في اليوم العالمي للمتاحف.. مصر تحتفل بتسويق متاحفها

على مدار 41 عامًا، حرص المتخصصون في قطاع الآثار على مستوى العالم على الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، وذلك عندما طرحت عام 1977 خلال اجتماع الجمعية العامة للمجلس العالمي للمتاحف في موسكو، وكان من أسباب تخصيص تلك الفاعلية هو إتاحة الفرصة للمختصين في المتاحف للتواصل مع المجتمع، وتمكين المتحف من الوصول إلى العائلات التي ليست ضمن زوار المتحف المعتادين.
وعلى الرغم من أن تلك الاحتفالية خصص لها أن تكون في 18 مايو من كل عام، فإن وزارة الآثار المصرية قررت تنظيم الفاعلية قبل موعدها بثلاثة أيام، وذلك بهدف زيادة الوعي بأهمية المتاحف في تنمية المجتمع، وتعريف المواطنين بثقافتهم، وتحفيزهم لزيارة المتاحف.
وكان اهتمام العالم هذا العام بوسائل التكنولوجيا الحديثة، وهو ما كان حافزًا لأن يكون عنوان الاحتفالية "المتاحف وفضاءات الإنترنت... مقاربات جديدة، جمهور جديد"، والذي اختير لإظهار ما تلعبه المتاحف بفضل التكنولوجيا فى الوصول إلى جمهور متنوع والعثور على جمهور جديد وتعزيز الروابط معه عبر شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى وأجهزة المحمول أو هاشتاج يسمح لزوار المتحف بمشاركة تجربتهم فى وسائل التواصل الاجتماعى.
ويعدّ المتحف المكان الذي يضم المعروضات والأشياء الثمينة لحمايتها وعرضها والاطلاع عليها وفحصها ودراستها، وهو أيضا إحدى وسائل الاتصال، التي تعنى بعرض ثقافة وتاريخ وآثار وتقاليد حياة الشعوب ومن ثم نقلها من جيل إلى آخر.
واحتفل متحف الفن الإسلامي، اليوم، الثلاثاء بالفاعلية باستضافة عدد من أساتذة علم المتاحف حول مائدة مستديرة للحوار مع مجموعة من مديري المتاحف الأثرية المصرية، وقررت وزارة الآثار تكريم 4 متاحف أثرية مصرية وهي متحف الفن الإسلامي، والذي تم اختياره لإقامة حفل العام لإلقاء مزيد من الضوء عليه بشكل أكبر وعلى ما يضمه من مقتنيات أثرية، والتسويق له بعد ترميمه وإعادة افتتاحة، بالإضافة إلى متحف جاير اندرسون، ومتحف رشيد، ومتحف ملوي، والذي تم اختيارها وتقييمها من خلال معايير وأسس وضعتها لجنة مختصة من قطاع المتاحف.
وقيمت إنجازات كل متحف من خلال ما قدمه في العام الماضي من سلسلة متنوعة من الأنشطة ونجاحه في التواصل مع مختلف الفئات العمرية من الجمهور، بالإضافة إلى تخريح عدد من المشاركين في الدورات التدريبية للحرف التراثية، تفعيلا لدور المتاحف في القضاء على البطالة.
من جانبه، قال ممدوح عثمان، مدير عام متحف الفن الإسلامي، إنه سيتم وضع بطاقات شارحة لبعض القطع الأثرية بالمتحف بطريقة برايل وذلك لأول مرة، بالإضافة إلى دليل شارح بلغة الإشارة، كما ستعقد محاضرة بعنوان النقوش الكتابية الكوفية في القاهرة الفاطمية.
وأضاف أنه سيتم إقامة معرض للحرف التراثية يضم نتاج أعمال أكثر من 30 حرفه تم إنتاجها في المتحف خلال هذا العام، من خلال الورش والدورات التدريبة التي عُقدت به منها تكفيت المعادن، والحلي والأرابيسك، والسجاد، والزجاج المعشق.
وفي سياق آخر، يحتفل متحف الطفل بالمتحف المصري بالتحرير بالتعاون مع متحف الطفل بمصر الجديد اليوم بنفس الفاعلية من خلال وضع برنامج تعليمي تحت عنوان «يحتفلون – يتعلمون»، وذلك باسم أصدقاء متاحف الأطفال معنا.
وقالت صباح عبد الرازق، مدير عام المتحف المصري، إن البرنامج يستضيف 25 طفلا من أصدقاء متحف الطفل بمصر الجديدة، من الفئة العمرية التي تتراوح بين 5 و13 سنة في جولة إرشادية حول جميع قاعات المتحف لإلقاء الضوء على موضوعات حضارية متنوعة من خلال نماذج متحف الطفل التعليمية، التي تُقدم الحضارة المصرية بالمكعبات.
وأضافت شيرين أمين، مديرة متحف الطفل بالمتحف المصري، أنه ستعقد ورشة لتكوين المجسمات داخل المتحف وتدريب المشاركين على تركيب عدد 90 قطعة من المكعبات الملونة لعمل مناظر من الحضارة المصرية القديمة كما شاهدوا في متحف الطفل بالمتحف المصري.
وأكدت «أمين»، أن المتحف يحرص على تنظيم هذه البرامج التعليمية التي تهدف إلى جذب الجمهور لزيارة المتحف وتزيد من الوعي الأثري لديهم، وتنمية الإدراك الحسي والفني للطلاب والأطفال المشاركين.