فى الوقت الذى اهتم فيه العالم الخارجي ب"التابوت الأثري" الذي تم العثور عليه بمنطقة سيدي جابر، وأعاد الحديث عالميًا ومحليًا عن لعنة الفراعنة التي ستصيب العالم عقب فتحه، فإنه لا شك أن هذا التابوت فتح الباب من جديد للحديث عن مدينة بناها الإسكندر الأكبر وتحوى بداخلها مدينة أخرى. العقارات المخالفة تقود لاكتشاف تاريخي
شهدت السنوات العشر الأخيرة وخصوصا منذ ثورة يناير هجمة لاستبدال العقارات القديمة، ومن بينها الأثرية، بعقارات جديدة شاهقة الارتفاع وهو ما يتطلب الحصول على عدة تراخيص أحدها من وزارة الآثار للسماح بالبناء عليها، وهو ما جعل المقاول "أ.ع"، صاحب قطعة الأرض الذي حصل على تصريح هدم لأحد العقارات المخالفة، ينتظر نحو 3 أشهر لإنهاء كافة التراخيص وأثناء قيامه بأعمال مجسات لاستخراج رخصة بناء بمنطقة سيدى جابر بشرق الإسكندرية عثر على تابوت أثري من الجرانيت مغلق وعلى الفور تم الإبلاغ عن الواقعة وتوقفت كافة أعمال البناء والتراخيص لحين نقل التابوت وفتحه. "التابوت" في قبضة الجيش والشرطة
تلقى اللواء محمد الشريف، مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من مأمور قسم شرطة سيدي جابر يفيد بورود معلومات لضباط وحدة مباحث قسم سيدي جابر مفادها العثور على تابوت أثري مغلق أسفل العقار رقم 8 شارع الكرملي دائرة القسم. بالانتقال والفحص، تبين أن العقار محل البلاغ عبارة عن قطعة أرض مساحتها 150 مترا مربعا تقريبًا ملك المدعو "م.ا.م" وأثناء قيام المدعو" أ.ع.م"، 31 سنة، مقاول، بأعمال مجسات لاستخراج رخصة بناء عقار والحصول على موافقة منطقة آثار الإسكندرية عثر على تابوت أثري مغلق من الجرانيت الأسود بطول 2.75 متر × 1.65 متر بارتفاع 1.85 متر يزن 30 طنًا تقريبًا. اقرأ أيضًا: مصدر عن تابوت الإسكندرية: يرجع إلى العصر اليوناني الروماني وتم إخطار عمليات المحافظة وحي شرق ومنطقة آثار الإسكندرية وتم التنسيق مع الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة لاستخراج التابوت واتخاذ ما يلزم حياله، وكُلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري عن الواقعة، تنسيقًا مع الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار بالإسكندرية والتنسيق مع الأمن الوطني وتحرر المحضر رقم 8115 لسنة 2018 إداري قسم سيدي جابر. وصف المنطقة تعد منطقة سيدي جابر من المناطق الشهيرة بعروس المتوسط والتي تضم إحدى أهم محطات القطار وتمتد من شارع أبو قير إلى الكورنيش وتضم المنطقة الشمالية العسكرية وكانت منصة للثوار وشوارعها قديمة، حيث سكنها العديد من المشاهير من بينهم الكابتن بوبو نجم الاتحاد السكندري السابق وتتميز المنطقة بوجود شوارع ضيقة وعقارات قديمة واستهدفها المقاولون لبناء عقارات شاهقة الارتفاع. لجنة من الآثار وزارة الآثار انتدبت لجنة لمعاينة التابوت الأثري والمصنوع من الجرانيت، وتبين أنه يعود للعصر الروماني، وأنه تابوت أثري مغلق من الجرانيت الأسود بطول 2.75 متر × 1.65 متر بارتفاع 1.85 متر يزن 30 طنًا تقريبًا. وكشفت المعاينة، أن التابوت مغلق وبداخله رأس رجل مصنوعة من المرمر منحوتة -يرجح أنها لمالكه- ويبلغ ارتفاعها 40 سم، موضحًا أن اللجنة قامت بالتنسيق مع الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة لاستخراج التابوت واتخاذ ما يلزم حياله. "اللعنة" تُحاصر التابوت نالت عملية العثور على التابوت اهتماما بالغا من المواقع العالمية، حيث نشرت تقارير عن أن فتح التابوت سيصيب العالم بظلام دامس لمدة 1000 عام، وهو ما نفاه مصدر بوزارة الآثار -رفض ذكر اسمه- وأضاف أنه لا توجد لعنة من فتح التابوت، موضحًا أن الكشف أظهر أنه ليس تابوتا فرعونيا وإنما تابوت يعود للعهد البطلمي اليوناني، مشيرًا إلى أن الوزارة ستعقد مؤتمرًا صحفيًا خلال يومين لتقوم بفتح التابوت أمام العالم أجمع وتعلن عن التفاصيل الكاملة للكشف الأثري. محافظ الإسكندرية يزور التابوت زار الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية، صباح اليوم، التابوت الأثري وأكد أن الحدث سيأخذ صدى دوليا نظرًا لاكتشاف تابوت بهذا الحجم في الإسكندرية وخصوصا بمنطقة سيدي جابر التي تعتبر الجبانة الشرقية في العصر البطلمي. وأوضح سلطان، أن التابوت يعتبر أكبر تابوت من نوعه يعود للعصر البطلمي يتم اكتشافه بالإسكندرية ويؤكد مكانة المحافظة التاريخية، حيث إنه يزن ما يقرب من 30 إلى 40 طنا، كما أنه لا يحتوي على أية أختام أو نقوش وهو من الجرانيت المحلي. وأوضح أيضًا، أنه لم يتم حتى الآن فتح التابوت ولا اكتشاف المقتنيات التي بداخله وأن وزارة الآثار تعمل حاليًا على تشكيل لجنة لمعاينة التابوت والعناصر المعمارية الموجودة به، كذلك وضع خطة لرفع التابوت ومعرفة ما به من محتويات أثرية، تمهيدًا لنقله لأقرب منطقة أثرية، وهذا سيتم تحت إشراف وتأمين كبير من قبل قوات المنطقة الشمالية العسكرية. اقرأ أيضًا: «تابوت الإسكندر» و«لعنة المقابر».. دلائل تكشف حقيقة الكشف الأثري