حالة من الجدل أثارها موقع "بي بي سي" عربي بعدما زعم، اليوم الأربعاء، أن الاختبارات الصحية ال"مستقلة" التي أجرتها شركة توماس كوك للسياحة كشفت عن وجود "مستويات عالية من بكتريا إيكولاي" في فندق بالغردقة الذي توفي فيه سائحان بريطانيان الشهر الماضي. وأشار الموقع، إلى أن "توماس كوك" أمرت بإجراء اختبارات مستقلة تتعلق بسلامة الغذاء والنظافة في أحد فنادق مجموعة شتيجنبرجر" في منتجع الغردقة، وتوفي جون وسوزان كوبر، من بيرنلي ببريطانيا، في الفندق يوم 21 أغسطس الماضي. وبحسب الموقع، لم تُعرف نتائج تشريح الجثتين، وقالت شركة السياحة إن خبراء تابعين لها قالوا إنهم لا يعتقدون أن بكتريا إيكولاي وراء وفاة الزوجين كوبر، وأن نتائج الاختبارات رصدت "مستويات عالية لبكتريا إيكولاي وبكتريا المكورات العنقودية"، وخضعت هذه النتائج لمراجعة من الطبيبة فانيا غانت، من مجلس هيئة الخدمات الصحية البريطانية لمستشفيات جامعة كوليدج لندن. هل بكتريا إيكولاي قاتلة؟ قال الدكتور أحمد سلامة، أستاذ أمراض الباطنة والكلي، إن بكتريا إيكولاي أو ما يطلق عليها "الإشريكية القولونية" نوع من أنواع البكتيريا المتواجدة بكثرة في أمعاء الإنسان وهو أمر طبيعي، ولا تسبب أي عوارض صحية، لكن إذا تحولت هذه الأنواع من البكتريا إلى سلالات تحمل جينات تمكّنها من اختراق الخلايا أو تدميرها أو إفراز سموم فإنها تسبب مشكلات صحية. وأشار"سلامة" في تصريحات ل"التحرير" إلى أن معظم المرضى البالغين يتعافون من مرض "إيكولاي" خلال فترة تقارب الأسبوع، لكن بعض الأشخاص، وبخاصة الأطفال، ربما يصابون بمضاعفات تهدد حياتهم مثل الإصابة بالفشل الكلوي. وأكد أن استمرار الإصابة بهذه البكتريا قد يسبب أمراضا مختلفة منها التهاب المرارة، وتسمّم الدم، وأحيانًا التهابات الرئة، وهي كلها أمراض خطيرة ولها مضاعفات تهدد الحياة، إن لم يتم علاجها في أسرع وقت. وعن علاج هذه البكتريا، يؤكد سلامة، أنه لا يوجد أدوية تعالج العدوى مباشرة أو أعراضها أو تمنع حدوث مضاعفاتها، لكن العلاج المتاح، هو الراحة التامة، وتناول السوائل، لمنع حدوث الجفاف والتعب، ويجب الابتعاد عن تناول المضادات الحيوية، لمنع حدوث مضاعفات، وأيضا تجنب تناول الأدوية المضادة للإسهال التى تبطئ من حركة الجهاز الهضمي، ما يعوق عملية التخلص من السموم التي تسببها البكتريا. طرق الوقاية أما عن الوقاية من هذه البكتيريا، أوضح الكيميائي الدكتور عماد حمدي، أن أحد أهم أسباب الإصابة بها هو الأطعمة الملوثة، لافتا إلى ضرورة غسل الأطعمة والخضروات والفواكه بعناية وكذلك الاهتمام بغسل أواني الطهي جيدا، واستخدام المياه الساخنة والصابون في غسل السكاكين وألواح التقطيع قبل وبعد تلامسها مع اللحم النيئ والفواكه والخضروات. وكان السائحان جون كوبر (69 عاما)، وسوزان كوبر (63 عاما) توفيا في المستشفى في 21 أغسطس الماضي، بعدما تم نقلهم من غرفتهم في الفندق. وقالت المجموعة السياحية إن خبراءها لا يعتقدون أن بكتيريا "إيكولاي" هي السبب وراء وفاة السائحين. وأوضحت النتائج وجود نسبة عالية من البكتيريا وبكتيريا المكورات العنقودية، وراجعت هذه النتائج الأستاذة بكلية لندن للمستشفيات، فانيا غانت. وتقول توماس كوك "النتائج توضح أن هناك خطأ ما، وأن هذه المعايير انخفضت إلى أقل ما نتوقعه من شركائنا في الفندق". وأضافت المجموعة في بيانها، "من المحتمل أن يفسر وجود بكتيريا "إي كولاي" وبكتيريا المكورات العنقودية، مستوى المرض الذي تم الإبلاغ عنه بين نزلاء الفندق خلال ذلك الوقت، مما دعم قرار توماس كوك بمغادرة 300 من عملائها". وأجرت المجموعة فحوصات على جودة الهواء والماء وحمامات السباحة من دون العثور على ما قد يسبب وفاة السائحين. وقالت توماس كوك إن خبراءها لم يستطيعوا الدخول إلى غرفة السائحين بسبب تحقيقات السلطات المصرية التي لا تزال جارية.