لم يكن انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني مفاجئا، إذ انتقد ترامب هذا الاتفاق مراراً وتكراراً ووصفه بأنه "أسوأ صفقة "على مدار التاريخ الأمريكي. وبعد قرار ترامب، ثارت تساؤلات بشأن تأثير هذا القرار على الولاياتالمتحدة والدول الأخرى. صحيفة "الجارديان" البريطانية، قالت في تقريرها، إن الرئيس ترامب تجاهل بقراره جهود الدبلوماسيين الأمريكيين، للتوصل لمثل هذا الاتفاق، مضيفة أنه أغلق جميع أبواب التواصل بين الولاياتالمتحدةوإيران. ورأت الصحيفة أن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني يضر بشدة بقدرة الولاياتالمتحدة على التفاوض على اتفاقيات عدم الانتشار المستقبلية، مثل اتفاقية كوريا الشمالية. وتساءلت الصحيفة: لماذا ستوقع أي دولة في العالم على مثل هذا الاتفاق مع الولاياتالمتحدة وتقدم التنازلات التي تتطلبها مثل هذه الاتفاقية، إذا رأت أن الرئيس قد يتخلص ببساطة من هذا الاتفاق بعد بضع سنوات؟ بدوره، قال كريستوفر هيل السفير الأمريكي السابق لدى كوريا الجنوبية، ومساعد وزير الخارجية السابق لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، إن انسحاب ترامب من اتفاق إيران يثير مخاوف أوسع بشأن مصداقية الولاياتالمتحدة في الاتفاقيات الدولية. اقرأ أيضا.. ازدواجية أمريكا| تضغط على إيرانوكوريا الشمالية.. وتوسع ترسانتها النووية وأضاف أن "الموقف الأمريكي يعزز مخاوف بقية دول العالم بشأن إبرام أي اتفاقات معنا، سواء حول تغير المناخ أو التجارة أو الصفقات النووية". في المقابل، يرى آخرون بحسب الصحيفة، أن انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، لن يغير من حساب التفاضل والتكامل مع كوريا الشمالية. وبهذا الخصوص، قال جيمس كارافانو نائب رئيس مؤسسة "التراث" اليمينية، والذي عمل في فريق ترامب، خلال الفترة الانتقالية، إن "كوريا الشمالية هي الدولة التي عليها أن تواجه مشكلة المصداقية"، مشيراً إلى أن بيونج يانج، نكثت مرات عديدة باتفاقاتها مع الولاياتالمتحدة وشركائها الدوليين. اقرأ أيضا.. ناشونال إنترست: قرار ترامب بشأن إيران يضع «نووي السعودية» في خطر فيما رأت "الجارديان" أن قرار ترامب بشأن الانسحاب من الاتفاق النووي لن يقود البلاد إلى مستقبل أفضل، مضيفة أن الولاياتالمتحدة بحاجة إلى الاستمرار في محاولة التحدث مع الحكومة الإيرانية، والسعي إلى علاقة أفضل مع الشعب الإيراني، إلا أن نهج ترامب جعل تحقيق تلك الأهداف أكثر صعوبة.
واستشهدت الصحيفة بالغزو الأمريكي للعراق، قائلة إن الحرب لم تبدأ في عام 2003، لقد بدأت على مدى عدد من السنوات مع قرارات سياسية ربما بدت صغيرة نسبيًا في ذلك الوقت، لكن أدت في النهاية إلى أسوأ خطأ في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية، حيث كانت لحرب العراق عواقب وخيمة، لا تزال الولاياتالمتحدة تتعامل معها حتى اليوم ، وستستمر لسنوات عديدة قادمة. واختتمت "الجارديان" بالقول إنه من خلال إنهاء الصفقة الإيرانية، وضع ترامب أمريكا في طريق الحرب. اقرأ أيضا.. هل ستنسحب إيران من الاتفاق النووي؟