فجر تركي آل شيخ، رئيس هيئة الرياضة السعودية والرئيس الشرفي السابق للنادي الأهلي، مفاجأة بإعلانه أنه يفكر جديًا الانسحاب من الاستثمار بالرياضة بمصر، بعد الهجوم الكبير الذي تعرض له خلال الفترة الماضية -على حسب قوله- حيث كتب عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قائلًا: «أفكر جديًا بالانسحاب من الاستثمار في الرياضة في مصر، هجوم غريب من كل جهة وكل يوم حكاية، ليه الصداع!». بعدها بساعات أعلنت قناة بيراميدز التي يمتلكها تركي آل شيخ على لسان الإعلامي مدحت شلبي في برنامج مساء بيراميدز أنه قرر الانسحاب رسميًا بشكل نهائي من الاستثمار في مصر، على أن يتم جلب عقود احتراف لكل لاعبي الفريق وعقود للعاملين بقناة النادي. وأكد آل الشيخ، خلال ما نقلته قناة بيراميدز، أن كل رجل في نادي «بيراميدز» هو في ذمته، موضحًا أن النادي سيبقى تحت تصرف حسام البدري، رئيس مجلس الإدارة، وهادي خشبة، مدير الكرة، وأحمد حسن، المشرف العام على فريق الكرة. المفاجأة التي فجرها تركي آل شيخ تسببت في جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بخلاف أنها كانت لها ردود أفعال سلبية على مواقع التواصل في المملكة العربية السعودية، حيث طالب عدد كبير من رواد هذه المواقع ضرورة أن ينسحب تركي آل شيخ، ولا يستكمل استثماراته في مصر. السؤال الذي يفرض نفسه هو ماذا يحدث في مصر لو قرر تركي آل شيخ الانسحاب من الاستثمار الرياضي في مصر؟ إجابة هذا السؤال تتلخص في السطور التالية:
بيراميدز
كشف تركي آل شيخ عن موقفه من نادي بيراميدز خلال التصريحات التي جاءت على لسان مسؤولي قناة بيراميدز، عندما أعلن مدحت شلبي في برنامجه مساء بيراميدز أمس الإثنين قائلاً: "انسحاب تركي آل شيخ بشكل نهائي من الاستثمار في مصر، على أن يتم جلب عقود احتراف لكل لاعبي الفريق وعقود للعاملين بقناة النادي"، ما يعني أن آل شيخ قرر تسريح اللاعبين من الفريق، وبالتالي فإن بيراميدز قد ينسحب من مسابقة الدوري، أو يستكمل المباريات ببعض اللاعبين من قطاع الناشئين بالنادي، وهو ما يضرب المسابقة في مقتل، خاصة أن الفريق قدم عروضا جيدة وحقق نتائج متميزة. تسريح فريق بيراميدز من المؤكد أنه سيفقد مسابقة الدوري جزءا من متعتها، بعدما منح الوافد الجديد نوعا من الإثارة وزاد من عدد الفرق المتنافسة على اللقب، بخلاف المتعة التي جاءت بأقدام لاعبي بيراميدز، وعلى رأسهم البرازيلي "كينو" أحد أهم المواهب التي ظهرت في الموسم الجاري. في الوقت نفسه فإن قناة بيراميدز سيتم إغلاقها وتسريح العاملين فيها، وإن كان تركي آل شيخ وفقا للتصريحات التي جاءت على لسان مدحت شلبي أكد أنه سيوفر لهم أماكن جديدة للعمل فيها، مشدداً على أنه لن يتخلى عنهم.
