أطلقت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أكبر المناورات البحرية في العالم الأسبوع الماضي، وشارك في المناورات المعروفة باسم "ريمباك" وتُقام كل سنتين لمدة شهر، 46 سفينة وغواصة و200 طائرة و25 ألف جندي من 25 دولة. ولم تشارك الصين في هذه النسخة من المناورات التي تقام منذ عام 1971، حيث تم منعها من المشاركة بسبب وضع أسلحة على الجزر المتنازع عليها في بحر الصينالجنوبي. شبكة "سي إن إن" الأمريكية، قالت إن الصين لم تعبأ من منعها من المشاركة في "ريمباك"، فمع وصول السفن إلى هاواي للمشاركة في المناورات، كانت الصين تستكمل تدريبات بحرية خاصة بها، وسط سلسلة من المناورات البحرية بالذخيرة الحية قبالة سواحل تايوان التي بدأت في 17 يونيو. وأضافت أن التداخل في مواعيد التدريبات التي تجريها الصين مع مناورات "ريمباك" لا يؤدي إلا إلى تعميق الاختلافات بين القوتين العظميين، حيث تتنافس الدولتان على السيطرة عسكريًا على المحيط الهادئ. حيث صرح قادة عسكريون أمريكيون في مؤتمر صحفي في "هاواي" يوم الخميس، أن مناورات "ريمباك" تدور حول "بناء العلاقات"، وأشاروا إلى مشاركة دول تدعي سيادتها على بحر الصينالجنوبي مثل فيتنام وماليزيا والفلبين في المناورات للمرة الأولى. وأشار عدد من المحللين إلى أن البحرية الأمريكية نجحت في مسعاها بالتقرب من أعداء الصين وتكوين صداقات في المنطقة المتنازع عليها بشكل أكثر نجاحًا من نظيرتها الصينية. اقرأ المزيد: البحرية الأمريكية تفقد سيطرتها على بحار العالم حيث قال كارل شوستر المدير السابق للعمليات في مركز المخابرات المشتركة التابع للقيادة الأمريكية في منطقة الباسفيك، إن "غياب الصين يعني أنها خسرت فرصة لإقامة علاقات مهنية وربما شخصية مع القوات البحرية الإقليمية والعالمية"، وأضاف إن أية مناورات بحرية تستضيفها بكين لن ترقى إلى مستوى "ريمباك". ومن المقرر، أن تشهد مناورات "ريمباك" هذا العام، تدريبات على قذائف جديدة، وتدريبات برمائية، وتطهير الألغام، ومكافحة القرصنة، وفقًا للبحرية الأمريكية. وقال بيتر لايتون الباحث في معهد "جريفيث آسيا" في أستراليا، إن مشاركة دول بحر الصينالجنوبي في "ريمباك" يظهر أن الولاءات في المنطقة لا تزال تلعب دورًا كبيرًا. وذكرت الشبكة الأمريكية، أن واشنطن أرسلت بشكل دوري سفنًا حربية داخل الحدود التي أعلنتها الصين حول جزر متنازع عليها، إلا أن أساطيل الدول الأخرى في منطقة جنوب شرق آسيا، لم تشارك في تلك الدوريات التي جاءت وفقًا لقانون "حرية عمليات الملاحة". ويرى لايتون أن مشاركة الدول الأعضاء في رابطة جنوب شرق آسيا "آسيان" في مناورات "ريمباك" فرصة لإظهار الدعم للموقف الأمريكي. ويذكر أن دول الآسيان العشر تشارك جميعها في هذه النسخة من مناورات "ريمباك"، باستثناء ثلاث دول هي كمبوديا ولاوس وميانمار. اقرأ المزيد: الصين وروسيا تطوران صواريخ «الهايبرسونيك».. وأمريكا «محلك سر» وأكد لايتون "أن دول الآسيان قد لا ترغب في الإبحار مع البحرية الأمريكية عبر المياه المتنازع عليها، لكنهم حريصون على المشاركة في تدريبات البحرية الأمريكية وإظهار التضامن بهذه الطريقة". وفي الوقت نفسه، أرسلت الصين أسطولًا من السفن الحربية للمشاركة في "مناورات بالذخيرة الحية" لمدة أسبوع بالقرب من تايوان، التي تزعم بكين أنها جزء من أراضيها، لكنها تتمتع بالحكم الذاتي منذ عام 1949 في أعقاب حرب أهلية في الصين. وقالت بكين إن المناورات القتالية "كانت موجهة إلى العناصر الانفصالية التي تدعو إلى استقلال تايوان"، وفقا لتقرير صادر عن وكالة أنباء "شينخوا" الصينية المملوكة للدولة. وذكر الجيش الصينى أن اثنتين من السفن الحربية من المنطقة الشرقية قادت التدريبات بمشاركة وحدات من قوات الدفاع الجوية والساحلية فى مضيق تايتونج، ومضيق باشى، ومضيق تايوان. ويرى كارل شوستر أن تسليط الضوء على أن المناورات قادتها "المنطقة الشرقية"، التي تشكلت خلال إعادة تنظيم الجيش الصيني في عام 2016، أمر مهم، حيث "أن هذا يعني أن الجيش الصينى يتحسن وأصبح أكثر قدرة، ويرغب فى أن تعرف تايوان وأمريكا ذلك". جاءت المناورات في الوقت الذي يجري فيه وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، الذي ألغى دعوة الصين إلى مناورات "ريمباك" في أوائل يونيو، زيارة رسمية إلى بكين، التقى خلالها الرئيس الصيني شي جين بينج الذي أوضح موقفه من قضية بحر الصينالجنوبي. اقرأ المزيد: لماذا العلاقات الأمريكية مع تايوان مهمة في صراعها مع الصين؟ ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن شي قوله "موقفنا ثابت وواضح عندما يتعلق الأمر بسيادة الصين ووحدة أراضيها" مضيفا "أنه لا يمكننا تضييع أي شبر من أراضي أسلافنا". وأشارت "سي إن إن" إلى أن بكين لا تظهر أي حسد من مناورات "ريمباك"، حيث أعلنت وزارة الدفاع الصينية الخميس الماضي، عن خطط لإقامة تدريبات بحرية مع دول الآسيان العشر في وقت لاحق من هذا العام.