«قضية ريجيني وأزمة المهاجرين» تسيطر على مباحثات مصر وإيطاليا

قال وزير الخارجية سامح شكري، إنه ناقش ونظيره الإيطالي إينزو موافيرو ميلانيزي، الوضع في ليبيا وأهمية السير قدما في إطار خطة المبعوث الأممي ومقررات الوصول إلى حلول ليبية ليبية تقضي على الإرهاب وتمكن المؤسسات من القيام بواجباتها في حماية الشعب الليبي، مضيفا: "ناقشنا كذلك تطورات القضية الفلسطينية وحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67، كما تطرقنا إلى ظاهرة الهجرة غير الشرعية إذ تبين أن هناك تطابقا في وجهات النظر حول الحلول وما تضطلع به مصر سواء كدولة مستقبلة لعدد كبير من المهاجرين وكدولة عابرة".
وأشار شكري، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الإيطالي في ختام جلسة المشاورات السياسية التي عقدت، اليوم الأحد، في مقر وزارة الخارجية، إلى أنه لمس قبولا من جانب نظيره الإيطالي لمساعدة مصر في الأعباء التي تقع على عاتقها في استقبال المهاجرين والتعامل مع الجريمة غير المنظمة وجهود مكافحة الإرهاب، مضيفا: "نتطلع لاستمرار التعاون بين البلدين على رصيد العلاقات التاريخية وتواجد جالية إيطالية في مصر ووجود عدد كبير من المهاجرين في إيطاليا واندماجهم في المجتمع الإيطالي والتعامل مع التحديات المختلفة".
اقرأ أيضا| شكري: الاتفاق على زيادة الصادرات المصرية إلى إيطاليا
من جانبه، قال وزير خارجية إيطاليا: "إن زيارته إلى مصر هي الأولى لوزير خارجية إيطالي منذ بضع سنوات، كافة النقاط التي تم مناقشتها اليوم كانت مهمة وأظهرت أنها تستحق هذه الزيارة"، متابعا: "تم مناقشة العديد من المسائل ومن بينها التعاون الثقافي والتحديات ذات الصلة، إننا نعمل على تعزيز الترابط الشعبي والثقافي بين الدولتين في ضوء الروابط التاريخية بيننا والتي تحتم أن نفهم بعضنا البعض بصورة أكبر سواء من الجانب الثقافي أو مختلف الحوانب".
وأضاف: "إننا ناقشنا كذلك موضوع الهجرة والتدفقات وهي مسألة موجودة في منطقة البحر المتوسط"، معربا عن اعتقاده بأن الجهود المشتركة للجانبين واتخاذ خطوات مشتركة في مواجهتها ومنع تهريب المهاجرين من مناطق النزاع والحدود مسألة محورية للغاية.
اقرأ أيضا| أوروبا: مصر شريك أساسي في مكافحة الهجرة غير الشرعية
وأشاد ميلانيزي، بتجربة مصر في التعامل مع مشكلة المهاجرين ووصفها بأنها "رائعة"، قائلا: "إن هناك دروسا مستفادة من تجربة مصر في هذا الصدد وأهمها استقبالهم والترحيب بهم والعمل على تحسين ظروف معيشتهم"، داعيا إلى ضرورة التعامل مع تدفقات الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط وهو ما يفرض دورا هاما على مصر وإيطاليا على الساحلين الأفريقي والأوروبي.
وذكر أن التعاون بين البلدين لمكافحة الإرهاب أمر مهم للغاية لأنها ظاهرة دامت سنوات طويلة وتمس كافة دول المتوسط، مشيرا الى اتفاق البلدين على المشاركة فى مسئولية اخرى وهى المتعلقة بليبيا، مضيفا أن هناك توافقا مشتركا حول جميع النقاط الخاصة بالوضع هناك والتطلع لسلامة الاراضى الليبية واستتباب الامن والسلام والاستقرار والرفاهية للشعب الليبي والوصول إلى حلول تحقق نتائج إيجابية.
اقرأ أيضا| وزيرة الدفاع الإيطالية تبحث التعاون الليبي لمكافحة الإرهاب
وتابع ميلانيزي، أن المناقشات تناولت كذلك الجانب الاقتصادى والفرص المتاحة للاستثمار والصادرات من الجانبين، ما يؤكد إرادة الدولتين من خلال تاريخهما الطويل من العلاقات على الدفع قدما بالعلاقات، مشيرا إلى أنه تم التطرق خلال المباحثات للأزمة الخاصة بالباحث الإيطالي جوليو ريجيني، قائلا: "أسعدني أن أستمع من الوزير شكرى عن الإرادة القوية من جانب الحكومة المصرية للخروج بنتائج ملموسة من التحقيقات القضائية، وهذا هو الهدف الذي تسعى اليه أي عدالة في العالم، ونحن على ثقة بأن العدالة ستخرج إلى النور".
