كتب: بهاء محمود تزداد خطورة التهديدات القادمة من الساحل والصحراء يوما بعد يوم، لتشكل تحديات أمنية لكل دول الجوار مرورا بالمغرب العربى وجنوب الصحراء وانتهاء بسواحل أوروبا، ويأتى هذا تزامنا مع استمرار تداعيات الربيع العربى والعمليات العسكرية على مالى، فضلا عن تفحل الجريمة المنظمة العابرة للحدود، ويعرض التقرير أبرز التهديدات الأمنية على إقليم الساحل والصحراء. 1- الحركات الإرهابية أصبح الساحل الإفريقى مرتعا للحركات الإرهابية فى ظل هشاشة الدول وتنامى تنظيم القاعدة فى المغرب العربى، والذى تعود أصوله إلى جماعة "السلفية للدعوة والقتال" الجزائرية ثم جماعة "بوكو حرام " فى نيجيريا، وما جاء بعد ذلك من ظهور داعش فى سورياوالعراق، وتوطن الكثير من العائدين من حرب الأفغان والروس، ومن أهم سمات الحركات الإرهابية، وأبرز العمليات ما يلي: -أدوات التمويل: اعتمدت بشكل رئيسى على التجارة فى الأسلحة غير المشروعة، وتهريب البضائع، وتجارة المخدرات. -نطاق العمليات: تنشط فى الدول الفاشلة مثل النيجر، تشاد، مالى وغيرها من الدول الهشة سياسيا واقتصاديا، وسرعان ما توسع نطاق عملياتها لتشمل الإقليم بأسره. -التنسيق: يتسم التنسيق بسهولة نسبية فى ظل الفراغ الأمنى خاصة مع القادة المحليين وتجار السلاح والمخدرات، عبر التحكم فى ممرات التهريب والقدرة على التغلغل. -أبرز العمليات: -قام تنظيم القاعدة فى 2007، بأربع عمليات فى الجزائر راح ضحيتها 229 قتيلا. -2013، فى منطقة جويلية قتلت 9 جنود تونسيين،و14 جنديا فى الحدود الجزائرية، وغيرها من عمليات العنف المستمرة. 2014: 289 عملية إرهابية فى منطقة الساحل والصحراء. فيما تسيطر خمس حركات إرهابية رئيسية على العمليات فى الساحل، وهى: بوكو حرام: نشأت فى مدينة ميدوجورى فى نيجيريا عام 2002. -حركة أنصار الدين: تكونت على يد «إياد أغ غالي» وهو من قبائل الطوارق التى قادت التمرد المسلح ضد القوات المالية فى بداية تسعينيات القرن الماضى. -حركة الجهاد والتوحيد فى غرب إفريقيا: ظهرت نتيجة انشقاق قادتها على تنظيم القاعدة، وأعلنت الحركة أول بيان لها فى أكتوبر 2011، وتعد الجماعة الإرهابية الأكثر إثارة للرعب فى شمال مالى. القاعدة فى بلاد المغرب العربي: جاءت كامتداد لجماعة السلفية للدعوة والقتال التى انشقت عن الجماعة الإسلامية المسلحة بالجزائر عام 1977. -حركة شباب المجاهدين فى الصومال: تأسست فى 2004، بعد أن انشقت عن اتحاد المحاكم الإسلامية في الصومال ويتراوح عدد أعضائها ما بين 3000 و7000 عضو، يتلقون تدريبات فى إريتريا. 2- الجريمة المنظمة والسلاح والمخدرات تعد الجريمة المنظمة والعابرة للحدود من الأشكال الرئيسية للتهديدات فى المنطقة، نظرا لتشابكاتها مع التهديدات الأخرى، واشتراكها مع أطراف داخلية وخارجية. -تجارة السلاح: العنصر الأخطر والمحرك لسير العمليات والعلاقات، وتأخذ تجارة السلاح مسارات حدود ليبية البرية ومنها لمالى ونيجيريا والسودان وإفريقيا الوسطى، ويأتى أغلب السلاح إما من السلاح الليبى الذى تم تهريبه بعد مقتل