عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عودة العقوبات الأمريكية على إيران، منذ ما يقرب من شهر، في الثامن من مايو الماضي، كان هناك قدر كبير من الشكوك حول عدد الشركات العالمية التي ستوقف أنشطتها في إيران أو مع العملاء الإيرانيين. وبعد إعلان ترامب مباشرة، أعرب القادة الأوروبيون عن رفضهم القرارات الأمريكية أحادية الجانب، وشجعوا الشركات الأوروبية على مواصلة التعامل مع إيران، طالما أن إيران تواصل الالتزام بشروط الاتفاق النووي. كما أعلنت الهند، وهي مستورد رئيسي للنفط الإيراني، أنها "لا تتبع سوى عقوبات الأممالمتحدة، وليس العقوبات الأحادية من جانب أي دولة". وأشارت مجلة "فوربس" الأمريكية، إلى أنه على الرغم من تصريحات القادة الأوروبيين والآسيويين لدعم إيران، يبدو أن وزن أمريكا الاقتصادي أكبر من أن يمكن تجاهله. حيث أعلنت العديد من الشركات العاملة في مختلف المجالات، بدءًا من شركات التأمين مرورًا بشركات تصنيع السيارات إلى شركات الشحن، أنها ستوقف العمل مع إيران بسبب العقوبات الأمريكية. في ما يلي قائمة ببعض الشركات الكبرى التي أعلنت عن انسحابها أو خططها للانسحاب من إيران: توتال أعلنت شركة النفط الفرنسية "توتال" أنها ستسحب الصفقة التي أبرمتها مع إيران وشركة "سي إن سي بي" الصينية، بقيمة مليار دولار إذا لم تتمكن من الحصول على إعفاءات من العقوبات الأمريكية. اقرأ المزيد: الهند: لا نعترف بالعقوبات الأمريكية على إيران وكان تم الاتفاق على تطوير حقل "جنوب فارس 11" للغاز الطبيعي في إيران، وتعد "توتال" شركة النفط الدولية الوحيدة التي وقعت صفقة مع إيران منذ رفع العقوبات القديمة في يناير من عام 2016. وامتلكت حصة تقدر بقيمة 30٪ في حقل الغاز، والتي تعتزم إيران الآن منحها لشركة "سي إن سي بي" الصينية. ميرسك أعلنت شركة الشحن "إيه بي مولر ميرسك" الدنماركية، أنها لن تشارك في شحن النفط الإيراني، بسبب العقوبات الأمريكية، وقال المدير التنفيذي في بيان، إن الشركة كانت واضحة في منح الأولوية لأعمالها مع الولاياتالمتحدة عن الأعمال في إيران. ولم يكن واضحا على وجه الدقة متى ستوقف "ميرسك" جميع عمليات نقل النفط الإيراني. بيجو أعلنت شركة صناعة السيارات الفرنسية "بيجو"، والمملوكة لمجموعة "بي إس آيه"، أنها تعتزم الانسحاب من إيران ما لم تحصل على استثناء من العقوبات الأمريكية. حيث وضعت خططًا لتقليص أنشطتها التجارية في إيران بحلول السادس من أغسطس المقبل، وكانت "بي إس آيه" قد باعت نحو 445 ألف سيارة في إيران العام الماضي ولا تقوم الشركة حالياً بأنشطة تجارية في الولاياتالمتحدة. اقرأ المزيد: كيف سيتم فرض العقوبات الأمريكية على إيران؟ وبالإضافة إلى بيع السيارات في إيران، وقعت الشركة الفرنسية اتفاقات مع مجموعة "خودرو" الإيرانية لتصنيع سيارات "بيجو" في إيران، ومع شركة "سايبا" لتجميع سيارات "سيتروين" في إيران. جنرال إلكتريك حققت كل من شركة "جنرال إلكتريك" الأمريكية، والشركة المتفرعة منها "بيكر هيوز" عائدات مجتمعة بلغت حوالي 25 مليون دولار من الصفقات الموقعة مع إيران منذ عام 2016. وشملت هذه الصفقات توقيع عقود مع شركة "مابنا" وهي شركة كهرباء إيرانية، وعقود لتوفير خطوط الأنابيب، والصمامات وغيرها من منتجات البنية التحتية للنفط والغاز للشركات الإيرانية. وستتوقف شركة "جنرال إليكتريك" وشركة "بيكر هيوز" عن العمل في إيران وفقًا للقانون الأمريكي، ومن المتوقع إلغاء التراخيص التجارية التي كانت الشركة تعمل بموجبها في نوفمبر المقبل. هانيويل أفادت شركة "هانيويل إنترناشيونال" للتكنولوجيا، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أن إيرادات أنشطتها في إيران بلغت 110 ملايين دولار منذ عام 2016. وقد أعلنت مؤخراً أنها ستنسحب من البلاد، على الرغم من حصول شركة تابعة ل"هانويل" في الآونة الأخيرة، على عقد لتطوير تكنولوجيا المراقبة والتحكم في شركة "تبريز" الإيرانية للبتروكيماويات. بوينج أعلنت "بوينج" عملاق تصنيع الطائرات الأمريكية، مؤخرًا، عن توقيع عقد مع شركة الخطوط الجوية الإيرانية، وشركة طيران "إيران آسمان" بقيمة 20 مليار دولار. اقرأ المزيد: العقوبات الأمريكية على إيران تهدد الشركات الأوروبية إلا أنها أعلنت أنها لن تسلم الطائرات إلى إيران في ظل العقوبات الجديدة، على الرغم أنه كان بإمكان الشركة التقدم بطلب للحصول على إعفاء من الحكومة الأمريكية، لكنها أعلنت في 6 يونيو أنها ستلغي العقد بدلًا من ذلك. لوك أويل تعد شركة "لوك أويل" ثاني أكبر شركة نفط روسية، واحدة من الشركات المفضلة للحكومة الإيرانية لتطوير حقول النفط في إيران، لكن الشركة قررت في نهاية مايو أنها لن تسعى بعد الآن إلى إقامة أي مشاريع مشتركة مع شركات النفط الإيرانية بسبب العقوبات الأمريكية الوشيكة. ريلاينس أعلنت شركة "ريلاينس" الهندية، والتي تمتلك أكبر مجمع لتكرير النفط في العالم، في 30 مايو الماضي، أنها لن تقبل استيراد النفط الخام من إيران. وبما أن واردات النفط الخام يتم التعاقد عليها قبل أشهر، ستتوقف "ريلاينس" عن استيراد النفط الإيراني في أكتوبر أو نوفمبر. دوفر وقعت شركة "دوفر" الأمريكية، التي تصنع المضخات والمنتجات الأخرى المستخدمة في صناعة النفط، عقودًا مع إيران في عام 2017، وتخطط الآن لإنهاء كل الأعمال التجارية مع إيران امتثالًا للعقوبات الأمريكية. سيمنز قالت شركة "سيمنز" الألمانية، التي تصنّع مجموعة متنوعة من منتجات الرعاية الصحية ومعدات الصناعة والطاقة والسيارات، إنها لن تتسلم طلبات جديدة من إيران، وسوف تقلل من أنشطتها التجارية هناك.