وردا على سؤال حول الدور المصري في الأزمة الليبية، وموقف القاهرة من المؤتمر الذي ستستضيفه إيطاليا الخريف المقبل، قال وزير الخارجية سامح شكري إنه تم بحث جهود المبعوث الأممي، والتنسيق بين دول المنطقة مصر وتونس والجزائر ومجموعة جوار ليبيا، مشيرا إلى أن دور مصر داعم لاتفاق المسار السياسي واستمرار الحوار مع كافة الأطراف السياسة في ليبيا للوصول إلى حوار ليبي - ليبي.
اقرأ أيضا| وزير داخلية إيطاليا: قضية «ريجيني» لا يجب أن تؤثر على العلاقات مع مصر
وأضاف شكري أن مصر تبذل جهدا لدعم المؤسسات الليبية على استعادة دورها، من خلال الحوار الذي استضافته القاهرة لكي تتجاوز ليبيا مراحل عدم الاستقرار، وأن تذهب إلى إجراء انتخابات وأن يتم الخروج من الأزمة التي يعاني منها الشعب الليبي.
وفيما يخص المؤتمر الذي ستستضيفه إيطاليا، أكد شكري أن مصر تدعم كافة الجهود التي تسهم في العمل على استعادة الاستقرار في ليبيا وتستمر في التنسيق مع الشركاء على المستوى الثنائي وأيضا مع الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة.
اقرأ أيضا| إيطاليا تخترق القانون الدولي.. وتعيد المهاجرين إلى ليبيا
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيطالى إن بلاده تعمل على الوصول إلى أفضل وضع للشعب الليبي، ما يحتم الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية واستعادة الأمن والاستقرار، وسيعقد مؤتمر في الخريف المقبل، في إيطاليا، حول هذا الموضوع بهدف إجراء اتصالات ومحادثات مباشرة مع الأطراف الليبية والمهم هو تحقيق الهدف الأكبر وهو يصب في صالح الشعب الليبي.
وردا على سؤال حول موقف إيطاليا بشأن الانتخابات المزعم عقدها في ليبيا، قال الوزير الإيطالي إن الانتخابات نقطة تحول في ليبيا وينبغي أن تنعقد بعد جاهزية الإطار العام، فعلى سبيل المثال كان هناك تصويت في برلمان طبرق ونتائجه معروفة والوضع لم يصل إلى الاستقرار ويجب أن يتم تحقيق الاستقرار للشعب الليبي حتى يتمكن من التصويت فى الانتخابات.
اقرأ أيضا| حقيقة اكتشاف «إيني» الإيطالية حقلا جديدا بالصحراء الغربية
وحول اكتشاف الغاز في مصر التي ستكون من أهم مراكز الغاز في المنطقة، قال شكرى إن التعاون القائم بين مصر وشركة إيني الإيطالية، واكتشاف الغاز في حقل ظهر علامة في غاية الأهمية في العلاقات بين البلدين، ومصر ليس لديها ما يكفي من الموارد لاستكشاف الغاز وحدها لكن يتم ذلك من خلال التعاون مع الشركاء في المتوسط، وهناك مناقشات للتعاون مع إيطاليا واليونان وقبرص من أجل تطوير الموارد وتوفير أمن الطاقة وسنواصل هذا التعاون.
وردا على سؤال حول ما ستقدمه إيطاليا لمصر لدعم جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية، أشاد الوزير الإيطالي بجهود مصر في هذا الصدد، قائلا: "هذه الظاهرة مشكلة كبيرة، وهؤلاء المهاجرون يبحثون عن مستقبل، ومن المهم أن نضع هيكلا لهؤلاء الأفراد الذين يبحثون عن حياة أفضل، إن الإيطاليين جاؤوا إلى مصر أواخر القرن 19 وأوائل القرن العشرين، وهناك أجيال من هذه الجاليات لا تزال تعيش في مصر، وهناك هجرة مصرية إلى إيطاليا، وكانت أيضا في إطار هيكل إيجابي وتسهم في التنمية الإيطالية، وسنعمل سويا في هذا الإطار أولا للقيام بهيكلة تدفقات الهجرة ليكون لها هيكل إيجابي، ونقوم بمكافحة الهجرة على مستوى تهجير الأشخاص".