استاد الأهلي بعد إنهاء العلاقة بين النادي الأهلي وتركي آل الشيخ وظهور الخلافات على السطح توقف الحديث تماما عن مشروع استاد النادي الأهلي الذي كان ضمن خطط مجالس الإدارات السابقة في النادي، لكن دون خطوات جدية للتنفيذ، ليبدأ تركي آل شيخ السعي نحو تنفيذ هذا المشروع لنادي بيراميدز، وبناء على سحب استثماراته من مصر فإنه لن يبني الاستاد أو المدينة الرياضية التي كان يسعى للانتهاء من الإجراءات الخاصة بأوراق الأرض المخصصة لها. في الوقت نفسه فإن مشروع الاستاد العالمي الذي كان يحلم به الأهلي ضاع واختفى فجأة، وإن كان محمود الخطيب منذ فترة عاد إلى ملف الاستاد الذي تعاقد على بنائه المهندس محمود طاهر رئيس الأهلي السابق مع شركتينن إحداهما ألمانية والأخرى فرنسية، لدراسة الأمر ومدى إمكانية تنفيذ هذا المشروع، بينما خرج خالد مرتجي عضو مجلس إدارة النادي الأهلي بتصريحات صحفية يتحدث عن تأجيل المشروع لظروف خاصة بسبب التكلفة الكبيرة للمشروع ونتيجة المتغيرات الاقتصادية الحالية. الزمالك من المؤكد أن انسحاب تركي آل شيخ من المشهد يعني بالضرورة توقف الدعم الذي قدمه الرجل في الفترة الماضية لنادي الزمالك، والذي بدأ بتحمل الرجل الراتب السنوي الذي يحصل عليه السويسري كريستيان جروس المدير الفني للفريق وجهازه المعاون البالغ قيمته 2 مليون و400 ألف يورو، نفس الأمر ينطبق على صفقة التونسي فرجاني ساسي التي تكلفت ما يقرب من 4 ملايين يورو، بينما سيتحمل الزمالك نصف راتب اللاعب. رئيس الزمالك في تصريحات تلفزيونية أمس في برنامج مساء بيراميدز مع مدحت شلبي كشف النقاب حول تفاصيل المكالمة الهاتفية التي دارت بينه وبين تركي آل شيخ، وشدد على أنه طالبه بالبقاء في مصر وعدم سحب الاستثمارات، مؤكدا أن تركي وعده بمنحه عددا من لاعبي بيراميدز هدية عندما يسرح الفريق. الشيء المؤكد أن الزمالك لن يحصل على نفس الدعم الذي كان يحصل عليه من خلال العلاقات الطيبة التي تجمع بين رئيس هيئة الرياضة السعودية ومرتضى منصور رئيس النادي، لكن ربما يزداد الدعم عما هو عليه الآن لو قرر تركي عدم إيقاف الدعم بهدف الرد على ما حدث من جانب مجلس إدارة الأهلي وجماهيره. الأهلي الخلافات التي نشبت بين تركي آل شيخ والخطيب تسببت في توقف الدعم الذي كان يحصل عليه مجلس الإدارة، بعدما منح الرئيس الشرفي السابق للأهلي إدارة النادي 261 مليون جنيه، بخلاف 6 ملايين أخرى حصل عليها الخطيب قبل الانتخابات لدعمه هو وقائمته. في الوقت نفسه فإن مجلس إدارة النادي الأهلي قد يتعرض لهجمة مرتدة من جانب تركي آل شيخ، الذي يمتلك الكثير والكثير ضدهم، وهو ما أعلن عنه في أكثر من مناسبة سابقة منها. رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية، سبق وهاجم مجلس إدارة الأهلي بقيادة محمود الخطيب، في تصريحات تليفزيونية، قائلًا: "مجلس إدارة النادي الأهلي بمثابة عصابة، ووضعوني شماعة للتغطية على فشلهم في إدارة النادي، وشعروا بحزن شديد لأنني حسمت صفقة صلاح محسن لصالح النادي". وتابع: "كل من جاء وزارني في منزلي سواء في السعودية أو مصر استفاد على حساب النادي الأهلي، بلاش دور البطولة وشماعة تركي آل الشيخ". كما كتب عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قائلاً: "لا أملك إلا أن أقول لم أرَ ضعفًا أكثر من هذا.. سكت دهرًا ومن بعد ذلك نطق ببيان ضعيف وغير واضح الاتجاه". وأضاف: “عمومًا أنا جاهز لكل شيء، ولكل من قبض.. كل شيء موثق، بلاش كثر مهازل ولمّوا أنفسكم، أهنتم الكيان، أنتم عار عليه، الجمهور يجب أن يكشفكم على حقيقتكم، فإنكم تقومون بمنافعكم الشخصية، وفي الكواليس كالاقزام! عيييب".
التصريحات السابقة تكشف أن الرئيس الشرفي السابق للأهلي يمتلك الكثير الذي من الممكن أن يستخدمه للثأر من مجلس إدارة الأهلي بعد الأنباء التي ترددت مؤخرا حول أن هناك مسئولين في النادي دفعوا مبالغ مالية لبعض الجماهير من أجل الهتاف ضد تركي آل شيخ في مباراة الفريق الأخيرة أمام حوريا الغيني. وربما تكون الهتافات المسيئة التي تعرض لها رئيس هيئة الرياضة السعودية هي السبب وراء نوبة الغضب الشديدة التي نتج عنها قرار انسحابه من الاستثمار في مصر، خاصة أن أعضاء مجلس إدارة الأهلي الذين يتحدثون عن المبادئ لم يصدر عنهم أي تصريح رسمي يستنكر تصرفات الجماهير ما يعني أن هناك ترحيبا بما حدث. الخلاصة أن الأيام المقبلة ستشهد جديدا، لأن الأمور لن تتوقف عند حد إعلان تركي آل شيخ انسحابه من الاستثمار في مصر، لأن هناك علاقات أقوى بين مصر والسعودية أكبر وأقوى من هتافات فئة الجماهير المغرضة.