كتبت:- فاطمة واصل لم تكن تدري الأم وهي تشعل هذا العود الأخضر الحلزوني لحماية أطفالها من لدغات البعوض، أنها بعد دقائق سيشتعل قلبها احتراقا على طفليها، إذ لقيا مصرعهما نتيجة استنشاق الغاز المنبعث من بخور البعوض داخل منزل الأسرة في مدينة القنايات بمحافظة الشرقية، فما حكاية هذا العود؟ ما مصدره؟ وأضراره؟ وبدائله الصحية؟ ولماذا انتشر من الأساس؟ وكيف ستواجهه الحكومة؟ أضرار المبيدات استخدام مبيدات حشرية مصنوعة من مواد كيميائية سامة غير مصرح بها من وزارة الصحة، يؤثر على الجهاز التنفسي ويسبب انسدادا في الشعب الهوائية، والذي من أعراضه ضيق في التنفس، واستنشاق البخور والمبيدات الحشرية وغيرها من هذه المواد ضار على الجهاز التنفسب، خاصة لمرضى الحساسية الصدر والربو، ما يسبب اختناقا وصعوبة في التنفس، ويفضل شراء مبيدات حشرية مصرح بها من وزارة الصحة لتجنب هذه الأضرار، وذلك حسبما يؤكد متخصصون في الأمراض الصدرية. الصحة تحذر وزارة الصحة والسكان، ممثلة في مركز المعلومات الدوائية التابع للإدارة المركزية للصيدلة، حذرت من الإفراط في استخدام المبيدات الحشرية والأقراص الفواحة، التي ترتفع وتيرة استخدامها في فصل الصيف، مع انتشار الحشرات مثل الذباب والبعوض، مؤكدة أنها تمثل خطرا على الصحة العامة للإنسان وخاصة الأطفال. وأكدت الدكتورة هند الحسيني مدير مركز المعلومات الدوائية بالإدارة المركزية للصيدلة بوزارة الصحة والسكان، في تصريح لها، اليوم الإثنين، أنه ينبغى البعد عن المبيدات الحشرية مجهولة المصدر أينما كانت تباع، موضحة أنها خطرة وتحتوى على مواد مجهولة قد تسبب اختناقا ومخاطر صحية كبيرة تصل لحد الوفاة. «انتشر حديثا في الأسواق المصرية ما يسمى ببخور البعوض، إذ يستخدم هذا البخور لطرد البعوض للحد من الأمراض المحتمل نقلها عن طريقه أو غيره من الحشرات الطائرة والمنزلية».. تقول الحسيني، مضيفة أن هناك قلقا متزايدا إزاء الآثار الصحية الضارة المرتبطة باستخدام بخور البعوض، ومؤخرا أثيرت مسألة الآثار الصحية المحتملة المرتبطة به، وأنه فى المؤتمر الوطنى ال48 للكلية الهندية للحساسية والربو والمناعة تم التأكيد على أن إشعال أحد بخور البعوض فى غرفة مغلقة يعادل تدخين ما يقرب من 100 سيجارة. مادة سامة والبخور كله «ممنوع» توضح الدكتورة مايسة شرف الدين أستاذ الأمراض الصدرية بكلية طب قصر العيني، إن خبر مقتل الأطفال بسبب البخور محزن للغاية ومأساوي، وإن الذي تسبب في قتل الطفلتين ليس بخورا، وهو عبارة عن شيء خشبي على هيئة أعواد مختلط بمادة كيميائية، ولا يوجد رقابة على هذا البخور، مؤكدة أن بخور طرد الناموس ليس له مصدر موثوق منه، ولا يوجد عليه رقابة وغير مصرح من وزارة الصحة، وأن فور اشتعال بخور طرد الناموس يخرج مواد كيميائية لقتل الحشرات، محذرة مرضى حساسية الصدر من استنشاق أي نوع من البخور المعطر. وأضافت شرف الدين، في مداخلة هاتفية مع برنامج «هذا الصباح»، على قناة «إكسترا نيوز»، أن أي بخور حتى معطر الجو، ممنوع لمرضى حساسية الصدر، والمبيدات الحشرية. مكوناته ومصدره بخصوص مكونات «بخور البعوض»، توضح هند الحسيني مدير مركز المعلومات الدوائية، أنه أجريت دراسة على بخور البعوض وثبت أن بعضه يحتوي على الأثير ثماني الكلور الثنائي (s-2)، وأنه خلال اشتعال البخور ينتج عنه مواد مسرطنة للرئة قوية للغاية كمنتج ثانوي يسمى مكرر كلوروميثيل الأثير (BCME) وهو