لا يزال نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يسيطر على الأحداث العالمية والعربية صباح اليوم الثلاثاء، ما بين تنديد واستنكار وبين اندلاع مظاهرات رافضة للمجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين. البداية كانت مع سفير فلسطين بمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إلياس صنبر، الذي وصف استشهاد 59 فلسطينيا وإصابة 2771 في غزة على يد جيش الاحتلال ب"جريمة الحرب"، منددًا بإفلات إسرائيل المستمر من العقاب. وقال سفير فلسطين: إنها "حصيلة جريمة حرب، ولا توجد عبارات أخرى لوصف ما حدث"، مشيرًا إلى وجود رضيعة عمرها ثمانية أشهر ضمن القتلى، بحسب إذاعة أوروبا 1. فجيش الاحتلال الإسرائيلي حشد 11 كتيبة مدعومة بقناصة لديهم بنادق قنص، تتيح استهداف المواطنين مثل الطرائد، حسب السفير الفلسطيني. اقرأ أيضًا: أسبوع الدم والنار في غزة.. الاحتلال يهدد بإحراق القطاع وانتفاضة في الطريق لهذا من الضروري تطبيق قواعد القانون الدولي وفتح تحقيق في هذه المجزرة لجر من أعطوا الأوامر بذلك أمام المحاكم الدولية، على غرار ما حدث لبلدان أخرى، خاصة أنه لا يوجد سبب لعدم اتخاذ خطوات ضد إسرائيل. "القدس ستبقى عربية وعاصمة فلسطين"، هذا ما أكده وزير العمل الفلسطيني محمد كبارة، موضحًا أن نقل سفارة أمريكا إليها لا يغير في هوية المدينة المقدسة. حيث إن ما يبنى على باطل فهو باطل، واحتلال إسرائيل للقدس وفلسطين هو باطل، خاصة أن الاحتلال سيزول مهما طال الزمن، وسيأتي الزمن الذي تتحرر فيه أولى القبلتين وثالث الحرمين، حسب المسؤول الفلسطيني. وفي ظل دعوات الإدانة، جدَّدت منظمة العفو الدولية دعوة الحكومات حول العالم، إلى فرض حظر شامل على توريد الأسلحة إلى إسرائيل، وذلك في أعقاب التعاطي بعنف مع المظاهرات الجماهيرية على طول السياج الذي يفصل قطاع غزة عن إسرائيل. اقرأ أيضًا: في «يوم الأرض».. «العودة الكبرى» صداع في رأس الاحتلال ماجدالينا مغربي، نائبة المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية قالت: "على مدى أربعة أسابيع شهد العالم أجمع العمليات المروعة التي نفذها القناصة الإسرائيليون، وغيرهم من الجنود الذين يرتدون ملابسهم العسكرية الواقية بشكل كامل ومن خلف السياج، عندما هاجموا المحتجين الفلسطينيين بالذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع". وعلى الرغم من الإدانة الدولية، فإن الجيش الإسرائيلي لم يلغِ أوامره غير القانونية بإطلاق النار على المحتجين العزَّل، حسب موقع "رأي اليوم". وتابعت: "لقد انتهى الآن وقت بيانات الإدانة الرمزية، ويتعين على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات ملموسة وأن يوقف تسليم الأسلحة والمعدات العسكرية إلى إسرائيل، وإن عدم القيام بذلك سيؤجج الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بحق آلاف الرجال والنساء والأطفال الذين يقاسون عواقب العيش تحت الحصار الإسرائيلي القاسي لقطاع غزة". على جانب آخر، انتقدت الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبى ودول عديدة منها مصر والبحرين وفرنسا بريطانيا وروسيا تدشين السفارة الأمريكية في القدس الذي تنصلت منه 128 من الدول الأعضاء فى الأممالمتحدة. اقرأ أيضًا: الأسلحة الشعبية.. إبداعات فلسطينية في مرمى نيران الاحتلال ومن التنديد إلى التظاهر تضامنًا مع مسيرات العودة الكبرى، شهدت العديد من دول العالم، احتجاجات على "مذبحة العودة" ونقل سفارة أمريكا للقدس، في مشهد يكذب كل من يقول إن الكيان الصهيوني والأمريكي يبحث عن حرية الفلسطينيين والبت بشكل جاد لحل القضية الفلسطينية ليجعل حل تلك القضية بالغ الصعوبة، حسب النشرة اللبنانية. ففي تركيا تظاهر آلاف المواطنين تحت شعار "القدس للمسلمين" مدينين جميع أشكال العنف التي يستخدمها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني. أما إيطاليا، فقد رفرفت أعلام فلسطين بشوارع روما ليدين آلاف الأشخاص نقل السفارة الأمريكية إلى القدس منادين بالحرية للفلسطينيين. بينما تظاهر في المكسيك المئات ضد استخدام الاحتلال الإسرائيلى الرصاص الحى تجاه المتظاهرين السلميين خلال يوم العودة، كما تظاهر العشرات أمام برج ترامب في واشنطن لإدانة قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.