تعيش إحدى محافظات اليمن، حالة من الانقسام بين صفوف ميليشيات الحوثي، وهو ما يعد تغيرًا في الخارطة السياسية التي قد تشهد نهاية حتمية للميليشيا المسلحة في البلد السعيد الذى عانى من الحرب الأهلية على مدار 3 سنوات. أمس، اندلعت مواجهات مسلحة بين أتباع زعيم الميليشيا الانقلابية عبد الملك الحوثي، وأتباع المدعو محمد عبد العظيم الحوثي، في معقلهم بمديرية مجز محافظة صعدة، ما أسفر عن مقتل 23 عنصرًا من الجانبين. وأفادت مصادر محلية في مديرية مجز، بوجود انقسام حاد بين الحوثيين في محافظة صعدة أدى إلى مواجهات مسلحة بدأت في الساعات الأولى من صباح اليوم. وقالت المصادر: إن المواجهات لا تزال مستمرة بين أتباع أحد علماء الزيدية، محمد عبد العظيم الحوثي، وموالين لقائد الميليشيات المدعو عبد الملك الحوثي. اقرأ أيضًا: غضب عربي من بعثة «حقوق الإنسان» في اليمن: تنشر الفوضى واشتهر محمد عبد العظيم الحوثي بمعارضته لميليشيا الحوثي منذ 2004، الذين اعتدوا عليه وهدموا منزله، وطردوه من ضحيان شمال صعدة، حيث يرى عبد العظيم، أن الحوثيين هيمنوا على الحكم مستغلين المذهب "الزيدي". "المصادر" أضافت أن المواجهات أسفرت حتى الآن عن مقتل 12 عنصرًا من أتباع عبد الملك و11 عناصر من أتباع محمد عبد العظيم الحوثي، وعشرات المصابين من الجانبين، بحسب "الوئام" السعودية. على جانب آخر، استغل "أحرار اليمن" حالة الانقسام بين الميليشيات، ليعلن النفير العام ضد الحوثي، داعين إلى الخروج الكبير للإطاحة بهم وبممارساتهم بحق اليمنيين. وأوضحوا أن الأوضاع المعيشية والإنسانية في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين وصلت إلى مستوى غير مسبوق، حيث بات آلاف السكان يعيشون على وجبة واحدة خلال 24 ساعة، فيما تصنف الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم بعد 4 أعوام من انقلاب الميليشيات. اقرأ أيضًا: رغم إرهاب «الحوثي» في اليمن.. الاتحاد الأوروبي يسعى لتبرأتهم وبحسب مراقبين، تعد تلك الدعوات الثورية على الميليشيات في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتها، مؤشر على اقتراب ثورة جياع عارمة على "أنصار الله" بعد تسببها في تزايد معدلات المجاعة والفقر بعد عامين ونصف من قطع مرتبات الموظفين وفرض أكثر من 12 جرعة على السلع الاستهلاكية والغذائية والمشتقات النفطية، بحسب "مأرب برس". في المقابل، شنت مقاتلات التحالف غارات جوية استهدفت تعزيزات في منطقة ولد مسعود كانت قادمة من خولان بن عامر، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. فيما أعلنت قوات الجيش اليمني الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، أن رجال الجيش الوطني نفذوا كمينًا محكمًا لميليشيات الحوثي في جبهة الملاجم، ما أدى إلى مقتل 9 حوثيين وإصابة آخرين. ويبدو أن أعمال القتال داخل اليمن أثارت مخاوف الأممالمتحدة، دفعت بموجبها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إلى اتخاذ إجراءات دولية عاجلة لوقف تفاقم تدهور أسوأ أزمة إنسانية في العالم. اقرأ أيضًا: اليمن ينفض «الحوثي» من الحديدة.. وخطة أممية لإقامة سلام شامل حيث تشير الإحصائيات إلى أن 3.5 مليون شخص مرشحين قريبا للحاق بثمانية ملايين آخرين يواجهون بالفعل خطر المجاعة، حسب "بي بي سي". وانهارت مفاوضات الشهر الماضي للتوصل إلى اتفاق سلام في اليمن خلال مؤتمر في جنيف، وذلك بعدما رفض الحوثيون في الشمال المشاركة. ويشهد اليمن دمارا كبيرا جراء تصاعد حدة الصراع في 2015، عندما سيطر الحوثيون على معظم الأجزاء الغربية في البلاد من بينها العاصمة صنعاء، وأجبروا الرئيس عبد ربه منصور هادي على الهرب إلى الخارج. ووفقا للأمم المتحدة، فقد قتل نحو 10 آلاف شخص، أغلبهم من المدنيين، فيما أصيب نحو 55 ألفا آخرون في القتال الدائر في اليمن.