S-2 محظور في العديد من البلدان، وأن هناك دراسة تحت عنوان «انبعاثات بخور البعوض والآثار الصحية» حللت مكونات بخور البعوض المتوفر في أسواق الصين وماليزيا، ووجدت أن استخدام بخور البعوض فى غرفة مغلقة يشكل مخاطر صحية خطيرة ومزمنة، لأن الجسيمات الدقيقة الصادرة من بخور بعوض واحد يساوى تدخين 100 سيجارة، والاستخدام المنتظم لبخور البعوض قد يؤدي إلى التهابات الرئة المختلفة ما يرفع معدلات الإصابة بالسرطان. وتحذر الحسيني: «المشكلة في مصر تتمثل في أن بخور البعوض يباع دون عبوات أو إرشادات توضح المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيعه ولا يمكن التأكد من احتوائه أو خلوه من مادة الs-2». انخفاض السعر سبب الانتشار «انخفاض سعر السلع المضرة مجهولة المصدر تجعل المواطن يقبل عليها»، بهذه الجملة أوضحت الدكتورة سعاد الديب رئيس الاتحاد النوعي لجمعيات حماية المستهلك، سبب انتشار «بخور البعوض»، مشددة على دور وسائل الإعلام في تنبيه المواطنين والأجهزة المعنية بخطورة هذه المواد، إذ أن هناك خطورة كبيرة على المواطنين من السلع مجهولة المصدر، وجهل المواطنين بخطورتها. وذكرت الديب، في مداخلة هاتفية مع برنامج «8 الصبح»، على قناة «dmc»، أمس الأحد، أنه من المحتمل أن يكون هناك أنواع جيدة من البخور، لافتة إلى أن مثل هذه الأبخرة لا يجب استخدامها في الأماكن المغلقة، ومن الضروري اتخاذ خطوات جدية تجاه المنتجات مجهولة المصدر، بإجراء حصر لهذه المنتجات، وتشجيع العاملين بها للعمل في النور وليس إقامة مصانع تحت السلم، وتطبيق الرقابة عليها. الزيوت العطرية بديل مثالي إذا كنت مضطرا لاستخدام بخور قاتل للبعوض، فاتبع نصيحة مدير مركز المعلومات الدوائية: «في حالة الاضطرار لاستخدام الأقراص العطرية أو المبيدات الحشرية القاتلة أو الطاردة للحشرات المنزلية، يجب البعد عن المنتجات مجهولة المصدر وغير المصرح بها من وزارة الصحة، ويفضل رشها على فترات طويلة واستخدامها فى أماكن مفتوحة بعيدا عن الغرف المغلقة، بالإضافة إلى استخدام الوسائل الطبيعية مثل الزيوت العطرية التي أثبتت كفاءتها في قتل البعوض ومنها على سبيل المثال لا الحصر: السيترونيلا، القرنفل، الإيوكالبتس، اللافندر». بيان عاجل للحكومة أعلن النائب بدوي النويشي عضو لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، أنه قدم بيانا عاجلا إلى المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة والسكان، واللواء أبو بكر الجندي وزير التنمية المحلية، والمهندس طارق قابيل وزير الصناعة، للمطالبة بسرعة اتخاذ الإجراءات العاجلة نحو تحريز الكميات المنتشرة بالصيدليات ومحلات العطارة والمنظفات من البخور الطارد للناموس. وذكر النويشي أن بخور الناموس أغرق الأسواق، خلال الفترة الماضية، ويباع في بعض الصيدليات ومحال العطارة والمنظفات، بأسعار زهيدة إذ يصل سعر القرص إلى جنيه ونصف الجنيه. كيف تواجه الحكومة؟ أوضح خالد مجاهد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أنه سيتم إبلاغ التفتيش الصيدلي بشن حملات لضبط أي منتجات غير مرخصة تباع في الصيدليات، وأنه تم تكليفه بالتفتيش على هذا النوع من البخور في المخازن المنتشرة بالجمهورية. وتابع مجاهد أن وزارة الصحة تتابع من خلال رقم 0225354188 أي استفسارات حول الأدوية يوميا من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة الثالثة عصرا.