قصة عطاء شهدتها مدينة "جوانزو" الصينية، الأربعاء الماضي، كان بطلها أسرة شاب مصري يدعى "شريف الجزار". "شريف" البالغ من العمر 37 عامًا (يحمل جنسية يونانية)، فقد توازنه بشكل غير متوقع، في أثناء استحمامه، ليسقط ويصاب في الرأس، بينما كان في رحلة عمل بمقاطعة "جوانجدونج" بجنوب الصين، وفقًا لما نشرته صحيفة "scmp" الصينية. نُقل "شريف" إلى مستشفى محلى ليتلقى الإسعافات الأولية ثم قرر الأطباء نقله إلى العناية المركزة لخطورة حالته، ولكن الأوان قد فات، ووافته المنية إثر نزيف حاد في المخ. عقب الوفاة، عرض مسؤولو المستشفى على أسرة شريف التبرع بأعضائه لإنقاذ حياة مرضى آخرين، وتشاورت فريدة الجزار، شقيقة شريف، مع والدته عبر الهاتف، لتعلن الأسرة موافقتها على التبرع بأعضائه، وأظهرت لقطات تليفزيونية صينية "فريدة" وهي تنقل موافقة والدتها لإدارة المستشفى عبر سماعة هاتفها المحمول: "أنا والدة شريف، وأوافق على التبرع بأعضائه"، قبل أن توقع "فريدة" إقرارا بموافقة الأسرة على التبرع داخل المستشفى. وقالت "فريدة" للصحيفة الصينية: "نعتقد أن شريف لو كان حيًا لكان التبرع بأعضائه اختياره"، مؤكدة أن شقيقها رجل طيب ويساعد الآخرين حيث يهتم بأصدقائه وعائلته، إذ يحاول بذل قصارى جهده ليعطي ما لديه والأفضل لما حوله". ونجحت عمليات النقل الأربعة، حيث تلقى رجل عمره 50 عامًا إحدى كليتي شريف، وتلقت امرأة عمرها 30 عامًا الكلية الأخرى، فيما حصل مريض عمره 46 عامًا على الكبد، وتمت زراعة القلب لرجل يبلغ من العمر 47 عامًا. وقالت أسرة أحد المستفيدين من التبرع: "لقد منحنا شريف حياة جديدة، لا يمكننا التعبير عن شكره بما يكفى، سنذكر دائمًا ما منحه لنا من حب ومساعدة".