سياسة ترامب تجاه المهاجرين.. مخيمات عسكرية واتهامات بارتكاب جرائم

تسارعت وتيرة الأحداث بشأن سياسة ترامب تجاه المهاجرين غير الشرعيين، والتي اعتمدت على تفكيك الأسر، وهو الأمر الذى قوبل بانتقاد شعبي وضغط عام، ما دفعه إلى الرضوخ، لكن يبدو أن الأمر التنفيذي الجديد لم يلق قبولا، وسرعان ما نُشرت وثيقة تكشف عن إقامة مخيمات لاحتجاز الآلاف من المهاجرين.
أمس، نشرت مجلة تايم الأمريكية، وثيقة داخلية، تضمنت عزم البحرية الأمريكية إقامة مخيمات في قواعد جوية سابقة لاحتجاز عشرات الآلاف من المهاجرين الإضافيين في الأشهر المقبلة.
الوثيقة أوضحت أن البحرية الأمريكية يمكن أن تلبي طلب الرئيس دونالد ترامب بوضع أي سفينة يمكن أن تستخدم لإيواء المهاجرين، بتصرف السلطات وحتى ببناء منشآت جديدة عبر إقامة مخيمات مؤقتة وبسيطة في مدارج هبوط لم تعد تستخدم.
وتقترح أيضًا إنشاء مخيم ل47 ألف شخص بالقرب من سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، و47 ألفا آخرين في كامب ميدلتون أكبر قاعدة لمشاة البحرية الأمريكية "المارينز" بالقرب من يوما بولاية أريزونا.
اقرأ أيضًا: ماذا يعني قرار ترامب بإلغاء «سياسة الفصل الأسري» للمهاجرين غير الشرعيين؟
في المقابل رفضت وزارة الدفاع الأمريكية الإدلاء بأي تعليق حول هذه الوثيقة الداخلية التي لم تقررها السلطات العسكرية، لكن متحدثا باسم البنتاجون اللفتنانت كولونيل جيمي ديفيس أشار إلى أن وزارة الأمن الداخلي لم تقدم أي طلب رسمي إلى وزارة الدفاع لإيواء مهاجرين، وفقًا ل"روسيا اليوم".
فوزارة الدفاع تعد بدقة خططًا وتدرس كل القواعد العسكرية في البلاد، لتتمكن من تلبية طلب مساعدة من وزارة الأمن الداخلي لإيواء مهاجرين غير شرعيين بالغين"، حسب المسؤول.
ووزارة الأمن الداخلي التي تشرف على شرطة الحدود، مسؤولة عن احتجاز المهاجرين غير الشرعيين البالغين حتى تنظيم أوضاعهم أو إبعادهم.
وفي المرسوم الذي وقعه لوضع حد لتفريق عائلات المهاجرين على الحدود، أمر ترامب وزارة الدفاع بأن تضع في حال الضرورة أي سفينة يمكن استخدامها لإيواء المهاجرين بتصرف السلطات المعنية وحتى ببناء منشآت جديدة.
اقرأ أيضًا: ترامب: القادمون من الشرق الأوسط سبب الجرائم في أمريكا
وحاول ترامب تبرير موقفه بشأن المهاجرين، والرد على وسائل الإعلام بسبب تغطيتها السلبية لسياساته المتشددة، حيث استضاف عائلات الأشخاص، الذين قُتلوا على يد مهاجرين غير شرعيين أمس الجمعة، حسب روسيا اليوم.
وقال في حفل أقيم في البيت الأبيض لعائلات الضحايا: "هؤلاء هم المواطنون الأمريكيون الذين انفصلوا بشكل دائم عن أحبائهم، هذه هي العائلات التي تتجاهلها وسائل الإعلام، إنها لا تتحدث عنهم، هذا أمر غير عادل".
وجاءت الزيارة وسط غضب بشأن سياسة إدارة ترامب المتمثلة في فصل الآباء المهاجرين غير الشرعيين عن أطفالهم على الحدود.
وتحت ضغط شديد، وقع الرئيس الأمريكي أمرًا تنفيذيًا لوقف سياسته تجاه الهجرة، لكنه استمر في انتقاد منتقديه، بل واتهم المهاجرين غير الشرعيين بقول قصص مزيفة من الحزن والأسى.
اقرأ أيضًا: ترامب: الجيش يمول «جدار المكسيك».. وخبراء: خطة فاشلة
وحسب الاتحاد الإماراتية، رفض ترامب الإحصائيات التي تشير إلى أن المهاجرين أقل عرضة لارتكاب جرائم من السكان المولودين في الولايات المتحدة، قائلا: "هذا غير صحيح، تسمع هذا وكأنهم أشخاص أفضل من مواطنينا، هذا ليس صحيحًا".
فهناك أكثر من 15 ألف أمريكي لقوا حتفهم بسبب جرعة زائدة من الهيروين في عام 2016، وأن نسبة 90% من الهيروين جاءت عبر الحدود الجنوبية، حسب الرئيس الأمريكي.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تعهد في أثناء حملته الانتخابية بإجراءات صارمة للحد من الهجرة غير الشرعية للبلاد، كما دعا لتعزيز الموارد المخصصة لحراس الحدود، وإدارة الجمارك، والشرطة المكلفة بتنفيذ قوانين الهجرة.
ورحلت واشنطن على مدى سنوات مواطنين مكسيكيين بشكل سريع بعد دخولهم وعبورهم الحدود بطريقة غير قانونية، لكنها اعتقلت مواطني بلدان أخرى في انتظار استكمال إجراءات الترحيل، التي تدوم في الغالب مدة أطول، قد تصل إلى سنوات.