بعض العناوين تبدو خادعة، مراوغة، كما الأهداف الكبرى التى تقررها الحكومات وهيئاتها الدبلوماسية التى تبذل فى الظاهر؛ وأمام عدسات الكاميرات والميكروفونات، جهودا كبرى، ثم لا يحدث شيء مهم، هكذا بدت بعض عناوين مواقع الأممالمتحدة فى اليومين الماضيين، فالعالم اليوم يحتفل لأول مرة بيوم "فن الطبخ المستدام"، وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت في 21 ديسمبر 2016 قرارا بتحديد يوم 18 يونيو احتفالاً دولياً ب"يوم فن الطبخ المستدام"، باعتبار "أن فن الطبخ هو تعبير ثقافي يتعلق بالتنوع الطبيعي والثقافي للعالم، ويؤكد من جديد كذلك أن جميع الثقافات والحضارات هي عوامل مساهمة وممكنة حاسمة للتنمية المستدامة". القرار الأممى شدد على "ضرورة تركيز اهتمام العالم على الدور الذي يمكن أن يؤديه فن الطبخ المستدام بسبب صلاته مع الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تعزيز ما يلي: التنمية الزراعية؛ الأمن الغذائي؛ التغذية؛ الإنتاج الغذائي المستدام؛ وحفظ التنوع البيولوجي". وتضمن القرار دعوة "جميع الدول الأعضاء ومؤسسات منظومة الأممالمتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى، وكذلك المجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والأفراد، إلى الاحتفال بيوم فن الطبخ المستدام، على النحو الملائم ووفقا للأولويات الوطنية، من أجل إذكاء الوعي العام بإسهامه في التنمية المستدامة؛ وتطلب (الجمعية العامة للأمم المتحدة) إلى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة تيسير الاحتفال بيوم فن الطبخ المستدام، بالتعاون مع المؤسسات الأخرى ذات الصلة في منظومة الأممالمتحدة، وتؤكد (الجمعية العامة للأمم المتحدة) ضرورة أن تُدفع تكاليف جميع الأنشطة التي قد تنشأ عن تنفيذ هذا القرار من التبرعات". جدير بالذكر أن العالم احتفل أمس، ب"اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف"، وذلك بهدف "تعزيز الوعي العام بالجهود الدولية المبذولة لمكافحة التصحر، ولتذكير الجميع بأن هدف الحد من تدهور الأراضي ممكن التحقيق من خلال حل المشاكل، والمشاركة المجتمعية القوية والتعاون على جميع المستويات"، والتصحر هو "تدهور الأراضي في المناطق القاحلة، وشبه القاحلة، والجافة شبه الرطبة، والسبب الرئيسي في ذلك هو الأنشطة البشرية والتغيرات المناخية، ويحدث ذلك لأن النظم الإيكولوجية للأراضي الجافة، التي تغطي أكثر من ثلث مساحة العالم، معرضة للاستغلال المفرط والاستخدام غير الملائم، ويمكن للفقر، ولعدم الاستقرار السياسي، ولإزالة الإحراج، وللرعي المفرط، ولممارسات الري السيئة أن تتلف جميعها إنتاجية الأرض". وقد تم اختيار عنوان الاحتفال هذا العام، وهو "للأرض قيمة حقيقية.. استثمرها" من أجل العمل على "الابتعاد عن استخدام الأراضي استخداما غير مستدام، والعمل على إحداث فرق من خلال الاستثمار في مستقبل الأرض، عن طريق: إنفاق الأموال على المنتجات العضوية ومنتجات التجارة العادلة لتجنب تدهور الأراضي، التعهد بحماية الأرض والحفاظ على قيمتها، الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر، ودعم أنماط العيش والإنتاج والاستهلاك المستدامة".