صدَر كتاب "الخوف" للصحفي الأمريكي بوب وودورد أزمات ضخمة للبيت الأبيض، خاصة وأنه عرض بشكل رئيسي بعض ملامح تعامل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع مواجهات روسيا المختلفة، بما في ذلك الأزمات السياسية في دول البلقان والتطور النووي لموسكو خلال السنوات الأخيرة. الكتاب الذي استند إلى شهادات متخصصة من مسؤولي الإدارة الأمريكية دون الإفصاح عن هويتهم، لم يجد حرجًا في الكشف عن أدق تفاصيل الخسائر الأمريكية في التعامل مع روسيا من وجهة نظره، سواء كان ذلك في صورة قرارات أو خطط أمر الرئيس الأمريكي بإجرائها للتعامل مع التهديدات التي تمثلها موسكو على الأمن القومي الأمريكي. أحدث حلقات تناول الكتاب للتعامل الأمريكي مع روسيا، تمثل في الكشف عن تهديد خطير من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس بشأن التدخل الأوروبي في دول البلقان. وقال الكتاب: "في مرحلة ما لإدارة ترامب، أخبرت روسيا وزير الدفاع جيم ماتيس أنها قد تستخدم الأسلحة النووية في حالة نشوب حرب في أوروبا". «الخوف».. كتاب جديد يفضح فوضى بيت ترامب الأبيض وأضاف الكتاب: "التحذير أوصل برسالة صريحة إلى ماتيس بأن روسيا تمثل تهديدًا كبيرًا للولايات المتحدة". ووفقًا ل "الخوف"، فإن كتاب بوب وودورد الذي صدر مؤخرًا عن الاضطرابات في البيت الأبيض، فإن التحذير الروسي كان يتعلق بنزاع محتمل في دول البلطيق، وتحديدًا إستونيا ولاتفيا وليتوانيا". وكانت دول البلطيق جزءًا من الاتحاد السوفييتي ولديها روابط عميقة مع روسيا التي سعت إلى إعادة تأكيد النفوذ هناك منذ نهاية الحرب الباردة. التهديد الروسي جاء بعد أن أظهرت تلك الدول ميولًا للاقتراب أكثر من الغرب، بما في ذلك الحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي الناتو. وفقا لرواية وودورد، فإن التحذير من روسيا جاء خلال أو قبل صيف عام 2017، عندما كانت إدارة ترامب تساوم حول مستقبل الاتفاق النووي الإيراني. التطور الخاص بالقدرات النووية الروسية، كان أيضًا أحد أهم الجوانب التي ذكرها الكتاب حول العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، حيث أكد الكاتب أن ترامب بدا حريصًا منذ يومه الأول في البيت الأبيض على الاطلاع بالقدرات النووية الروسية، بل ووضع خططًا لمواكبة المتطور منها. ترامب يواجه «الخوف»: لم أصدر أوامر باغتيال بشار الأسد وأشار الكاتب إلى أن الحديث الرئيسي بشأن تلك الخطط كان العمل على الإلمام الكامل بكافة القدرات النووية الروسية ومدى إمكاناتها الفنية والعديد من التفاصيل التي تحاول موسكو إخفائها عن الأنظار الأمريكية. وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، تكشفت أيضًا عدد من الحقائق الواضحة في التعامل الأمريكي مع روسيا والتي تمتد إلى العام الماضي، حيث أكد الكاتب المخضرم أن واشنطن حرصت على التعامل بشكل تعاوني مع روسيا قبل ضربها لقاعدة الشعيرات التابعة للجيش السوري، على خلفية استخدامه لأسلحة كيميائية في منطقة خان شيخون العام الماضي. وقال وودورد: "مسؤولو واشنطن أبلغوا نظرائهم في روسيا بموعد الضربة والطريقة التي ستتم بها، وذلك في إطار التنسيق المتبادل في ذلك الوقت حول الأوضاع العسكرية في سوريا". وأشار إلى أن ذلك تعارض مع حديث مسؤولي واشنطن عن استقلالية القرار العسكري داخل سوريا في العام الماضي، خاصة في الفترة التي شهدت نشاط عسكري من جانب موسكو لمساندة الأسد. وبخلاف الوضع العسكري والسياسي بين واشنطنوموسكو، أبرز الكتاب جانب آخر في المواجهات بين القوتين، حيث تحدث بوب وودورد عن التردد الذي ظل مُلازمًا لترامب في القرارات التي تتعلق بالعداء الاقتصادي مع روسياوالصين. بعد أن وصل ل5 آلاف كذبة.. ادعاءات ترامب تهدد زعامة أمريكا واستند الكاتب المخضرم إلى شهادات من مسؤولي البيت الأبيض، والذين أكدوا أن قرار إضافة التعريفات الجمركية الأخيرة ضد الصين، وشن عقوبات اقتصادية ضد موسكو، جاء بعد دراسات متكررة للموقف وتبعاته، وهو الأمر الذي أكد الكاتب أنه خالف طبيعة ترامب في اتخاذ القرارات الجريئة دون النظر لعواقبها على المستوى السياسي أو الاقتصادي. وبشكل عام استطاع الكتاب أن يخلق حالة من الارتباك الواضح في صفوف الإدارة الأمريكية، لا سيما في الوقت الذي راهنت فيه واشنطن على الدبلوماسية مع الجانب الروسي من ناحية، والعقوبات التي تستهدف القدرات الاقتصادية لموسكو من ناحية أخرى.