توفيت المطربة الشعبية، جمالات شيحة، الخميس، عن عمر ناهز 85 عامًا، إثر أزمة صحية مفاجئة، ومن المقرر أن يُدفن جثمانها في مقابر العائلة بمنطقة السيدة عائشة، وسيقام العزاء غدًا في شارع المطار بمنطقة إمبابة حيث كانت تسكن الفنانة. يذكر أن جمالات شيحة واحدة من أشهر مطربات الغناء الشعبي، دخلت المجال الفني فى سن السادسة عشرة من عمرها، بعدما اكتشفها الفنان الراحل زكريا الحجاوي، أحد رواد الفن الشعبي المصري، وقدمت أغاني ومواويل شعبية شهيرة، من بينها على ورق الفل دلعنى، وأنا شرقاوية، ورسينى يا ساقية عذاب، وغيرها من الأغانى التى ستظل عالقة فى أذهان المصريين. وابتعدت عن الساحة الفنية خلال السنوات الماضية بسبب معاناتها من أمراض مزمنة بالقلب وهشاشة العظام، ما منعها من الوقوف على خشبة المسرح بالساعات، كما تعودت، وفى نفس الوقت لم تحب أن تغنى، وهى جالسة على كرسى، لتختار أن تستريح وهي في سن السابعة والسبعين. كانت جمالات إحدى سفراء مصر في الخارج، فمن خلال فرقتها (الفلاحين) وصل صوتها إلى العالمية، وقد عبرت عن ذلك خلال حوار صحفي قالت فيه: «صوتنا وصل بفرقة الفلاحين لكل العالم، اليابان، أمريكا، ألمانيا، فرنسا، لندن، والعالم العربي، من الأردن، لبنان، تونس، المغرب والجزائر وغيرها.. فخورة لكوني فلاحة شرقاوية تغني على أكبر المسارح، كان الجمهور يصفق طويلاً للفرقة ورغم عدم معرفته بالعربية إلا أنه كان يرقص على النغم والإيقاع». هاجمت أغاني المهرجانات، رافضة اعتبارها أحد ألوان الغناء الشعبي، منتقدة اعتماد بعض المطربات على «العري» في كليباتهم، وأضافت: «حزينة على حال الفن، وصل لانحطاط شديد، لا أحد يهتم الآن بالصوت والكلمة.. وذوق الناس اتغير». في السنوات الأخيرة من حياتها شاركت في «دويتو» مع المطرب على الحجار يحمل اسم «الهوى يبلي» من ألبوم «ما تاخدي بالك»، وسبقه «دويتو» آخر مع المطرب محمد محيي حقق نجاحا كبيرا في ألبوم «مظلوم» إنتاج عام 2008. لم يتحقق أمل رائدة الطرب الشعبي في أن تنال التقدير من مؤسسات الدولة على ما قدمته لها، فرغم عملها في إحدى المؤسسات التابعة لوزارة الثقافة، إلا أن الوزارة لم تخصص لها معاشًا، كما لم تحقق حلمها في تسجيل القرآن الكريم بصوتها، بسبب جهلها قواعد القراءة والكتابة.