تُكافح الحكومة البريطانية برئاسة تيريزا ماي، العديد من المعوقات على المستوى السياسي في سبيل الوصول إلى الهدف الرئيسي وهو الخروج من الاتحاد الأوروبي، غير أن المفاوضات بشأن التوصل إلى اتفاق مشترك مع اليورو لم تعد العقبة الوحيدة في طريق حكومة بريطانيا. تيريزا ماي التي تسعى للتوصل إلى اتفاق بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي ظلت على مدى الأشهر القليلة الماضية، تواجه تربصا واضحا من جانب حزب العمال، والذي حدد مبادئ واضحة للموافقة على الصيغة التوافقية -إن وجدت- التي قد تحصل عليها ماي في الفترة المقبلة. اقرأ أيضًا: بدعم من «العمال».. بريطانيا في طريقها لاستفتاء ثانٍ على «بريكست» وعانت بريطانيا من ضغوط لا حصر لها خلال السنوات الماضية لغياب أي تقدم يُذكر في مفاوضات خروجها من الاتحاد الأوروبي، لكنها استطاعت خلال الفترة الماضية، إحراز تقدما ملحوظا في ملف البريكست، حيث أكد عدد من المسؤولين الحكوميين الكبار والدبلوماسيين في بروكسل والمملكة المتحدة وعواصم الاتحاد الأوروبي الأخرى، أن هناك بالفعل اتفاقا قد تم التوصل إليه خلال الفترة الماضية، مؤكدين أنه سيُعرض في قمة مرتقبة بالعاصمة البلجيكية قبل أعياد الكريسماس. وتنظر تيريزا ماي، التي تعرضت لهجوم واضح من جانب البرلمان البريطاني، إلى الاتفاق على أنه محوري، خاصة بعد أن طالب بعض أعضائه بعرض بنود الاتفاق على البرلمان للبت فيها قبل أن توقعه بريطانيا رسميًا. وعلى الرغم من التطورات الحالية في ملف الخروج البريطاني، إلا أن حزب العمال لا يزال يمثل عقبة في طريق ماي، نحو الخروج البريطاني، حيث كان حزب العمال قد حدد في مارس الماضي 6 معايير لتقييم أي صفقة نهائية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك توفير علاقة مستقبلية "قوية وتعاونية" مع الاتحاد الأوروبي، والحصول على "نفس المزايا" التي تحصل عليها بريطانيا من عضويتها الحالية في السوق الموحدة والاتحاد الجمركي، بالإضافة إلى الإدارة العادلة للهجرة التي تصب في مصلحة الاقتصاد البريطاني. والتقى جيريمي كوربين رئيس حزب العمال مع ميشيل بارنييه، كبير المفاوضين الأوروبيين في الاتحاد الأوروبي، ببروكسل أمس، في إشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي يأخذ على محمل الجد تهديدًا بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق وهو ما قد يؤثر على حرية التجارة والعمل في المستقبل. اقرأ أيضًا: بريطانيا تصل إلى اتفاق مع «اليورو» بشأن «البريكست».. وإيرلندا العقبة الوحيدة وكان زعيم حزب العمال يخطط للقيام بزيارة قصيرة إلى العاصمة البلجيكية لحضور محفل تكريمي، ولكنه استقطع بعض الوقت من جدوله بناء على طلب من مسؤولي الاتحاد الأوروبي الذين يحرصون على الاستماع مباشرة إلى خطط حزبه. وفي حديثه للصحفيين بعد الاجتماع، قال كوربين إنه حث مسؤولي الاتحاد الأوروبي على "بذل كل ما في وسعهم لتجنب عدم التوصل إلى اتفاق"، لكنه قال إن حزب العمال لن يصوت لصالح أي اتفاق لا يحترم اختياراته ومبادئه الستة التي أقرها في ويستمنستر. واتهم آشلي فوكس، زعيم البرلمان الأوروبي المحافظ، زعيم حزب العمال بمحاولة فرض انتخابات عامة عن طريق استخدام حق النقض ضد الاتفاق بين بريطانيا وأوروبا، قائلا: "الاتحاد الأوروبي يعرف ذلك ويعتبره تهديدًا للمفاوضات". وقال نيجل فاراج، زعيم الحزب الاشتراكي الأوروبي السابق، إن كوربين الذي رفض الإجابة عن أسئلة حول ما إذا كان يقوض جهود حكومته نحو البريكست، يُعتبر "أحمق مُفيد" بالنسبة لبروكسل. اقرأ أيضًا: أملًا في الخروج السريع.. بريطانيا تراهن على الاتحاد الأوروبي للضغط على فرنسا ويأتي موقف كوربين المتشدد بعد أن رفض المحافظون عرض بنود الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مقابل اتحاد جمركي. وقال رئيس الحزب براندون لويس في حديثه إلى لندن ستاندرد: "ربط بريطانيا بقواعد الاتحاد التجاري لليورو، لن يحترم نتيجة الاستفتاء الذي تم إجراؤه عام 2016".