دخول فصل الصيف مرحلة الذورة في هذه الآونة، لم يجعل انتعاش المقاصد السياحية بمصر مقصورًا على السياحة الداخلية الوافدة، بالإضافة إلى أعداد السياح من البلدان العربية والأجنبية، والأخيرة ستشهد زيادة عما كان سابقًا، بفضل رفع الحظر عن السفر لمصر من عدد من البلدان، مثل اليابان، فضلًا عن تحسن العلاقات بين مصر وإيطاليا وهو ما سينعكس بالقطع على زيادة أعداد السياح القاصدين للتمتع بما يميز مصر عن غيرها. على الصعيد الحكومي، رحبت القاهرة باستجابة الحكومة اليابانية لطلب إلغاء تحذيرات السفر إلى مصر، بعد إعلان اليابان، تعديل إرشادات السفر لمواطنيها وتخفيض درجة التحذير إلى المستوى الأول بدلًا من المستوى الثاني، بما يسمح للسائحين اليابانيين بالتوافد إلى المقاصد السياحية المصرية. أقل أربعة أضعاف عن أعداد قبل الثورة وحسب السفير المصري في طوكيو، أيمن كامل، تسعى السفارة منذ شهر ديسمبر الماضي إلى إلغاء أو تخفيف تحذير السفر المنشور على موقع الخارجية اليابانية بغية زيادة أعداد السائحين اليابانيين لتصل إلى مستويات ما قبل 2011، لتبلغ 130 ألف سائح سنويا، في حين وصلت حاليا إلى 32 ألف سائح سنويا، أي أقل أربعة أضعاف عن أعدادهم قبل الثورة. وتتأهب السياحة المصرية لاستعادة عافيتها، متناسية 7 سنوات عجاف، منذ اندلاع ثورة ال25 من يناير، حيث انخفض أعداد السياح إلى أدنى مستوى في عام 2011، بعد أن سجل قطاع السياحة توافد أكبر عدد للسياح عام 2010، بزيارة 14.7 مليون سائح وحققوا لمصر 12.5 مليار دولار. 8 مليارات دولار توقعات بعائدات السياحة في 2018 وتوقعت وزيرة السياحة رانيا المشاط، أن تصل عائدات السِّياحة إلى ثمانية مليارات دولار هذا العام، مقارنة ب7.6 مليار دولار العام الماضى، عندما زار 8.3 مليون شخص مصر، وعلى الرغم من التحسن فإن هذا الرقم لا يزال أقل بكثير من عام 2010 عندما بلغت العائدات 12 مليار دولار، وارتفع عدد الزائرين إلى 14.7 مليون زائر. وللاستفادة من السياحة اليابانية على أكمل وجه، شدد الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، في تصريحات صحفية، على إقامة معارض للآثار المصرية في اليابان، ليكون لها مردود إعلامى ضخم للغاية، مشيرًا إلى أن الشعب الياباني يعشق الآثار الفرعونية. وطالب حواس بضرورة عمل قوافل سياحية من المصريين ممثلين للفنادق، وشركات السياحة ووزارة السياحة والآثار، يطوفون بالمدن اليابانية، على أن يتم الاتفاق مع شركة علاقات عامة لتنظيم محاضرات للعامة، ومقابلات مع الصحفيين وتعريفهم بالحضارة المصرية. السائح الياباني الأعلى صرفًا وفي السياق ذاته، قال عماري عبد العظيم رئيس شعبة السياحة والطيران السابق، إن رفع حظر السفر إلى مصر من قبل الحكومة اليابانية، سيعود بالنفع على قطاع السياحة من الناحية المالية والتي تتفوق كثيرًا على ضعف الناحية العددية، لافتًا إلى أن السائح الياباني يمتاز بتصنيفه الأعلى صرفًا فى أثناء مكوثه لقضاء إجازته بمصر. وأضاف عبد العظيم ل"التحرير"، أن مصر يجب أن تبحث عن أسواق بديلة