في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل إلى فضح النظام الإيراني، بل ومهاجمته في كل المحافل الدولية، خاصة عقب الاتفاق النووي بين الدول الست، أخذ نتنياهو يتراجع مؤخرا في إزاحة الستار عن بعض الوثائق السرية التي أعلن عنها سابقًا حول المفاعلات النووية لطهران ومدى خطورتها على الأمن القومى العالمي. وسائل الإعلام العبرية أكدت أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تراجع في اللحظات الأخيرة عن الكشف عن مجموعة ثالثة من الوثائق التي تخص السلاح النووي الإيراني خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وذكرت أن السبب الرئيسي الذي دفع نتنياهو إلى التراجع هو توصية مجلس الأمن الإسرائيلي له بعدم الإفصاح عن هذه المعلومات في الوقت الراهن، بحسب "عرب 48". وعلى الرغم من وجود معلومات استخباراتية تشير إلى أن هذه الوثائق تثبت وجود موقع نووي إيراني آخر، فإن المسؤولين رفضوا التعليق على الأمر. اقرأ أيضًا: تغيير قواعد اللعبة.. إسرائيل توسع خط المواجهة مع إيران وأوضح "نتنياهو" في وقت سابق، أنه أفصح عن هذه المعلومات بعد عقد عدة استشارات مع أعضاء المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر "الكابينت"، وبعد الحصول على موافقتهم. أما صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" فقد أشارت إلى أن حكومة تل أبيب قدمت تفاصيل عن المستودع إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية والإدارة الأمريكية قبل 6 أسابيع، لكن نتنياهو اتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالفشل في التحقق من الموضوع. ونوهت الحكومة الإسرائيلية بأنه تم اتخاذ قرار بأن يقوم "نتنياهو" بنشر المعلومات في الأممالمتحدة على أمل حث الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى التأكد من هذه الادعاءات، بحسب "سما". ويبدو أن "نتنياهو" نجح في تحقيق هدفه، خاصة بعد أن طالبت الولاياتالمتحدة إدارة وكالة الطاقة الدولية للطاقة للذرية في التحقق من الادعاءات بشأن السلاح النووي الإيراني. اقرأ أيضًا: إيران توسع نفوذها في سوريا.. 3 قواعد عسكرية ومصنع للصواريخ الباليستية اللافت هنا، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، كشف في كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة، عن امتلاك إيران منشأة "سرية" في طهران ل"تخزين كميات هائلة من المعدات والذخائر". وأوضح أن المنشأة السرية تحوي مستودعا ذريا سريا لتخزين كميات هائلة من المعدات والذخائر والمواد من أجل برنامج الأسلحة النووية. كان نتنياهو قد قال في وقت سابق، إن الاستخبارات الإسرائيلية كشفت أرشيف البرنامج النووي الإيراني السري، والذي يحتوي على أكثر من 100 ألف ملف يظهر النشاط النووي الإيراني، متهما إيران بالكذب. وأضاف أن إيران تواصل العمل في برنامجها النووي عبر منظمة "سبند" داخل وزارة الدفاع الإيرانية، والتي مولت مشروعا لتطوير القدرات النووية. اقرأ أيضًا: لماذا نشرت إيران قواتها على الحدود العراقية؟ وبحسب المعلومات الواردة في الأرشيف الإيراني، فقد بدأ المشروع النووي العسكري السري بالتبلور بناءً على تعليمات القيادة الإيرانية، بين أعوام 1992־1993، وأن الهدف من البرنامج هو إنشاء رؤوس حربية، ومتفجرات نووية ذات 10 كيلو طن، وتركيب هذه الرؤوس الحربية على صواريخ شهاب، بحسب "سبوتنيك". كما كشف الأرشيف مستندات مفصلة كتبها أحد كبار المشروع النووي، ومديره البروفيسور، محسن فخري زادة، وهو شخصية كانت موضوعة على قائمة الاغتيالات الانتقائية الإسرائيلية. أخيرًا يمكن القول إن مصانع تطوير الأسلحة في إيران تمكنت من تحقيق قفزة نوعية في تحويل صواريخ ثقيلة الوزن، وبعضها قديم ويحتوي على مئات الكيلوجرامات من المواد المتفجرة، إلى صواريخ دقيقة وموجهة بواسطة "GPS"، وهو ما يثير مخاوف إسرائيل.