4 أشهر مرَّت على "مذبحة الرحاب" عندما عُثر على جثامين 5 أفراد من أسرة رجل أعمال "والدين - 3 أبناء" وبهم آثار طلقات نارية انتهت بقرار النائب العام المستشار نبيل صادق بانتداب لجنة ثلاثية برئاسة رئيس الطب الشرعي، لإعداد تقرير كامل عن الواقعة، ليتكرر الأمر هذه المرة بقرية الرملة التابعة لمركز بنها محافظة القليوبية. أمس الأربعاء، الهدوء يسود القرية الصغيرة، بينما يجلس الجيران أمام منزل أحدهم يتبادلون الحديث حول أحوال القرية ليبادر أحدهم بالسؤال "ماحدش شاف الحاج محمد.. بقالو كام يوم ماظهرش لا هو ولا عياله". عقارب الساعة تقترب من منتصف الليل، أصوات الصراخ تمزق ستار الصمت، قوات الشرطة تنتشر بمحيط منزل الحاج محمد لتتحول المنطقة إلى أشبه بثكنة عسكرية بعدما فرضت طوقا أمنيا ومنعت دخول أحد انتظارا لحضور فريق النيابة العامة والمعمل الجنائي "لقينا 5 جثث جوا البيت". أسئلة كثيرة لاحت في الأفق حول هوية الجثامين التي تبين أنها كانت وراء الرائحة الكريهة التي اشتكى منها الجيران خلال ال24 ساعة الماضية، لكن الإجابة جاءت كالصاعقة إذ كشفت المعاينة المبدئية أن الجثامين التي عُثر عليها داخل حجرة واحدة في حالة تعفن لرب الأسرة "محمد.ا"، 38 سنة عامل، وأطفاله الأربعة "يوسف" 15 سنة، "عمرو" 12 سنة، "سماح" 8 سنوات و"سما" 3 سنوات. 4 أيام من الاختفاء، انتهت بالعثور على جثامين الأب وأطفاله في حالة تحلل دون شعور الجيران رغم أن العادات والتقاليد المتعارف عليها في القرى تجسد ترابط الأهالي وزيارتهم لبعضهم البعض، مما يزيد الواقعة تعقيدا.. كيف يمكن أن تختفي عائلة كاملة لعدة أيام دون معرفة أحد؟. وشكل اللواء رضا طبلية، مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية، فريق بحث على أعلى مستوى يترأسه مفتش قطاع الأمن العام ويضم ضباط المباحث الجنائية وقسم مكافحة جرائم النفس، مدعومين بقطاع المساعدات الفنية، وذلك بالتنسيق مع النيابة العامة التي أمرت بنقل الجثامين إلى مشرحة مستشفى بنها، وطلبت سرعة تحريات المباحث. خطة البحث تركزت على فحص علاقات المتوفى والمترددين عن المنزل، وسماع أقوال الجيران، والتأكد من وجود خلافات بينه وآخرين قد ترقى لارتكاب جريمة، وفحص هاتف الأب وسجل مكالماته.. وتبين وجود 3 سيناريوهات للواقعة. 1- الأب سمم الأسرة وانتحر مصدر أمني مسؤول أشار إلى أن الأب المتوفى بعث رسائل عبر هاتفه إلى أحد أفراد عائلته منذ أيام أعرب خلالها عن مروره بأزمة نفسية إثر تعدد الخلافات الزوجية، وأخبره بأنه سيقدم على التخلص من حياته بسبب أفعال الزوجة. فيما أثبتت معاينة النيابة العامة لمسرح الجريمة أن الجثامين عثر عليها بالغرفة المطلة على الشارع من الناحية الغربية، كما عثر على وجبة طعام "فول وفلافل" أمام الضحايا، بالإضافة إلى وجود شفرة موس بها بقعة دماء، تم إرسالها إلى المعمل الجنائي. مايطرح فرضية أن الأب ربما تخلص من أفراد أسرته ثم انتحر. 2- الأم كلمة السر أولى مفاجآت الجريمة -التي باتت حديث أهالي قرية الرملة- اختفاء الأم في توقيت اكتشاف الواقعة، لتصبح الناجي الوحيد في ظل عدم تواجدها بالمنزل في ظروف غامضة، وتقرير مفتش الصحة المبدئي بأن الوفاة ناتجة عن حالة تسمم. في المقابل، أفاد شهود عيان من الجيران بأنهم اعتادوا سماع أصوات صراخ الزوجة؛ بسبب تعدي زوجها عليها بالضرب بصفة مستمرة، مؤكدين أنه كان يسئ معاملتها هي وأطفاله على حد سواء. ساعات قليلة مرت على اكتشاف الواقعة حتى اتجهت أصابع الاتهام إلى الزوجة "المشتبه به الرئيسي"، لتمثل أمام جهات التحقيق ويتم مواجهتها بالتحريات وأقوال الجيران. 3- الواقعة قضاء وقدر في الوقت الذي تكثف فيه فيه أجهزة الأمن من جهودها لفك طلاسم القضية، ومعرفة مدى تورط الزوجة بدافع الانتقام من الزوج الذي اعتاد ضربها، والثاني هو أن تكون الوفاة طبيعية جراء حالة تسمم، هناك سيناريو ثالث يطرح نفسه وهو أن الوفاة ربما تكون قضاء وقدر، وأن الأسرة تناولت طعاما فاسدًا ولقت حتفها.