في آسيا بعد عودة السياحة اليابانية دون توقف، وعمل بالتوازي مع الترويج للسياحة في أوروبا كل البلدان المصدرة للسياح، لزيادة انتعاش حركة السياحة لأرقام تقارب ما كانت عليه قبل ثورة ال25 من يناير. وعلى صعيد الحملات الترويجية للسياحة في مصر، أطلقت الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحى حملةً ترويجيَّةً قويَّةً لمصر فى 14 يونيو الحالى فى أثناء بطولة كأس العالم بروسيا، وكثَّفت الهيئة من وجودها بشعار حملة «هى دى مصر» خلال المباريات الودية التى خاضها المنتخب الوطنى، استعدادًا للمشاركة فى نهائيات كأس العالم بروسيا. تعاون غير مسبوق لاستعادة قطع أثرية من إيطاليا السياحة الوافدة من إيطاليا في طريقها نحو زيادة أرقام وافديها لزيارة مصر، وما يعزز من هذا الأمر، التعاون غير المسبوق على الصعيد السياسي والدبلوماسي والقضائي مؤخرًا، بعد أزمة مقتل الباحث الأكاديمي الإيطالي ريجيني بمصر، وما شهدها من توتر، إلا أن الأمور عادت أفضل من ذي قبل، وهو ما تجلى في عودة قطع أثرية مصرية من إيطاليا في وقت قياسي، مكونه من: 195 قطعة أثرية صغيرة الحجم، بالإضافة إلى 21 ألفا و660 قطعة عملات معدنية. بيان صادر من النائب العام، يؤكد هذا التعاون، حيث أوضح المستشار نبيل صادق، أن النيابة العامة أرسلت على الفور إلى السلطات القضائية الإيطالية المختصة إنابة قضائية تطلب بموجبها تسلم تلك الآثار، أعقبها اتصالات شخصية بين النائب العام المصري للسلطات القضائية المختصة بإيطاليا، لتنسيق تسلم تلك الآثار، وعليه قررت السلطات الإيطالية الاستجابة لذلك الطلب، وتوجه فريق من النيابة العامة المصرية مصحوبا بخبراء آثار مصريين إلى إيطاليا، وتم تسلم الآثار المضبوطة وشحنها إلى مصر، وتسلمتها وزارة الآثار لعرضها في المتحف المصري الكبير. ونوه النائب العام بأن هذه الإجراءات كافة تمت خلال فترة زمنية لا تتعدى 30 يوما، وهو أمر غير مسبوق باعتبار أن في حالات مماثلة تستمر المشاورات القضائية لفترة زمنية تمتد ما بين ثلاث إلى خمس سنوات حتى يتم استرداد الآثار، مؤكدا أن ذلك الإنجاز جاء نتيجة التعاون القضائي الفعال بين النيابة العامة المصرية والإيطالية، وعليه فقد وجه النائب العام المصري الشكر إلى النيابة العامة والسلطات القضائية الإيطالية، على ما أبدوه من تعاون فعال وسرعة استجابة لطلبات النيابة العامة المصرية دعما لأواصر التعاون القضائي. زيادة السياح الإيطاليين بمصر 94% وعلى الصعيد السياحي، كشفت صحيفة "لاستامبا" الإيطالية، أن السياحة الإيطالية تضاعفت فى مصر خلال الشهور الأولى من عام 2018، ووصلت الزيادة فى عدد السياح الإيطاليين فى مصر إلى 94%. وبحسب الصحيفة فإنه فى الشهرين الأولين من عام 2018، كانت هناك زيادة فى عدد السياح الإيطاليين فى مصر، بنسبة 94% مقارنة بعام 2017، والوافدون فى يناير 2018 كانوا 15707 سائحين مقارنة مع 12471 فى يناير 2017 أى زيادة 25.9%، وزاد أيضا على 19241 فى فبراير، بينما فى نفس الشهر عام 2017 كان 10922، أى زيادة بنسبة 76.2٪.