بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يومه الأول في قمة دول منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بالتشاجر مع نظرائه، متهمًا أحد أكبر حلفاء الولاياتالمتحدة بوقوعها تحت تأثير روسيا. وبالتأكيد لم يغب عن ترامب الإشارة إلى الالتزامات المالية لأعضاء الحلف الآخرين، مطالبهم بزيادة الإنفاق العسكري، وهو الموضوع الذي احتل المرتبة الأولى في انتقادات ترامب للحلف. وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أن اتهامات ترامب التي طالت ألمانيا، في أول ظهور له في القمة، تعزز من حالة القلق المتفشية بين أقرب حلفاء الولاياتالمتحدة الأوروبيين. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الأربعاء، وفقًا لما ذكرته المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز. وكان ترامب قد ألمح إلى النهج الذي سيتبعه خلال القمة التي تستضيفها بروكسل، في عدد من التغريدات التي نشرها من الطائرة الرئاسية، خلال توجهه إلى القمة. اقرأ المزيد: بالأرقام.. هل يمكن أن ينجو الناتو دون أمريكا؟ إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن الانتقادات المباشرة التي وجهها ترامب إلى ألمانيا، التي تعد من أكبر حلفاء الولاياتالمتحدة، بالإضافة إلى الاستمرار في الإعراب عن ضيقه من الدولة الأوروبية على أراضيها، أوصل انتقاداته إلى مستوى غير مسبوق. وتثير الانتقادات اللاذعة الأخيرة تباينًا آخر، حيث من المتوقع أن ينهي ترامب الاجتماعات في بلجيكاوبريطانيا بعقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي نادرًا ما يوجه إليه الرئيس الأمريكي أسهم انتقاداته. وصرح ترامب قبل مغادرته إلى بروكسل، "سأشارك في قمة الناتو، وسأزور بريطانيا، سأواجه مشاكل كثيرة، كما سألتقي ببوتين، وهو الأمر الأسهل في هذه الرحلة". "ألمانيا أسيرة لروسيا" وفي الوقت الذي كان يستعد فيه ترامب للقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وزعماء الناتو الآخرين لالتقاط الصورة الجماعية اليوم الأربعاء، وجه ترامب انتقادا قاسيا لألمانيا خلال اجتماع مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج. وقال ترامب خلال الاجتماع في إشارة إلى اعتماد ألمانيا على الغاز الطبيعي الروسي إن "ألمانيا أسيرة لروسيا"، مضيفًا أن "هذا غير مناسب للغاية". اقرأ المزيد: بوتين وترامب.. أكبر مشاكل «الناتو» وأكمل ترامب "أنه ليس من المعقول أن تدفع ألمانيا مليارات الدولارات لروسيا، وعلينا أن ندافع عنها ضد روسيا"، من جانبه أكد ستولتنبرج أنه "على الرغم من هذه الاختلافات، لطالما كان حلفاء الناتو قادرين على التوحد حول مهمتنا الأساسية لحماية والدفاع عن بعضنا البعض". ورفض ترامب تعليقات ستولتنبرج، مشيرًا إلى أن ألمانيا "تجعل روسيا أكثر ثراءً"، متسائلًا "كيف يمكن أن نكون معًا، عندما تحصل دولة ما على طاقتها من الدولة التي تريد أن نحميها منها؟". من جانبها ردت المستشارة الألمانية على تصريحات ترامب، نافية أن تكون بلادها "خاضعة لسيطرة كاملة" من روسيا، وتقول إن بلادها لديها قراراتها وسياساتها المستقلة. وفي لهجة أقل حدة من التي استخدمها الرئيس الأمريكي، أوضحت ميركل أنها لا تحتاج إلى دروس في التعامل مع الأنظمة الاستبدادية، مشيرة إلى أنها نشأت في ألمانياالشرقية عندما كانت جزءًا من دائرة نفوذ الاتحاد السوفييتي. وقالت ميركل "لقد شهدت بنفسي كيف كان جزء من ألمانيا خاضعًا لسيطرة الاتحاد السوفيتي، أنا سعيد للغاية لأننا اليوم متحدين في جمهورية ألمانيا الاتحادية الحرة، وبسبب ذلك يمكننا أن نقول إننا نستطيع بناء سياساتنا المستقلة واتخاذ قرارات مستقلة". اقرأ المزيد: هل يُعرِّض ترامب حلف الناتو للخطر؟ من جانبها رفضت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون در لاين، الادعاءات بشأن "التبعية" الألمانية لروسيا، وقالت في مقابلة مع الإعلامية كريستيان أمانبور على شبكة "سي إن إن" إن ألمانيا لديها "خليط متنوع جدا من إمدادات الطاقة"، مشيرة إلى أن ميركل كانت في طليعة القادة الذين اتخذوا جهودًا دبلوماسية للرد على العدوان الروسي على أوكرانيا. مشكلة الإنفاق العسكري ترامب لم يكتفِ بذكر مشكلة استيراد ألمانيا للنفط الروسي، ولكنه استمر في مهاجمة حلفاء الناتو، وخاصة ألمانيا، لفشلهم في إنفاق 2٪ من ناتجهم المحلي الإجمالي على جيوشهم، وهو هدف وافق عليه حلفاء الناتو بالوصول إليه بحلول عام 2024. ورفض ترامب هذا الجدول الزمني، حيث صعد من دعواته لزيادة الإنفاق على الدفاع، قائلاً إنه على أعضاء الحلف القيام بذلك على الفور. وأضاف ترامب "أعتقد أنه يتعين على هذه الدول أن تقوم بذلك، وليس على مدى 10 سنوات، ولكن يتعين عليها أن تقوم بذلك على الفور"، مشيرا إلى ألمانيا على وجه الخصوص باعتبارها "دولة غنية يمكن أن تزيد من الإنفاق الدفاعي، على الفور دون أدنى مشكلة". ميركل ردت على هذه الانتقادات قائلة إن "ألمانيا تفعل الكثير من أجل الناتو"، مضيفة أن "ألمانيا هي ثاني أكثر دولة تشارك بقواتها في مهام الحلف". وأشارت إلى أنه "يتم تقديم الجزء الأكبر من قدراتنا العسكرية لحلف الناتو، وحتى اليوم نشارك بفاعلية في أفغانستان، ونحن بذلك ندافع أيضًا عن مصالح الولاياتالمتحدة".