دخلت الكويت على خط الأزمة التي يعيشها العراق نتيجة مشكلة الكهرباء التي تشهدها عدة مدن عراقية، أدت إلى اندلاع تظاهرات غاضبة تطالب بتحسين الواقع المعيشي والخدمي، والقضاء على البطالة والفساد المالي والإداري المتفشي في دوائر الدولة ومؤسساتها. ورقة ضغط في الوقت الذي يعتبر فيه العراق رابع أكبر منتج للنفط في العالم، تسببت إيران في أزمة الكهرباء بعد قطعها الخط الذي يغذي العراق بقدرة 1200 ميجاوات، مطلع الشهر الجاري بسبب تراكم الديون بغرض الضغط على النظام الحاكم وفرض رؤيتها في التشكيلة الوزارية المرتقبة، مما أثر سلبا وبشكل مباشر على عدد ساعات تجهيز الكهرباء في محافظات ذي قار والبصرة وميسان جنوبي البلاد. فقد تحولت الكهرباء الإيرانية المستوردة، لورقة ضغط سياسية، حيث أكد مراقبون أن إيران وعبر أذرعها في العراق، عرقلت بناء محطات الكهرباء كابتزاز سياسي، لتظل ممسكة بهذه الورقة الحساسة بغية استخدامها كورقة ضغط على الشعب العراقي حين تشعر أن مصالحها باتت مهددة. وهذا ما كشفته الأزمة الأخيرة في البصرة، حين افتعلت إيران أزمة كهرباء في محاولة للضغط على رئيس الوزراء حيدر العبادي وتيارات عراقية تسعى لتشكيل حكومة جديدة، عقب انتخابات برلمانية أسفرت عن تراجع الجماعات المرتبطة عضويا بطهران، بحسب "سكاي نيوز". اقرأ أيضا: السعودية تسعى لإعمار العراق لتحجيم الدور الإيراني وتصر إيران التي تطالب العراق بدفع أكثر من 1.5 مليار دولار ديونا متراكمة من فواتير الكهرباء بأن يجري الدفع بالدولار لكن الحكومة العراقية تتخوف من أن تلحق بها العقوبات الأمريكية أضرارًا إذا تعاملت مع طهران بالعملة الصعبة وتطالب في المقابل بالمقايضة بأي شيء ما عدا الدولار. وأشعلت أزمة الكهرباء وأزمات خدمية أخرى مظاهرات شعبية واسعة واحتجاجات اجتاحت شوارع العديد من المدن على مدار الأسبوعين الماضيين، حاولت إيران استغلالها للضغط على القادة العراقيين من أجل تشكيل حكومة موالية لطهران. فقد كانت الهجمات المتتالية على خطوط إنتاج النفط كفيلة بشل إمدادات الكهرباء بين حين وآخر، وجاء قرار إيران بوقف تصدير الكهرباء للعراق كضربة قاصمة في الأيام التي يصعب احتمالها خلال لهيب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة. إنقاذ كويتي وفي محاولة لحل أزمة الكهرباء، تدخل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، بعد القرار الإيراني، وأصدر توجيها عاجلا لحكومته، لإمداد العراق بالوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء من المتضررة. وكشف العراق أن وزارة النفط الكويتية ستباشر تجهيز وزارة الكهرباء العراقية، بوقود "الكازاويل" لتشغيل الوحدات التوليدية المتوقفة ودعم الوحدات العاملة. اقرأ أيضا: حرق «الخميني» في العراق.. رسالة للحد من النفوذ الإيراني وأوضحت وزارة الكهرباء العراقية أن "بارجة كويتية محملة بكمية 30 ألف متر مكعب من وقود الكازاويل ستصل اليوم السبت إلى مواني البصرة كدفعة أولى وستتوالى الكميات وبشكل دوري على مدى الأيام المقبلة"، بحسب وكالة "كونا". كان أمير الكويت، قد أكد لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي دعم بلاده للعراق في ظروفه الحالية على خلفية الاحتجاجات الدامية التي يشهدها حاليا، وعبر له مؤخرا عن أمله في أن "يسود العراق الأمن والسلام ويسعى نحو توحيد صفوفه وتكاتف أبنائه وتضافر جميع الجهود سعيًا لتحقيق كل ما فيه الخير والصالح له ولشعبه وأن يتمكن من تجاوز هذه الظروف". كما أكد استعداد الكويت لتقديم كل ما من شأنه أن يساعد العراق خلال الفترة المقبلة للبناء والإعمار والاستقرار، إضافة إلى المساعدة في بعض المشاريع ومنها تحلية المياه في محافظة البصرة الجنوبية، التي انطلقت منها الاحتجاجات وهي المحاذية حدودها مع الكويت وسرعان ما امتدت إلى محافظات أخرى في الجنوب والوسط. كانت وزارة الداخلية في الكويت، قد أعلنت رفع درجة التأهب القصوى، كما اتخذ الحرس الوطني الإجراءات ذاتها، وذلك على خلفية التطورات التي يشهدها العراق، واستمرار التظاهرات المنددة بتردي الخدمات. اقرأ أيضا: لافتات الانتخابات العراقيةبطهران تثير غضب الشعب الإيراني اللجوء للسعودية بعد أن قطعت إيران الكهرباء عن محافظات في الجنوب العراقي، لا سيما البصرة، في لعبة مكشوفة لتعزير نفوذها، بحث العراق عن بدائل لحل الأزمة فقد كلف حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي، وزيري الكهرباء قاسم الفهداوي والتخطيط سلمان الجميلي بالتوجه إلى السعودية لتوقيع مذكرة تعاون بمجال الطاقة، وفقا للسومرية. لكن وزارة التخطيط العراقية أعلنت بشكل مفاجئ تأجيل زيارة الوفد العراقي إلى السعودية حتى إشعار آخر، وقالت إن ذلك بسبب "عدم اكتمال الملفات التي من المقرر مناقشتها خلال الزيارة"، بحسب "السومرية نيوز". اقرأ أيضا: لماذا «الثعلب الإيراني» موجود في العراق؟ تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تمد فيها الكويت يد العون إلى العراق، فخلال فبراير الماضي أعلن أمير الكويت، دعم العراق بملياري دولار، مليار منها كقروض، والآخر مخصص للاستثمار ضمن المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق الذي استضافته الكويت.