القذافى، أو الأسلحة التى تم الاستيلاء عليها من معسكرات مالى، بالإضافة لسماسرة دوليين من شرق أوروبا، وفى المجمل بلغت قطع السلاح فى إفريقيا 100 مليون قطعة، وتتركز أنشطتها فى مناطق عنف رئيسية، فى شمال مالى وشمال النيجر ودارفور، واللافت للنظر أن بلدانا خليجية وإفريقية دعمت أطراف مسلحة، فى دينامكية التحالفات التى نشأت إبان الثورة الليبية. -خطف الرهائن: تستغل الجماعات والحركات المسلحة ضعف الأمن الداخلى والحدود فى منطقة الساحل، وتنشط فى عمليات خطف رهائن وطلب فدية مبالغ مالية ضخمة، وبحسب تقارير مخابراتية أمريكية، حصل تنظيم القاعدة على مبلغ 120 مليونا ما بين عامى 2012 و2014، فيما بلغت إحصائيات أخرى خلال الفترة من 2008 وحتى 2014 الأعداد التالية: -فرنسا 58،1 مليون دولار، سويسرا 124 مليون دولار، إسبانيا 11 مليون دولار، النمسا 3،2 مليون دولار -قطر وعمان 20 و4 ملايين دولار -تجارة المخدرات: تعد المخدرات من مصادر التمويل الرئيسية للحركات الإرهابية، وثمة علاقة ما بين تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب العربى، وتجار المخدرات فى منطقة الساحل وإفريقيا عموما، وتأتى الشحنات المحملة بالكوكايين والهيروين من دول البرازيل وبوليفيا وغيرها من دول أمريكا اللاتينية، لتعبر من إفريقيا نحو البحر الأبيض المتوسط والخليج العربى وحتى أقصى شرق أسيا، والجدير بالذكر أن أكثر من 70% من الكوكايين المستهلك فى أوروبا قادم فى الأصل من الصحراء الكبرى. وتقوم الحركات المسلحة بتحصيل رسوم مرور على المخدرات من التجار تصل إلى 10% من قيمة التجارة، فيما تشير تقارير أمريكية إلى أن تنظيم القاعدة يحصل على 2000 دولار على كل كيلوجرام مخدرات، فيما يهرب سنويا حوالى 240 طن كوكايين وحوالى 820 طن، ووفقا لتقرير صادر عن لجنة غرب إفريقيا لمكافحة المخدرات فإن حجم تجارة المخدرات فى المنطقة قدر عام 2014 بنحو 1.25 مليار دولار. 3-شبكات الهجرة والاتجار فى البشر تستحوذ الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر على اهتمام الدول الكبرى، نظرا للتدفقات الكبيرة، للمهاجرين عبر البحر المتوسط، مستغلين غياب الاستقرار والأمن فى منطقة الساحل والصحراء، فيما ترتفع معدلات الجريمة المنظمة عبر شبكات التهريب للمهاجرين غير الشرعيين، وشبكات الدعارة عبر الحدود، حيث تقوم العائلات الإفريقية بوضع خط سير لبناتهن، من الصحراء الكبرى مرورا بالساحل الإفريقى، ثم المغرب العربى، وصولا إلى أوروبا. وفى المجمل ستظل منطقة الساحل والصحراء حاضنة للإرهاب والتجارة غير المشروعة، طالما ظلت الدول الإفريقية تعانى من الهشاشة الاقتصادية والسياسية، وتواجه صعوبات فى بناء الدولة، وعدم قدرة على إدماج سكانها فى بوتقة هوية وطنية موحدة، مع الأخذ فى الحسبان الصراع المحلى والدولى على الثروات فى المنطقة. اقرأ أيضا: 8 معلومات حول قوات الأمن الخاصة السعودية 8 نقاط توضح قوة الفرقة الذهبية فى العراق قصة الجيش السورى الحر.. من الثورة إلى تركيا لماذا القوات الخاصة الأردنية من أفضل 5 قوات عربية؟