الأم: «قتله غدر.. كان قلبي حاسس إنه مش راجع» كل صباح يقبل محمد يد والدته طالبا منها الدعاء وأن يزيد في رزقه، بينما يودعه أبوه بنظرات حانية تستمطر معها الرضا والبركة والتوفيق لابنه البكر، في ذاك الصباح شعر الأب بضيق في صدره لم يعرف مبعثه، بينما زادت دقات قلب الأم عن المعتاد صبيحة نفس اليوم، وشعرت أن شيئا مفجعا يحمله هذا النهار، وقد صدق حدسها فمحمد غاب ولم يتصل بها في يوم عمله على غير العادة، طال الغياب وزاد اضطراب القلب لتقع الصاعقة عليها مرة واحدة «محمد لقيوه مقتول» أخرست الجملة حال الأم وسقطت من فورها مغشيا عليها، بينما الأب يرتعش من هول ما سمع في الوقت الذي نجحت فيه مباحث البحيرة في ضبط أحد المتهمين.. التفاصيل روتها الأم المكلومة ل«التحرير» في السطور التالية. جثة تحت ورق الشجر الريح الغاضبة كشفت للمارة بشارع الدبلوماسيين، مركز وادي النطرون بالبحيرة، عن جثة الشاب محمد، المغطاة بورق الشجر، بينما رصعت الطعنات جثته، بينما لا تزال ملامح الألم والذعر على وجه القتيل البريء، قبل أن يتجمهر المواطنون حول الجثة وتحضر المباحث للمكان، وتبدأ إجراءات البحث عن صاحب الجثة. «كانوا خدوا التوك توك وسابوه»، بولع تحكي أم القتيل تفاصيل اليوم الأخير، مضيفا «كانوا خدوا التوك توك وسابوه حي، ليه يقتلوه غدر». وأوضحت الأم أن «محمد» أكبر أبنائها وكان يساعدهم في المعيشة بعمله على التوك توك وخرج يوم الحادث للبحث عن «أكل عيشه»، مضيفة «كان قلبي حاسس وغاب في اليوم ده ومكلمنيش في التليفون، وسألنا عليه محدش يعرف هو فين». تتصلب عينا الأم أمام صورة ابنها الذبيح قبل أن تضيف «بعد ساعات من الاختفاء جالي نذير بيقولي ابنك لقيوه جثة على طريق الدبلوماسيين بوادي النطرون»، تخرس الدموع لسان الأم قبل أن تضيف«حرموني من نور عنيا وابني الكبير وراعي اخواته حسبى الله ونعم الوكيل، ده في عز شبابه وعمره ما زعل حد». «عايزه أشوفهم في حبل المشنقة متعلقين».. جملة طالبت من خلالها الأم بالقصاص من القتلة، واختتمت «اشتغل على التوك توك عشان يساعد أبوه بدل ما يقعد على القهاوي، ربنا ينتقم من الظلمة». البداية كانت بلاغا تلقاه رجال مباحث وادي النطرون برئاسة الرائد محمد حنفي، بالعثور على جثة «محمد.ع.خ»، المقيم بقرية كفر داوود دائرة مركز وادي النطرون، يرتدى كامل ملابسه "تيشرت صيفي بني وبنطال جينز أزرق اللون أسفله ملابس داخليه بيضاء اللون". وبمناظرتها تبين إصابته بجرحين طعنيين بالبطن والظهر بطريق الدبلوماسيين دائرة المركز، بسؤال الأب «عبدربه.خ.ا»، قرر خروج ابنه المجني عليه للعمل على "توك توك" خاص به وعدم عودته وعلمه بعد ذلك من شقيق زوجته، بالعثور على نجله بالحالة المشار إليها، ثم العثور على الدراجة البخارية المشار إليها بناحية حى الزهور. شكلت مديرية أمن البحيرة فريق بحث توصلت جهوده إلى أن مرتكبى الواقعة كل من "محمود.ص.س"، سائق توك توك، و"محمد.ا.ع"، عاطل، مقيمين بعزبة الصعايده دائرة المركز. الإعداد للجريمة بعمل الأكمنة تم ضبط المتهم الأول، بمواجهته اعترف بارتكابه الجريمة بالاشتراك والمتهم الثانى بدافع السرقة، وقرر تبييت النية مسبقا لارتكاب جريمتهما وأعد الثانى لذلك سلاحا أبيض "سكينا"، استقلا التوك توك بصحبة قائده المجنى عليه، "من ميدان لفظ الجلالة، دائرة المركز بدعوى توصيلهما لطريق الدبلوماسيين، محل الواقعة، وبالطريق المُشار إليه قام الثانى بالتعدى على المجنى عليه بالسلاح الأبيض وباغته بعدة طعنات محدثا إصابته التي أودت بحياته وإلقائه خارج الدراجه البخارية والاستيلاء عليها ولاذا بالفرار". وأضاف قيامهما بإيداع التوك توك لدى "محمد.ع.ح"، موظف، مقيم بحى أبو عيسى، دائرة المركز، وما إن راودته الشكوك في أمرهما متسائلا عن مالك تلك الدراجه البخارية، قام المتهمان بالتحصل عليها منه وتركها بأحد الشوارع الجانبيه بناحية حى الزهور دائرة المركز خشية افتضاح أمرهما.