات قضية "أنصار بيت المقدس"؛ لتكون مسئولة عماد عبد الحميد.. الرجل الثاني في "المرابطين" عماد عبد الحميد، هو الرجل الثانى فى تنظيم المرابطين الذى أسسه عشماوي فى ليبيا بعد انشقاقه عن "بيت المقدس"؛ إذ أوكل له عشماوى مهمة تشكيل خلايا نوعية إرهابية في مدن الدلتا عام 2011، ما يُعرف ب«خلايا الوادي»، وفقاً لتحقيقات قضية "أنصار بيت المقدس"؛ لتكون مسئولة عن تنفيذ كُبرى عمليات العنف فى مصر. وعبد الحميد، 36 عاماً، ضابط سابق فى القوات المُسلحة، تزامل مع عشماوي خلال الخدمة فى سلاح الصاعقة؛ قبل أن يُحال للتقاعد برتبة نقيب لدواع أمنية، بعد محاكمة عسكرية له فى عام 2012. واتضحت أدوار عبد الحميد وخطورته بعد ورود اسمه فى مؤتمر صحفى لوزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، أوضح فيه تفاصيل محاولة اغتياله في الخامس من سبتمبر 2013، وأعلن قائمة بأسماء المتورطين، وضمت ضابط الصاعقة المفصول عماد الدين أحمد. كما كان عبد الحميد الشخص المُكلف من جانب "عشماوي" فى تنفيذ هجوم حادث الواحات بالاشتراك مع عشرات العناصر الإرهابية التى نجح فى تجنيدها من محافظات الدلتا؛ وأسس لهم معسكراً تدريبياً فى المنطقة الصحراوية؛ قبل أن تنجح قوات الأمن المصرية فى تتبعه ليلقى مصرعه جراء ضربة جوية للقوات المسلحة المصرية بالقرب من الحدود المصرية الليبية خلال تتبع العناصر الإرهابية التى نفذت حادث الواحات. وليد بدر.. "رابعة العدوية" نقطة اللقاء مع "عشماوي" عمل مع "عشماوي" و"عبد الحميد" فى تنظيم أنصار بيت المقدس قبل انشقاقهم، وهو أحد الضباط السابقين ممن خدموا بسلاح الشئون الإدارية. وسبق لبدر، الذى أقيل من المؤسسة العسكرية فى رتبة رائد، السفر إلى أفغانستان ثم إلى العراق للانضواء تحت تنظيمات تكفيرية فى هذه الدول، قبل أن يتعثر فى إيران عقب القبض عليه من جانب السلطات الإيرانية وتُقرر سجنه لعامٍ كامل؛ خرج بعدها إلى مصر ثم سافر إلى سوريا وعاد بعدها إلى مصر. وتعرف "بدر" على "عشماوي" و"عبد الحميد" فى اعتصام رابعة العدوية؛ لينضوي بعد ذلك فى تنظيم أنصار بيت المقدس، ويشترك مع عبد الحميد فى تنفيذ محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق، وحسب تحقيقات قضية أنصار بيت المقدس، فقد أجرى كُل من "عشماوي" و"عبد الحميد" مع "بدر" عدة جلسات شرعية بمنزل الأول بمدينة نصر؛ لتلقينه الفكر الجهادى نفسيا وشرعيا بجواز ووجوب القيام بالعمليات الاستشهادية وأنها ليست قتلا للنفس، حتى يقوم هو شخصيا بتنفيذ عملية اغتيال وزير الداخلية. مرعي زغبية.. ذراع "عشماوي" في ليبيا من بين الأسماء التى أعلنت القوات الليبية عن القبض عليها بجانب "عشماوي" اثنان آخران، أحدهما شخص ليبي يدعى مرعي زغبية، حسبما أوضح المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة الليبية العميد أحمد المسماري. "زغبية"، هو ليبي الجنسية؛ من مواليد 1960، نشأ بمنطقة سيدي اخريبيش في مدينة بنغازي؛ قبل أن تستقطبه جماعة "أنصار الإسلام" بليبيا خلال فترة التسعينيات لتُشكل هذه الجماعة ذراعاً لتنظيم القاعدة فى ليبيا، وتنفذ عدة عمليات إرهابية داخل ليبيا. سافر "زغبية" إلى أفغانستان خلال عام 2001 عن طريق السودان، ليلتحق بمعسكرات تدريبية أعدها تنظيم القاعدة بمدينة كابول للعناصر الليبية الملتحقة بالتنظيم، ويصير من بعد ذلك