أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق موسم أفلام عيد الأضحى، والذي يشهد عودة عدد من الفنانين إلى السينما من بينهم عمرو عبد الجليل وآسر ياسين، فى ظل اختفاء عدد آخر من النجوم الذين يحرصون على التواجد بشكل مستمر، وعلى رأسهم الكوميديان محمد هنيدي، الذي قرر أن يحصل على استراحة هذا العام، بعد تراجع أفلامه أمام شباك التذاكر، وأن يتجه إلى المسرح الذي غاب أنه أكثر من 15 عاما، بسبب تركيزه فى الدراما والسينما اختار الفنان محمد هنيدي أن ينافس خلال عيد الأضحى، من خلال مسرحية جديدة بعنوان «صراع فى الفيلا» إخراج مجدي الهواري وتأليف أحمد عبد الله، الذى تعاون معه مؤخرًا فى مسلسل «أرض النفاق» الذى عرضه خلال الموسم الرمضاني المنقضي، ويشارك فى البطولة أحمد فتحي، محمد ثروت، المطربة الشعبية بوسى، التى سبق واعتذرت عن المشاركة فى مسلسله الرمضاني وبيومي فؤاد، ومن المقرر أن يبدأ بروفاتها خلال الأيام المقبلة. فهل تكون مسرحية «صراع فى الفيلا» هي طوق النجاة ل«هنيدي» بعد تراجع أفلامه؟، فكانت آخرها فيلم «عنتر ابن ابن ابن شداد» الذي عرضه فى موسم عيد الفطر العام الماضي، وجاء فى آخر القائمة فلم تكسر إيراداته حاجز ال8 ملايين جنيه، بينما تفوق عليه فيلم «هروب اضطراري» بطولة أحمد السقا، والذى كسرت إيراداته حاجز 50 مليون جنيه، وتلاه الفنان تامر حسني الذي حقق فيلمه «تصبح على خير» 28 مليون جنيه، تقدم عليه «جواب اعتقال» بطولة محمد رمضان، بفارق 8 مليون جنيه. لم تكن الإيرادات حينها فقط من خذلت محمد هنيدي، بل اتفقا الجمهور والنقاد على أن الفيلم لم يأتي بأى جديد، وأنه فقط استهلك طاقته الكوميدية دون قصة، فهل المسرح الذي عبر «هنيدي» عن اشتياقه له من خلال صورة نشرها على حسابه بموقع «تويتر»: وكتبت عليها: «ما أحلى الرجوع إليه» تكون الورقة الرابحة التي يفوز بها خلال هذا الموسم، خاصة أن بدايته كانت من خلال المسرح الذي لمع من خلاله وقدم أعمال ناجحة ولا تزال تحظى بنسب مشاهدة مرتفعة مع إعادة عرضها، وكانت خشبة المسرح هي البوابة التي دخل بها إلى التليفزيون والسينما. كانت آخر مسرحية قدمها الكوميديا هي «طرائيعو» عام 2002، وكان يصل إيراداتها اليوميا إلى 50 ألف جنيه، وكان هذا رقمًا كبيرًا فى ذلك الوقت، كانت من تأليف نبيل أمين وإخراج سمير العصفوي، وشارك فيها علاء مرسي، حنان ترك وغادة عبد الرازق، وتناول العرض المشاكل التي تواجه المجتمع المصري، من خلال شاب صعيدي يدعى «فارس» أرسله والده ليكمل تعليمه في القاهرة ولكنه عاد بدون اتمام دراسته، يقع «فارس» في حب فتاة تعمل معه في الموالد. سبقها مسرحية «الابندا» والتى تعد من أشهر مسرحياته، والتي حققت نجاحًا كبيرًا، وشارك فى بطولته الراحل علاء ولي الدين، أحمد السقا وهاني رمزي، وكانت ايضًا من إخراج سمير العصفوري، وإخراج أحمد عبد الله، الذى يقوم أيضًا بكتابة مسرحية «صراع فى الفيلا»، وكانت مسرحية كوميدية غنائية تدور داخل حي شعبي، ولعب خلال محمد هنيدي دور «خالتي نعيمة» وتعد من أبرز الشخصيات النسائية التي قدمها، واستعدها فى فيلم «صاحب صاحبه». قدم ايضًا مسرحية «عفروتو» التى ضمت عدد كبير من النجوم حسن حسني، مني زكي، هاني رمزي، ماجدة زكي وأحمد السقا، وتناولت حياة مجموعة من الأقارب الذين تتفاوت مستوياتهم الاجتماعية، فمنهم من يتمتع بالثراء الفاحش ولا يعرف كيف ينفق أمواله، فيشترى التحف والانتيكات التى لا قيمة لها، أخرى لا تساعد أولاد العم بل تسيء إليهم وتحتقرهم لفقر بعضهم، يظهر «عفروتو» الذى يخرج من أحد تحف «هند» بنت العم ليفسد العلاقات بينهم، وهو عفريت لا يتمتع كثيرًا بأى قدرات خارقة، بل هو يفتقر إلى القدرات العادية، يسعى للتفرقة بين أفراد الأسرة لكن أحدهم ينتبه إلى أنه إذا اتحدوا سيصبحون قوة كبرى ويستطيعون مواجهة «عفروتو» ولكن هذا لا يتم إلا بعد وقوع الكثير من الخسائر والكوارث ومنها ضياع الأموال وضياع الشرف، وحقت تلك المسرحية نجاحًا كبيرًا ايضًا. سبقها مسرحية «حزمني يا» التي قامت ببطولتها فيفي عبده بدلًا من يسرا، ولم يكن هناك دورًا للفنان محمد هنيدي، ولكن المخرج سمير العصفوري، تحدث إليه وأعطاه دور «حمامة»، وحققت المسرحية نجاحًا كبيرًا وشارك فيها مدحت صالح وشريف منير، وتناول العرض حياة رجل فقير يعيش مع زوجته وأخوته في فيلا صغيرة ورثها عن عائلته ويحاول العديد شرائها منه لكنه يرفض ذلك لأنه يريد المحافظة على ميراث عائلته، يحاول أحد الطامعين الاستيلاء عليها ولكنه يفشل. وبخلاف تلك الأعمال وهناك العديد من الأعمال المسرحية التي قدمها الفنان محمد هنيدي ونجح فى أن يثبت موهبته، حتى أصبح واحدًا من أهم كومدينات فترة التسعينات، وخاصة بعد فيلم «صعيدي فى الجامعة الامريكية» الذي حقق نجاحًا كبيرًا، وربما يحالفه الحظ هذه المرة وتعوضه «صراع فى الفيلا» عن إخفاقاته فى السينما.