كتبت:- فاطمة واصل «كارثة» هكذا وصفت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، اليوم الأحد، تبعات توقف خدمات التعليم التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» خلال الأسابيع القليلة المقبلة، موضحة أن هذا سيؤثر على موعد انطلاق العام الدراسي ويولد الحاجة المباشرة لتوفير خدمات بديلة، إذ أن الطاقة الاستيعابية لمدارسها وإمكاناتها التدريسية والتشغيلية غير جاهزة لأي توقف محتمل في خدمات الوكالة، داعية دول العالم والمؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية والمدافعة عن الحق في التعليم إلى سرعة التدخل، لوقف احتمالية توقف الوكالة عن تقديم كامل خدماتها، ما سيؤثر على أبسط حقوق الإنسان من توفير الخدمات التعليمية والصحية، وما دأبت الوكالة على تقديمه خلال عقود كاملة من عملها. هذا الأمر سبق وحذرت منه الأممالمتحدة، في 26 يونيو الماضي، إذ أعلنت أن المساعدات المالية الإضافية التى تلقتها «الأونروا» للتعويض عن خفض الولاياتالمتحدة مساهمتها المالية للوكالة الأممية لا تزال دون المطلوب، إذ إن الوكالة ما زالت بحاجة لأكثر من 200 مليون دولار لإكمال السنة. وحذر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ميروسلاف لايتشاك، من أنه إذا لم يتم تأمين المبلغ المطلوب فإن قسما من المدارس التي تديرها «الأونروا» قد لا يفتح أبوابه مجددا، في أغسطس المقبل، مضيفا أن الأنشطة الإنسانية في الضفة الغربية وقطاع غزة على المحك، وذلك حسبما نقل راديو «سوا» الأمريكي. للمزيد من التفاصيل (اضغط هنا) اقرأ أيضا| أزمة «الأونروا».. «بلطجة» أمريكية لتمرير صفقة القرن 515 ألف طالب مهددون «الأونروا» الجهة الرئيسية التي تقدم التعليم الأساسي لأطفال اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1950، وتقدم التعليم الأساسي مجانا لجميع أطفال اللاجئين المسجلين والذين تصل أعمارهم إلى حوالي 15 عاما، وذلك بحسب «ويكيبديا»، وتقدم «الأونروا» خدماتها التعليمية إلى 515 ألفا و260 طالبا بينهم 49.8% إناث، وذلك في 666 مدرسة يعمل بها 21 ألفا و946 موظفا، وتصل تكلفة التمليذ في المرحلة الإعدادية إلى 802 دولار أمريكي. وفي عام 2011، بدأ برنامج التربية والتعليم في «الأونروا» بإصلاح رئيسي مدته 4 سنوات يهدف لتلبية المطالب المتطورة للنظام التربوي في القرن ال21، كما سيؤدي الإصلاح إلى خدمات أفضل لطلبة لاجئي فلسطين في مدارس الأونروا وفي مراكز التدريب المهني والكليات التربوية، وسيتم تحقيق ذلك من خلال: توفير معلمين مدربين تدريبا جيدا ويتمتعون بالحوافز في مدارس متمكنة، وصول متساوي لكافة الأطفال بغض النظر عن نوعهم الاجتماعي وقدرتهم وظروفهم الصحية ووضعهم الاجتماعي الاقتصادي، منهج وثيق الصلة ويمكن الوصول إليه، بيئة مدرسية وصفية ملائمة، مصادر تعليمية محسنة بشكل جيد، بما في ذلك استخدام التكنولوجيات الحديثة. وللتعرف على المزيد من جهود «الأونروا» في فلسطين (اضغط هنا) اقرأ أيضا| إضراب شامل في مرافق «الأونروا» بقطاع غزة من يدعم «الأونروا»؟ يتم تمويل «الأونروا» بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية، بخلاف الإعانة المالية المحدودة - بلغت 25.45 مليون دولار في 2012 - التي تتلقاها من الميزانية العادية للأمم المتحدة والتي تستخدم بشكل حصري لتغطية نفقات إدارية، وفي عام 2012، كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية والمفوضية الأوروبية المانحين الأكبر ل«الأونروا»، إذ أن إجمالي تبرعاتهما شكلت 47.7% من إجمالي التبرعات التي تسلمتها «الأونروا»، وانضمت المملكة المتحدة والسويد والنرويج إلى قائمة أكبر 5 مانحين، وقدمت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ما قيمته 467.2 مليون، بما في ذلك التبرعات المقدمة من خلال المفوضية الأوروبية، أي ما يمثل 51.2% من إجمالي دخل «الأونروا». وأيضا من الدول الداعمة المملكة العربية السعودية، ألمانيا، اليابان، نيوزيلندا، أستراليا، وذلك بحسب الموقع الرسمي ل«الأونروا» أمريكا تتوقف.. فهل تنجح «الأونروا»؟ في يناير الماضي، أعلنت الولاياتالمتحدة تجميد نحو 65 مليون دولار من أصل 125 مليونا كانت تقدمها ل«الأونروا»، وتشكل نحو 30% من ميزانيتها، ما دفع الوكالة الأممية إلى البحث عن مصادر أخرى لتمويل أنشطتها، إذ طالبت دول العالم بتقديم مساعدات مالية، كما وصفت القرار ب«المؤسف والضار»، ويؤثر على أكثر من نصف مليون طفل، بحسب ما ذكرته وكالة «روسيا اليوم». اقرأ أيضا| بعد تجميد الدعم الأمريكي.. «الأونروا»: سنطلق حملة عالمية لجمع الأموال وفي 10 يوليو الجاري، قال الناطق الرسمي ل«الأونروا» سامي مشعشع، إن الوكالة نجحت في حشد تبرعات جديدة من شركاء تقليديين وجدد، وعبر سياسات تمويلية غير مسبوقة، ما خفض العجز المالي من 446 مليون دولار إلى 217 مليون دولار في فترة زمنية قياسية، رغم تراجع الأوضاع الاقتصادية العالمية والضغط الشديد على تمويل المؤسسات الإنسانية بسبب الأزمات العالمية المتعددة، مضيفا أن الشهور الستة الماضية كانت قاسية على «الأونروا» وعلى لاجئي فلسطين الذين تقوم على خدمتهم، وأن تداعيات الأزمة المالية الخانقة وتأثيرها على الخدمات وعلى دور الوكالة، وضع الوكالة واللاجئين على مفترق طرق، بحسب ما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط. بريطانيا تتحدى.. ومصر تدعم في يناير الماضي، أعلنت بريطانيا التزامها بدعم أنشطة الوكالة، وذلك بعد جمد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب 65 مليون دولار. وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط اليستير بيرت، إن بلاده ملتزمة باستمرارية دعم أنشطة الوكالة الدولية، ونقل 50 مليون جنيه إسترليني للسنة المالية الجديدة، وفقا لما ذكرته وكالة «معا» الفلسطينية. والأربعاء الماضي، تلقى وزير الخارجية سامح شكري، خطابا من بيير كرينبول المفوض العام للوكالة، قال فيه إن مصر ساهمت بشكل جوهري في دعم أنشطة الوكالة خلال مرحلة زمنية هي الأخطر في تاريخ «الأونروا» على الصعيدين المالي والسياسي، معبرا عن تقديره للدور المحوري الذي لعبه شكري في حث المانحين على دعم الوكالة ماليا، فضلا عن رئاسته المشتركة مع وزيري خارجية الأردن والسويد لمؤتمر روما الداعم للأونروا في 15 مارس الماضي، بحضور السكرتير العام للأمم المتحدة، ما أسهم في توفير تمويل إضافي طوعي لموازنة الوكالة قدر ب100 مليون دولار، بحسب ما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط. اقرأ أيضا| مصر تترأس اجتماع «الأونروا» في الأردن والخميس الماضي، سلم ممثل جمهورية الهند لدى فلسطين السفير أنيش راجان، مساهمة بلاده التي تعهدت بها لصالح موازنة «الأونروا» بقيمة 5 ملايين دولار، إذ كانت الهند تعهدت في مؤتمر روما، بزيادة مساهمتها المالية السنوية بنسبة 500%، إذ تم رفعها من 1.25 مليون دولار إلى 5 ملايين دولار، وذلك بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية. التعليم ليس المتضرر الوحيد عدم تمكن «الأونروا» من مواجهة العجز المالي، لن يؤثر فقط على أكثر من نصف مليون طفل ويحرمهم من التعليم، إذ تمتد أنشطة الوكالة إلى عدة قطاعات وهي: اقرأ أيضا| «الأونروا» توجه نداءً عاجلا لإنقاذ غزة: كارثة صحية والتداعيات لا تحصى الصحة: 3 ملايين و134 ألفا و732 لاجئا فلسطينيا يحصلون على الخدمات الصحية، بمجموع 8 ملايين و852 ألفا و252 زيارة، في 143 مركزا صحيا، الحماية: قدمت «الأونروا» 5 آلاف و6 حالات حماية، و1046 حالة حماية للأطفال، و3 آلاف و411 ناجون من العنف المستند للنوع الاجتماعي، الإغاثة والخدمات الاجتماعية: 48 مركزا لبرامج المرأة، 33 مركزا للتأهيل الاجتماعي، القروض الصغيرة: 437 ألفا و310 قروض تم منحها بقيمة 493.7 مليون دولار أمريكي، وصلت بنسبة 33% للشباب و38% للنساء، البنية التحتية وتحسين المخيمات: 2778 منزلا أعيد ترميمه أو أعيد بنائه في غزة، 5 آلاف و223 منزلا أعيد بنائه في مخيم نهر البارد، 58 مخيما للاجئين الفلسطينيين، حالات الطوارئ: وتقدم مساعدات ل430 ألف فلسطيني في سوريا، 12 ألفا و100 لاجئ يحتمون في مرافق «الأونروا»، 58 ألف لاجئ نزحوا إلى لبنان.