قبائل الجنوب ترى أن حكومة السراج التي فرضت على الشعب الليبي، أصبحت حكومة فتنة وشقاق، ولم تقم إلا بما يصب ضد وحدة ليبيا وبث الفرقة والانقسام. أثار إعلان رئيس حكومة الوفاق الليبية، إجراء تغييرات وزارية، وذلك في أعقاب الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس خلال الأسابيع الماضية، جدلا واسعا في الشارع الليبي، فهناك من يرى أن خطوة السراج ماهي إلا مرحلة جديدة لتكريس الانقسام بين أبناء الشعب، خاصة أن الوزراء الجدد أثاروا العديد من التساولات نظرا لضلوعهم في مؤمرات كثيرة إبان فترة العقيد معمر القذافي، وهو ما تسبب في حالة احتقان شديدة بين قبائل الجنوب، مؤكدين أن السراج أصبح فاقدا للشرعية، ولا يجب الوثوق فيه مجددا. أمس، أعلن فايز السراج رئيس حكومة الوفاق تغييرات وزارية، تضمنت تعيين فتحي علي باشا أغا وزيرا للداخلية، والذي ينحدر من مدينة مصراتة، وله علاقات بالجماعات المسلحة والتي شارك بعضها في الاشتباكات الأخيرة.وأصدر السراج قرارا أيضًا بتعيين فرج بومطاري وزيرا للمالية، وبشير القنطري رئيسا للهيئة العامة للشباب والرياضة، يمكن القول إن التصريحات الرافضة للسراج وحكومته الجديدة، هي بمثابة عصيان من قبل الشعب الليبي، وزادت وتيرتها أيضًا بتعيين القيادي بجماعة الإخوان المسلمين الليبية وزيرًا للاقتصاد خلفًا لناصر الدرسي.
بدوره، علَق رئيس المجلس الانتقالي المستشار مصطفى عبدالجليل على خطوة السراج، قائلًا إن "التعيينات أعادت للذاكرة أحداث ولت، أهمها عملية فجر ليبيا ومن قبلها اغتيال اللواء ركن عبدالفتاح يونس فرج العبيدي وزير الداخلية الأسبق على يد مسلحين متطرفين بأمر من العيساوي". ومن هذا المنطلق، يمكن النظر إلى أن خطوة فايز السراج ما هي إلا مناورة سلبية ستزيد من تأزم وضع البلاد واستمرار الانقسام السياسي.