منذ عدة أيام أشارت «التحرير» في تقرير إلى أزمة الرهبنة، التي تعاني منها مؤخرا، وهي خروج الرهبان من الأديرة بشكل مكثف في السنوات الأخيرة من حبرية البابا الراحل شنودة الثالث، وانتدابهم للخدمة في الإيبارشيات داخل وخارج مصر، وقرار تجريد الراهب يعقوب المقاري وعزله من الكهنوت والرهبنة، مؤخرا، بسبب المزرعة التي يمتلكها في وادي النطرون يؤكد أن أزمة بعض الرهبان وجمع الأموال لا زالت مستمرة، رغم قرارات البابا تواضروس الثاني ولجنة شئون الرهبنة والأديرة لضبط أمور الرهبنة عقب مقتل الأنبا إبيفانيوس رئيس دير الأنبا مقار، ورغم الإشارة لخبرة البابا غبريال الثاني بالقرن ال12 في مواجهة «السيمونية» أي شراء المناصب في الكنيسة، فالبابا تواضروس يواجه أزمة تملك قطاع واسع من الأكليروس لثروات طائلة تقدر بالملايين. أقرأ أيضا: هل يسيطر البابا تواضروس على «صراع المال» في الأديرة؟ بعد مقتل الأنبا إبيفانيوس.. 12 قرارا للبابا لضبط الأديرة و«الرهبنة» رغم حالة الصراع بين تيار تجديد وتطوير الكنيسة وبين تيار المتشددين، والهجوم على البابا تواضروس الثاني، والراحل الأنبا إبيفانيوس واتهامهم بالهرطقة والبدع من قبل صفحات محسوبة على التيار المتشدد، فإنه غير خفي أن الراهب المجرد إشعياء المقاري المتهم بقتل رئيس دير أنبا مقار، كانت له مشكلات بسبب جمع الأموال وتملك أراض، وأنه وفقا للتحقيقات فإن إحدى مشكلاته بسبب الأراضي التي عرف بها الأسقف وكان سيعاقب بسببها، جعلته يقرر أن يتخلص منه، هذا غير أزمتي إيبارشية بنسلفانيا مع دير غير معترف به باسم مار يوحنا بطمس، وأزمة الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة مع كنيسة السيدة العذراء بدير الجرنوس، يشيرون إلى أن إدارة حركة المال في مؤسسة بحجم وامتداد الكنيسة القبطية تمثل أزمة للبابا الحالي. أقرأ أيضا: انتهاء أزمة كنيسة «دير الجرنوس» مع مطرانية مغاغة قرارات لجنة شئون الرهبنة الأخيرة في 28 أغسطس الماضي، اجتمعت لجنة شئون الرهبنة والأديرة برئاسة البابا تواضروس الثاني وبحضور 17 مطرانا وأسقفا من أعضائها وقررت 3 قرارات هامة أولها رفض التطاول على البابا شنودة، ووقف الراهب يوئيل المقاري الذي تحدث عن البابا الراحل سابقا ردا على تصريحات أنبا سرابيون مطران لوس أنجلوس حول مقتل أنبا إبيفانيوس، عن ممارسة الخدمة الكهنوتية لمدة عام، بسبب كسره قرار عدم الظهور الإعلامي بأية وسيلة، والتنبيه عليه بعدم إصدار كتب مطبوعة تحمل اسمه، أما القرار الثالث فكان تجريد الراهب يعقوب المقاري بسبب تجاوزاته. أقرأ أيضا: صراع حواريي متى وأبناء شنودة في الكنيسة والسوشيال تجريد بعد فوات الآوان.. هل يتحول يعقوب لماكسيموس جديد؟ وقت أزمة مقتل الأنبا إبيفانيوس حدث تضارب في القرارات داخل الكنيسة حيث انتشر بيان باسم لجنة شئون الرهبنة والأديرة، يفيد بتجريد الراهبين إشعياء ويعقوب من دير أنبا مقار، وسرعان ما نفته الكنيسة عبر المتحدث الرسمي القس بولس حليم، والأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس وقتها. أقرأ أيضا: «تجريد راهبين» بدير «أنبا مقار» يثير الجدل داخل الأوساط الكنسية في اليوم التالي لهذا البيان، أصدر البابا تواضروس قرارا باسمه وبخط يده يفيد بتجريد الراهب إشعياء المقاري فقط، بسبب مخالفاته، والذي اعترف بعدها أمام جهات التحقيق بارتكاب جريمة قتل الأنبا إبيفانيوس، دون الإشارة ليعقوب الذي أعلنت الكنيسة فيما بعد أنه قرر الخضوع للبابا ولجنة الرهبنة وتسليم المزرعة المزمع تحويلها لدير للأنبا متاؤوس رئيس دير السريان بوادي النطرون، تمهيدا للاعتراف بالمكان رسميا. أقرأ أيضا: هل يقف البابا تواضروس بمفرده لكشف حقيقة مقتل رئيس دير أنبا مقار؟ لكن في 28 أغسطس وبعد نحو أقل من شهر من قرارات لجنة الرهبنة، وتجريد الراهب القس يعقوب المقاري من الكهنوت والرهبنة، وعودته لاسمه العلماني شنودة وهبة عطا الله جورجيوس، وعدم الاعتراف بما قام به من أعمال وأن الكنيسة غير مسؤولة عن أية شباب ارتبطوا به طلبا للرهبنة، أو أية تعاملات مالية قام بها وتحذر من الزيارات والرحلات أو تقديم المساعدات المالية له أو عينية، وستكون غير مقبولة أمام الله إذا وضعت في يد محروم كنسيا. اقرأ أيضا: البابا وبيزنس جمع التبرعات في الأديرة.. لمن الغلبة؟ وجاءت حيثيات قرار لجنة الرهبنة بأن يعقوب الذي تم إخلاء طرفه من دير الأنبا مقار في 30 مارس 2015، أنشأ ما يسمى بدير الأنبا كاراس بوادي النطرون، وقدم أوراقا مزيفة في هذا الموضوع، ورغم محاولات النصح والإرشاد ليرجع عن أفعاله المشينة، ورغم زيارات من لجنة الرهبنة وشئون الأديرة على مدار 4 سنوات من الأنبا صرابامون رئيس دير الأنبا بيشوي، والأنبا بيشوي مطران دمياط، والأنبا متاؤس رئيس دير السريان، والأنبا دانيال رئيس دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر، والأنبا ثيؤدسيوس أسقف وسط الجيزة، والأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس، والمتنيح الأنبا إبيفانيوس رئيس دير الأنبا مقار، إلا أنه استمر في عناده الشديد وتجاوزاته الرهبنية والسلوكية. اليوم وبعد تجريد يعقوب المقاري ماذا فعل؟ انتشرت صور له يعلن فيها تحديه لقرار لجنة الرهبنة، وقام برسامة مجموعة شباب منتمين للمكان الذي يملكه رهبانا بيده، وهو أمر يتم بيد الأسقف أو البابا، ليعلن أنه انشق عن الكنيسة، بل وقد يصبح مع الأيام المقبلة «ماكسيموس» جديد، والذي أعلن نفسه بطريركا في نهاية عهد البابا شنودة الثالث وأسس كنيسة قبطية أرثوذكسية موازية، واتخذ مقرا في المقطم، واختفى تماما بعد 25 يناير 2011. البابا شنودة وأزمات «أبو مقار» معروف أن البابا الراحل ناصب دير أنبا مقار العداء الشديد خلال خلافه مع الأب متى المسكين، الأب الروحي لهذا الدير، واتخذ البابا الراحل عدة قرارات دعما لرهبان من الدير عصوا قرارات المسؤول عن الدير الأب متى المسكين أدت إلى مشكلات في الكنيسة فيما بعد، إضافة لرسامة رهبان فالبابا شنودة سمح للراهب إليشع المقاري أن يذهب لمنطقة وادي الريان عام 1994 لإعادة إحياء دير الأنبا مكاريوس السكندري هناك، رغم رفض الأب متى الذي جرب مع مجموعة الرهبان القدامى بالدير العيش هناك سابقا في الستينيات وعانوا في تلك المنطقة. ورسم البابا شنودة عام 2010 مجموعة رهبان جدد على الدير من بينهم إشعياء وفلتاؤس المعترفان أمام جهات التحقيق بقتل الأنبا إبيفانيوس، كما توجد ورقة منسوبة للبابا شنودة موقعة منه يفوض يعقوب ببناء دير الأنبا كاراس. أقرأ أيضا: قتل وانتحار وتجريد.. صراع البابا ورهبان «أنبا مقار» يدخل «فصل الدماء»