في فبراير من العام الجاري، كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، عزم جيش الاحتلال الإسرائيلي إنشاء شبكة واسعة من أنظمة صواريخ أرض-أرض متوسطة المدى. وبحسب ما ورد كان الهدف من هذه الشبكة مواجهة ترسانة حزب الله الصاروخية الضخمة المكونة من أكثر من 100 ألف صاروخ قصير ومتوسط المدى. وفي إطار هذه الاستراتيجية، وقعت وزارة الدفاع الإسرائيلية صفقة لتطوير واقتناء صواريخ قصيرة المدى تصل قيمتها إلى مئات الملايين من الدولارات بالتعاون مع شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية. حيث نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، عن وزارة الدفاع، قولها إن هذه الصواريخ ستحسن إلى حد كبير قدرات جيش الاحتلال من الوصول بدقة إلى أهدافها، وذلك بتكلفة منخفضة مقارنةً بالنظم القتالية الأخرى. وأضافت أن اقتناء هذه الصواريخ الجديدة يأتي في أعقاب قرار وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، بتزويد جيش الاحتلال بصواريخ متوسطة وقصيرة المدى تتمتع بدقة عالية. اقرأ المزيد: مفاجأة.. قرى مخصصة ل«حزب الله» في إسرائيل لتدريب الجيش وصرح ليبرمان، اليوم الاثنين "أننا نشتري ونطور أنظمة عالية الدقة تعزز من قدرات الجيش الاسرائيلي"، مضيفًا أن بعضها دخل بالفعل مرحلة الإنتاج، فيما ما يزال البعض الآخر في خضم مرحلة البحث والتطوير. وغرد ليبرمان، عبر حسابه على "تويتر"، اليوم الاثنين، قائلا "اتفقنا على شراء صواريخ جديدة ودقيقة قادرة على إصابة أي هدف بالشرق الأوسط"، وفقًا لشبكة "روسيا اليوم". وأشار وزير الدفاع إلى أن الصواريخ الجديدة، التي يتراوح مداها بين من 30 إلى 150 كيلومتر، "ستسمح لنا بتغطية كل نقطة في المدى القصير والبعيد، في غضون بضع سنوات". وقالت الصحيفة العبرية، إنه بالنظر إلى أن معظم العمليات التي نفذها جيش الاحتلال كانت في مناطق مأهولة بالسكان، أصبحت دقة القذائف أمر مهم بشكل متزايد. ومن جانبه ذكر يعقوب كاتز، المحلل السياسي الإسرائيلي، أن أهمية هذه الصواريخ تكمن في ثلاث نقاط، هي أنها ستعفى القوات الجوية من التعامل مع الأهداف متوسطة وقصيرة المدى، والتركيز على الأهداف الإستراتيجية في عمق أراضي العدو. اقرأ المزيد: صحيفة عبرية: 54.3% من جنود الجيش الإسرائيلي يتعاطون المخدرات بالإضافة لذلك، ستمنح هذه الصواريخ القوات البرية قدرة مستقلة على ضرب الأهداف قصيرة ومتوسطة المدى دون الحاجة إلى انتظار سلاح الجو، كما أنها تحسن من دقة هجمات جيش الاحتلال. يذكر أن جيش الاحتلال بدأ في استخدام صواريخ "روماش" الموجهة بأنظمة "جي بي إس"، والمصنعة من قبل شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية، قبل عامين. وتم تصميم هذه الصواريخ لضرب أهداف على مدى 35 كيلومترًا مع مدى دقة يصل إلى أقل من 10 أمتار، وهو ما يسمح للجيش الإسرائيلي بضرب أهداف حتى في قلب المراكز السكانية. وفي وقت سابق من أغسطس الجاري، صرح ضابط كبير في القوات البرية الإسرائيلية، أن القوات تعتزم تحويل 50% من الصواريخ الأرضية للجيش إلى صواريخ ذات دقة عالية. وأثناء تدريبات واسعة النطاق جرت في هضبة الجولان في أوائل أغسطس، أطلقت كتيبة "غولاني" الثالثة عشرة، مدفعية هاون من عيار 122 ملم موجهة بدقة، يمكن التحكم بها عن بُعد، وبدقة تصل إلى خمسة أمتار. اقرأ المزيد: هل نجحت «القبة الحديدية» في حماية إسرائيل من قذائف الهاون؟ ووفقًا لتقرير "يديعوت أحرونوت"، أنشأ جيش الاحتلال وحدة عسكرية كبيرة لأنظمة صواريخ أرض-أرض متوسطة المدى، سيقوم بتشغيلها القوات البرية. ومن المفترض أيضًا تجهيز السفن الحربية الإسرائيلية بهذا النوع من الصواريخ، كما أنه من المقرر تصنيع نموذج مُعدّل منها للقوات الجوية. وأشارت الصحيفة إلى أن ليبرمان التقى، في الرابع من يناير الماضي، مع كبار ضباط الجيش الإسرائيلي، وقرر تشكيل الوحدة العسكرية، متعهدًا بميزانية ابتدائية قوامها 500 مليون شيكل، حوالي 145 مليون دولار. وأضافت أنه من المقرر الانتهاء من إنشاء سلاح "الصواريخ" بحلول عام 2020، بتكلفة تصل إلى أكثر من 7 مليار شيكل إسرائيلي.