كتبت- حسناء محمد "4000 موظف إسرائيلي و12 ألف موظف من دولٍ عربية مختلفة".. هذا إجمالي العاملين بشركات ألعاب الفيديو والسوق الرقمي بإسرائيل، حيث تمثل نحو 60% من الاقتصاد الإسرائيلي، الأمر الذي دفع الصحفي اليميني "توشمان" من تحذير تل أبيب من الاعتماد البالغ على العرب في هذا النمو. 170 شركة للألعاب تعمل في إسرائيل البداية نشرت شركة "Deloitte" للاستشارات الاقتصادية تقريرًا حول انتشار الهواتف المحمولة وصعود وسائل التواصل الاجتماعي، ودورهما في تطوير صناعة ألعاب فيديو بقيمة بلغت 2 مليار دولار في إسرائيل خلال السنوات القليلة الماضية، في الوقت الذي حقق السوق الخليجي ما يُعادل 100 مليون دولار. فمنذ نهاية التسعينيات وتطور الإنترنت، أصبحت بعض الشركات الإسرائيلية رائدة على مستوى العالم في صناعة الكازينوهات والبوكر على الإنترنت، وطوّرت معرفة فنية استثنائية حول اكتساب المُستخدمين عبر الانترنت والاحتفاظ بهم، والتسويق وحتى تحقيق الدخل أيضًا. إلى أن طالها الركود الفكري وتقدمت عليها هولندا وفنلندا في صناعة ألعاب الفيديو بمختلف أنواعها، وذلك جاء بالتزامن مع انتشار الهواتف المحمولة وصعود وسائل التواصل الاجتماعي في بداية الألفينات، وفقًا لتقرير "Deloitte". وفي اقتصاد لعبة الفيديو الجديد، انخفضت الحواجز أمام اقتحام الأسواق الكبيرة، ولم تعد الشركات مضطرة إلى استثمار الملايين في التكنولوجيا الأكثر تقدمًا، فلعبة بسيطة وجذابة تكفي. شراكات عربية تُخرج إسرائيل من المأزق في تقرير هو الأول من نوعه، حللت شركة "Deloitte" البيانات من شركة "Start-Up Nation Central" غير الربحية التكنولوجيا الإسرائيلية، وقابلت مجموعة واسعة من المديرين التنفيذيين ومطوري ألعاب الفيديو لرسم صورة لصناعة تستعد لمزيد من النمو. إحدى الألعاب القوية في الصناعة في إسرائيل، كانت الألعاب الاجتماعية وألعاب الموضة، وهي ألعاب بسيطة تُلعب عادة لفترات قصيرة، إضافة إلى ألعاب الكازينو الافتراضية التي لا تدفع المال الحقيقي، وهي مثال شائع وتشكل صناعة قائمة بذاتها داخل إسرائيل وتمثل 40% من الاقتصاد الإسرائيلي. كتبت ديلويت أنه في حين أن لدى إسرائيل بعض المزايا النسبية مقارنة بالبلدان ذات الصناعات المماثلة في ألعاب الفيديو مثل بولندا وفنلندا، إلا أن هناك بعض الشروط التي تعيق البلاد، حيث تعاني إسرائيل من نقص في العاملين ذوي الخبرة في تصميم وإنتاج الألعاب، ومن هنا خرج السوق الإسرائيلي للبحث عن شراكات مع أسواق تمتلك الخبرات والفنانين المطلوبين لسوق الألعاب. بتوسع السوق الرقمي الإسرائيلي نتجت شراكات بين مجتمع مطوري ألعاب الفيديو المصري والرأسمالية الإسرائيلية مثل "zealous interactive"، كما سعت "Plarium" للتوسع في الإمارات والأردن ضامة خبراء السوق الرقمي في الدولتين. ورغم ظهور شركات أخرى في السنوات الأخيرة مثل "TabTale" و"Jelly Button" و" Sidekick"، مع التركيز على الألعاب المحمولة والاجتماعية، فإن إسرائيل فشلت في تحقيق نجاح عالمي على نطاق لعبة "AAA" أو عنوان هاتف محمول مثل "Candy Crush". كيف تشتري ألعاب الفيديو في إسرائيل؟ في ظل النمو الطفيف لسوق ألعاب الفيديو بالشرق الأوسط، تجاوزت ألعاب الفيديو هوليوود من حيث الربحية، فهذه أرقام خارج إطار السخرية، حيث لم تعد ألعاب الفيديو هواية الصبية الصغار بل صناعة متكاملة، يمكن أن تقلل أرباحها من الناتج المحلي الإجمالي للبلدان الصغيرة. من الناحية الواقعية، ابتعدت إسرائيل عن المحتوى لأن مشهد بدء التشغيل كان دائمًا أكثر تركيزًا على التكنيك بدلًا من التركيز على ميول المستهلك. في هذا السياق، تساهم الشركات العربية بتنمية المحتوى لسد ثغرات الشركات الإسرائيلية، حيث صنف "Mordor Intelligence"، في تقريره السنوي لسوق الألعاب العالمي، المغرب كأقوى دولة في محتوى الألعاب بالشرق الأوسط. أما المركز البحثي "Mordor Intelligence" فقد نشر تقريرًا حول نمو السوق العربي الرقمي (2015-2020)، وأشارت من خلاله إلى التقدم الكبير في صناعة ألعاب الفيديو مع تطوير شاشة عالية الدقة ومعالجات أسرع وذاكرة وأجهزة تخزين أفضل، وبطاقات صوت ومسرعات رسومات ثلاثية الأبعاد وبطاقة رسومات أفضل، لافتة إلى أن متوسط عمر لاعب اللعبة هو 30 عامًا. ومن هنا تم توجيه سؤال لمواطن إسرائيلي أمريكي على "Reddit" - (تطبيق أمريكي للنقاش الحر) - حول كيفية شراء الألعاب داخل إسرائيل؟، ومدى صعوبة وصوله للألعاب داخل إسرائيل على عكس حصوله عليها سابقًا في أمريكا، وتساءل عن الأسواق العربية المُتاح بها ألعاب الفيديو. وتنوعت الردود بين تدني مستوى دخل الفرد الإسرائيلي مقابل تقدم السوق الرقمي، الذي يتطلب أجهزة مكلفة للغاية بالنسبة لمتوسط الدخل الإسرائيلي والعربي. هنا يتوقف حصوله على الألعاب من الأسواق الإلكترونية، مضطرًا إلى دفع ضرائب باهظة إضافة لتكلفة الشحن. هولوكوست بنكهة إسرائيلية اتجهت الشركات الإسرائيلية مع مقتبل 2014 إلى إنتاج ألعاب الحروب التاريخية، وكان أشهرها وأكثرها ربحًا بالأسواق العالمية: (Soldiers Inc-Sparta: War of Empires-Terminator Genisys: Future War). في منتصف 2016 انتجت شركة "ZeniMax Media Inc" لعبة (Wolfenstein II: The New Colossus) وأضرمت اللعبة النيران في الأسواق العالمية لفكرتها التي تدور حول الهولوكوست، حيث تجعلك اللعبة تختار جنودك من يهود أوروبا لتُكوّن جيش تُحارب به الحزب النازي وتنتصر عليه بإقامة محرقة رقمية جديدة تتخلص خلالها من أفراد الحزب النازي. رغم تأييد اللعبة لإسرائيل، إلّا أن محبي الألعاب بمنطقة الشرق الأوسط وإسرائيل فوجئوا بمنع اللعبة داخل بلدانهم حتى عام 2017، فيما رفضت الشركة الهولندية التعليق عن الحظر. ومع انطلاق عام "2017"، كشفت "هآرتس" في تقريرٍ خاص عن شراكة إسرائيلية هولندية لإنتاج اللعبة. تبيّن أن أحد أسباب الحظر هو التسويق للعبة داخل السوق الشرقي، ثم تم رفع الحظر عن اللعبة!