الرجل الثانى فى القاعدة بليبيا. لم تقف أعمال زغبية الإرهابية فى الداخل الليبي بل امتدت لتشمل دولاً أوروبية كإيطاليا التى نفذ فيها أعمالاً إرهابية تجاه السلطات؛ قبل أن تنجح فى استيقافه ويصدر بحقه حكم قضائي بالسجن 6 سنوات، ويظل هذه السنوات سجيناً فى أحد السجون الإيطالية. وأُدرج زغبية على قوائم الأممالمتحدة والولايات المتحدة الخاصة بالإرهاب، وذلك فى عام 2006؛ على خلفية تورطه فى قضايا أمنية كُبرى واشتراكه فى أعمال عنف بعدد من دول العالم. وبعد انقضاء مدة السجن؛ حصل "زغبية" على لجوء سياسي في تركيا، لينتقل للاستقرار داخل إحدى المدن التركية؛ حتى تهيأت الفرصة من جديد للعودة إلى ليبيا بعد الثورة الليبية؛ ليبدأ من جديد فى إعادة العناصر القديمة التى تتبعه، والانضواء تحت تنظيم المرابطين الذي أسس في مدينة درنة عن طريق القيادي المصري "هشام العشماوي". عمر رفاعي سرور.. المُفتي الشرعي ل"عشماوي" من بين الأسماء التى وردت فى قائمة المقبوض عليهم مع عشماوي، برز اسم سيدة وجدت معه خلال الحملة الأمنية التى ألقت القبض عليها، قبل أن يُكتشف بأنها زوجة الإرهابي المصري "محمد رفاعي سرور" وأبنائه. ويُعد سرور شريك "عشماوي" في تأسيس تنظيم المرابطين؛ إذ شغل منصب القاضي الشرعي ل"المرابطين"، ممثل التنظيمات المرتبطة بتنظيم القاعدة في ليبيا. وورث عُمر هذا المنصب عن والده رفاعى سرور الذي كان صديقًا مقربًا من قائد تنظيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري، حيث دخل السجن معه في قضية تنظيم الجهاد عام 1981، وبث التنظيم إصدارًا مرئيًا في عزائه عام 2012. سار عُمر مع عشماوي فى رحلته التى تنقل فيها بين التنظيمات؛ إذ تزاملا معا فى أنصار بيت المقدس من بعد ثورة 25 يناير ليظل فى سيناء بعد الهروب من قوات الأمن المصرية، ويُلازم عشماوي حتى عام 2014؛ الذى قررا فيه الانشقاق وتأسيس تنظيم "المرابطين" فى ليبيا. حسب شهادة زوجته، فإن عُمر قُتل مع بدء عملية تحرير مدينة درنة في يونيو الماضي. وحُكم على عُمر بالسجن 15 عامًا في قضية «خلية مدينة نصر»، التى أوضحت تحقيقات القضية حصول أعضاء الخلية ومن بينهم عمر على أسلحة من ليبيا عن طريق قيادي قاعدي ليبي هو عبد الكريم بلحاج، بهدف إقامة إمارة قاعدية في سيناء. الباقون من تنظيم "المرابطين".. أبو حفص الموريتاني ونحو 50 إرهابياً بمدينة درنة بعد القبض على عشماوي، وأهم مساعديه من جانب القوات الليبية، ومقتل عشرات العناصر المؤثرة من التنظيم؛ لم يتبق سوى عشرات العناصر التدريبية من الصف الثانى من الكوادر القيادية متمركزين بمدينة درنة الليبية والمناطق المحيطة بها. على رأس هذه الكوادر أبو حفص الموريتاني، المفتي الشرعي الثاني للجماعات الإرهابية، المتمركز بمحور المدينة القديمة، الذى لا تتوفر عنه معلومات موثقة سوى أن "عشماوي" صعده ليكون المُفتى الأول للتنظيم بعد مقتل عمر رفاعى سرور. وحسب الاعترافات الأولى ل"عشماوي" خلال جلسات التحقيق معه، ونشرتها وسائل إعلام ليبية نقلاً عن جهاز الأمن الليبي، "فإنه لا يزال هناك قرابة 50 إرهابيا تابعين لتنظيم "داعش" بقيادة الإرهابي أبو البراء الليبي في محور وسط البلاد، إضافة لوجود أكثر من 56 جريحا من الجماعات الإرهابية في بدروم أرضي ببعض عمارات داخل حي المدينة القديمة، ومعهم جزء بسيط جدا من الطعام".