تدخل الأهل في شؤون الزوجين خاصة من الأم أو الأخت يؤدي إلى كثير من المشكلات، تصل إلى حد الطلاق، وبالتالي يجب أن نتعامل مع هذه المشكلة بالحكمة التي تؤدي لحلها. (الحموات الفاتنات) (حماتي ملاك) (حماتي بتحبني) وغيرها الكثير من الأفلام القديمة والحديثة التي ناقشت قضية تدخل أهل الزوج والزوجة في حياتهما وشؤونهما الخاصة وتربية الأبناء، وهذا التدخل كما نرى سواء في الأفلام أو من المواقف التي نراها يوميا يسبب الكثير من المشكلات بين الزوجين، وقد تصل هذه المشكلات إلى الطلاق نتيجة لهذا التدخل، وبالتالي يجب عدم إهمال هذه المشكلة وأن نعرف كيف نتغلب عليها كحموات أو كأزواج وزوجات إن وجدت بالطرق التي لا تؤدي إلى زيادة المشكلة. تتدخل الحموات في حياة الأزواج بكثير من الطرق والأساليب وتتسبب في الكثير من المشكلات والخلافات بين الزوجين، ويقع الزوج أو الزوجة في حيرة بين الأم أو الزوج والزوجة، وبالتالي تزيد المشكلات ومن أشكال التدخل من الحموات: 1- نتيجة لعدم اقتناع الأم بوصول الأبناء إلى مرحلة من النضج التي تمكنهم من تحمل المسؤولية بدون توجيهاتها وتعليماتها، وبالتالي تستمر في توجيه الأبناء وأزواجهم بعد الزواج ولا تقدر رفضهم لتدخلها الزائد على الحد. 2- في بعض الأحيان تكون الأم متعلقة بشكل كبير بالابن أو الابنة وعندما يتزوجان تظهر مشاعر الغيرة من هذا الزوج أو الزوجة، وتشعر أنها أخذت ما تمتلك وتحاول أن تبعدها عنه، ويترتب على ذلك العديد من المشكلات مع الأبناء وأزواجهم نتيجة لتدخل هذه الأم. 3- تقارن الأم أحيانا بين ما تقوم به زوجة ابن بما تقوم به زوجة ابن آخر، أو تقارنها بابنتها أو بنموذج آخر أمامها، مما يتسبب في العديد من المشكلات بينها وبين أزواج أبنائها ويؤدي إلى توتر العلاقات بينهم. 4- عندما تقوم الأم بمراقبة كل ما يقوم به الزوجان والتعليق على كل تصرفاتهما وإصدار التعليمات لكل منهما وتحكمها في كل صغيرة وكبيرة في حياتهما من أسرع الطرق إلى هدم هذه الأسرة، وهي سبب رئيسي من أسباب الانفصال في كثير من الحالات. لا ننكر التأثير الكبير الذي تتسبب فيه هذه المشكلة والصراعات التي تحدث بين الزوجين، ولكن يجب أن نجد حلا لهذه المشكلة إذا أردنا أن تكون أسرتنا سعيدة وهادئة وتتعدد الحلول التي يمكن أن نوجهها لكل من الزوجة والأم، ومنها: 1- في البداية يجب أن نعرف أن الزوج لن يخسر والدته خسارة نهائية أو يمتنع عن التعامل معها نتيجة لذلك، فيجب أن لا تضعه في موضع اختيار (أنا أو هي) لأن ذلك يؤدي إلى مشكلات أكبر. 2- يجب أن يكون هناك اتفاق واضح بين الزوج والزوجة أن كل ما يحدث بينهما من خلافات ومشكلات لا يجب أن يخرج من بينهما، ويجب أن يقوما بحل خلافاتهما بمفردهما وأسرارهما لا يجب أن يعرفها شخص ثالث سواء من أهلها أو من أهله مما يساعدهما على تجنب الكثير من المشكلات من الأهل. 3- إذا احتاج الزوجان إلى استشارة شخص ثالث في خلاف أو مشكلة لا بد من أن يكون شخصا محايدا وحكيما يمكنهما من حل المشكلة وتهدئة الطرفين ولا يتسبب في مشكلة أكبر. 4- يجب أن يتم التوضيح لكل من الوالدين أن للأبناء حق اتخاذ القرارات في شؤونهم الخاصة والاعتماد على أنفسهم وتحمل مسؤوليتهم وعلى الأهل تقديم النصيحة وقت الحاجة لها. 5- يجب أيضا التوفيق بين وجهة نظر الأم والأبناء وأزواجهم حتى يمكن الوصول إلى الحلول التي ترضي كلا من الطرفين. 6- وعلى الأم أيضا أن تعرف أنها إذا أرادت أن تقدم النصيحة للابن أو زوجته فعليها أن تقدمها بالشكل الذي يوضح أنها نصيحة بحب وليست تأنيبا أو توجيها قاسيا حتى يتمكن الأبناء من تقبلها واللجوء لها للاستشارة في كل الأمور عند الحاجة. نقدر جميعا حب كل أم لأبنائها وتعلقها بهم وحرصها على مصلحتهم وسعادتهم، ونتفهم أن كل أم تتصرف بحسب طبيعتها ونظرتها للأمور، ولكن يجب أن لا يكون ذلك على حساب سعادة الأبناء وحياتهم، وكذلك يجب أن يحاول كلا الطرفين تقدير الآخر واحترام دوره حتى تكون الأسرة سعيدة.