دائمًا ما تكون هناك أحداث هامة لها تأثير خاص على الشعوب، لكن ما عايشه الشعب الفلسطيني على مدار 25 عامًا كان الحدث الأبرز على الساحة الدولية والعربية، حيث جرى التوقيع على اتفاق أوسلو للسلام برعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية، لتتكشف تداعياته يوما تلو الآخر. اليوم تغير الحال، خاصة بعد مطالبة الفصائل الفلسطينية بالانسحاب من الاتفاق مع إسرائيل، مؤكدين أن الوحدة هو الهدف الأسمى للشعب العربي، والمقاومة ستظل خيارنها ضد الاحتلال، بحسب "معا". عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية قال خلال مؤتمر صحفي: إن "اتفاق أوسلو مزَق وحدة الشعب الفلسطيني جغرافيًا وتاريخيًا". وأضاف الحية أن الشعب الفلسطيني بقواه الحية في الداخل والخارج يرفضون اتفاق أوسلو ويطالبون السلطة الفلسطينية بإعلان انتهائه والتحرر من كل التزاماته. اقرأ أيضًا: غزة تقترب من الانفجار.. ومخاوف إسرائيلية من التصعيد مع «حماس» وتابع آن الأوان لفريق "أوسلو الفاشل" أن يتراجع عن مواصلة هذا الخط الكارثي الذي مهد الطريق لتهويد مدينة القدس وتضاعف الاستيطان في الضفة الغربية وعزلها، مطالبا بإعادة تقييم مسار الاتفاق، وكل ما نتج عنه من خلال إعادة بناء المؤسسات الوطنية الفلسطينية على قاعدة الشراكة واعتماد البرنامج الوطني القائم على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي حتى إنهائه. من جهته، صرح القيادي في حركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي بأن المفاوض الفلسطيني دفع الثمن كاملاً وحارب المقاومة إرضاءً لإسرائيل على أمل أن يدخل مفاوضات سلام، بعد توقيعه اتفاقية أوسلو، وفقا ل"موقع الإماراتية". واعتبر الهندي أن اتفاق أوسلو شكَل مقامرة غير مسحوبة، وأدخل الشعب الفلسطيني في نفق مظلم يهدد بتدمير قضيته ما يتطلب إلغاؤه وإعلان المرحلة الحالية مرحلة "تحرر وطني". في المقابل أجمع مسؤولون في فصائل فلسطينية أخرى وشخصيات إسلامية ومسيحية على ضرورة المطالبة بالانسحاب من اتفاق أوسلو خاصة في ظل ما وصفوه تحلل إسرائيل الكامل من الاتفاق وتقويضه على أرض الواقع. اقرأ أيضًا: «هدنة غزة» تشعل فتيل الأزمة بين فتح وحماس من جانبها، أكدت ديانا بوتو، مستشارة وفد منظمة التحرير الفلسطينية في خلال اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ترى حاليًا أن ما فعلته كان خطأ كبيرا، ولم يكن عليهم التفاوض مع الإسرائيليين على الإطلاق. وأضافت "بوتو" في مقال لها بصحيفة هآرتس العبرية، أن الشعب الفلسطيني لن يحققوا حريتهم المتمثلة في دولة فلسطينية مستقلة، بحسب "سبوتنيك". ويوافق 13 سبتمبر الذكرى ال25 لتوقيع اتفاق أوسلو المعروف باسم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي، بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل وذلك برعاية أمريكية. وأحال اتفاق أوسلو التوصل لاتفاق نهائي للسلام إلى مرحلة تالية تتضمن ست قضايا رئيسة جميعها محل شكوى فلسطينية من عدم وفاء إسرائيل بالتزاماتها فيها. ويتهم الفلسطينيون الاحتلال بالعمل على إحباط أي فرص لفكرة حل الدولتين التي قام على أساسها اتفاق أوسلو في وقت تتوقف مفاوضات السلام بين الجانبين منذ .2014 اقرأ أيضًا: «اتفاق هدنة وتحرير الأسرى».. هل تنتصر حماس على نتنياهو؟ السؤال هنا.. ماهو اتفاق أوسلو؟ هو اتفاق سلام وقَّعته "إسرائيل" ومنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، بحضور الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون؛ وسُمِّيَ الاتفاق نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرّية بين الجانبين عام 1991. كما يعتبر أول اتفاق رسمي مباشر بين "إسرائيل" ممثلةً بوزير خارجيتها آنذاك شمعون بيريز، ومنظمة التحرير الفلسطينية ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية محمود عباس. وتنص بنوده على أن تعترف "إسرائيل" بمنظمة التحرير الفلسطينية على أنها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وأن تعترف المنظمة ب"دولة إسرائيل" (على 78% من أراضي فلسطين؛ أي كل فلسطين ما عدا الضفة وغزة). وخلال خمس سنوات من تاريخ الاتفاق، تنسحب "إسرائيل" من أراضٍ في الضفة الغربية وقطاع غزة على مراحل، أولها أريحا وغزة اللتان تشكلان 1.5% من أرض فلسطين، بحسب الاتفاق. كما نص على أن تقر "إسرائيل" بحق الفلسطينيين في إقامة حكم ذاتي على الأراضي التي تنسحب منها في الضفة الغربيةوغزة (حكم ذاتي للفلسطينيين وليس دولة مستقلة ذات سيادة)، وإقامة مجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني، وإنشاء قوة شرطة من أجل حفظ الأمن في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية.