هل أنا مُصاب بالفشل الكلوي؟.. ممكن!

تراجع حديث الناس في السنوات الأخيرة عن مخاطر أمراض الكُلى لصالح القاتل الصامت المدعو "السرطان"، لكن اليومين الأخيرين حدث تحوّل شدّ الانتباه إلى مرضى الكُلى. الحديث هنا عن مصر التي أفاق الناس فيها أول من أمس على كارثة وحدة الغسيل بمركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية التي راح ضحيتها 3 مرضى أبرياء وأُصيب آخرون أثناء وضعهم على ماكينات الغسيل في المستشفى المذكور. في هذا التقرير نأخذك في جولة طبية عن أمراض الكُلى المُزمنة التي تتسبب في وفاة الملايين حول العالم سنويًا.
كي لا ندخل في تعقيدات المصطلحات الطبية دعنا نقسّم هذا التقرير إلى (س) و(ج) على النحو التالي:
ما أهمية كليتك؟
تقوم الكليتان بالعديد من الوظائف للحفاظ على صحتك. تنظيف الدم واحد فقط من وظائفها العديدة، وهي تتحكم في المواد الكيميائية والسوائل في جسمك ، وتساعد في التحكم في ضغط الدم وتساعد في تكوين خلايا الدم الحمراء. يمكن لغسيل الكلى القيام ببعض الوظائف فقط ، وليس كلها ، التي تقوم بها الكليتان السليمة. لذلك ، حتى عندما تعالج من الفشل الكلوي ، قد تكون لديك بعض المشاكل التي تأتي من وجود الكلى التي لا تعمل بشكل جيد. اعرف هنا أفضل الأطعمة لمرضى الكلى.
هل تعلم مدى حجم مرضى أمراض الكلى المزمنة في العالم؟
عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و 74 عاما في جميع أنحاء العالم ، هناك واحد من كل خمسة رجال ، وواحدة من كل أربع نساء تعاني من أمراض الكلى المزمنة، وهناك 10% من السكان في جميع أنحاء العالم يتأثرون بأمراض الكلى المزمنة , والملايين يموتون كل عام لأنهم لا يستطيعون الحصول على العلاج بأسعار مناسبة.
هل يعدّ هذا المرض أزمة إلى هذا الحد؟
مرض الكلى المزمن هو أزمة صحية في جميع أنحاء العالم. على سبيل المثال، في عام 2005 ، كان هناك ما يقرب من 58 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم ، 35 مليون شخص منهم يعانون من الأمراض المزمنة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية قدرت دراسة "جي بي دي" عام 2015 أيضًا أن 1.2 مليون شخص ماتوا في عام 2015 بسبب الفشل الكلوي ، بزيادة قدرها 32٪ منذ عام 2005. وفي عام 2010 ، توفي ما يقدر ب 2.3 إلى 7.1 مليون شخص مصابين بمرض الكلى في المرحلة النهائية دون إمكانية الوصول إلى الغسيل الكلوي. بالإضافة إلى ذلك ، في كل عام ، يُعتقد أن حوالي 1.7 مليون شخص يموتون بسبب الإصابة الكلوية الحادة.
وفي دراسة عام 2010 عن عبء المرض العالمي ، تم تصنيف مرض الكلى المزمن 27 في قائمة أسباب مجموع عدد الوفيات في جميع أنحاء العالم في عام 1990 ، لكنه ارتفع إلى 18 في عام 2010. وكانت هذه الدرجة من التطور المخيف في القائمة في المرتبة الثانية بعد فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز.
كم مريضًا حول العالم يتلقى العلاج؟
وفقاً لموقع "منظمة الكلى العالمية" فإن أكثر من مليوني شخص في جميع أنحاء العالم يتلقون حالياً علاجاً بالغسيل الكلوي أو زرع الكلى للبقاء على قيد الحياة ، لكن هذا العدد قد لا يمثل سوى 10٪ فقط من الأشخاص الذين يحتاجون بالفعل إلى علاج للبقاء على قيد الحياة. ومن بين 2 مليون شخص يتلقون العلاج للفشل الكلوي ، تتم معالجة الغالبية في خمسة بلدان فقط - الولايات المتحدة واليابان وألمانيا والبرازيل وإيطاليا. هذه الدول الخمس تمثل 12 ٪ فقط من سكان العالم. يتم التعامل مع 20٪ فقط في حوالي 100 دولة نامية تشكل أكثر من 50٪ من سكان العالم. وهناك أكثر من 80 ٪ من جميع المرضى الذين يتلقون العلاج للفشل الكلوي بالفعل هم في البلدان الغنية. وتشير التقديرات إلى أن عدد حالات الفشل الكلوي سيزداد بشكل كبير في البلدان النامية ، مثل الصين والهند ، حيث يزداد عدد كبار السن. وفي البلدان المتوسطة الدخل، يمثل العلاج بغسيل الكلى أو زرع الكلى عبئا ماليا ضخما لغالبية الناس الذين يحتاجون إليه.
في 112 دولة أخرى، لا يستطيع الكثير من الناس تحمل تكاليف العلاج على الإطلاق، مما يؤدي إلى وفاة أكثر من مليون شخص سنوياً بسبب الفشل الكلوي غير المعالج.. وبشكل عام ، فإن ما يقدر ب 5-10 ملايين شخص يموتون سنويًا بسبب أمراض الكلى.
ما هي أعراض إصابتى بمرض الكلى المزمن؟.
قد تلاحظ واحدًا أو أكثر من الأعراض التالية إذا بدأت كليتك بالفشل:
- تشنجات العضلات/ قئ و غثيان/ عدم الشعور بالجوع/ تورم في قدميك وكاحليك/ الكثير من البول أو بول غير الكافي/ مشكلة في التقاط أنفاسك/ مشكلة في النوم.
- إذا توقفت الكليتان عن العمل فجأة (الفشل الكلوي الحاد) ، فقد تلاحظ واحدًا أو أكثر من الأعراض التالية:
- ألم شديد في البطن/ ألم في الظهر/ إسهال حاد/ حمى/ نزيف في الأنف/ طفح جلدي/ قيء مستمر.
- وجود واحد أو أكثر من أي من الأعراض المذكورة أعلاه قد يكون علامة على وجود مشاكل خطيرة في الكلى وبالتالي البدء في الذهاب إلى أخصائي العلاج.
أخيرا، لا داع للقلق الشديد، فمن الممكن السيطرة على مرض الكلى المزمن لكن بالتشخيص المبكر والعلاج، لأن غير ذلك معناه بطء وظائف الكُلى وتوقفها عن العمل.!