عندما تفكر في قضاء عطلة مختلفة، بعيدًا عن الطقس البارد والأماكن التي قمت بزيارتها دومًا، وتكون في حاجة إلى مشاهدة المزيد من المعالم الأثرية المختلفة عن بلادك، كل ما عليك القيام به هو تغيير وجهتك تمامًا مثلما فعلت الصحفية "أندريا داوني" التي تعمل بصحيفة "ذا صن" البريطانية تاركة وراءها العواصف الثلجية الموجودة ببلادها لتذهب إلى المطار في رحلة مختلفة إلى مدينة مراكش المغربية خلال هذا الشهر لتقضي العطلة في جو مشمش يمتاز به الشرق، وتسرد تفاصيل رحلتها في سطور داخل الصحيفة. استغرقت رحلتها 4 ساعات فقط، لتجد نفسها وسط الحدائق والنخيل الشائك، كما لم تكن ملابسها مختلفة تمامًا عما وجدت عليه شعب المغرب، حيث كانت ترتدي القميص الخفيف والجينز والصندل، ولكن عند التركيز على موضة ملوك الأزياء ستحتاج إلى بذل جهد أكبر لتظهر بنفس الشكل. كانت الحدائق في هذه المدينة المغربية الساحرة والتي تسمى "Jardin Majorelle" مملوكة في السابق لمصمم الأزياء الفرنسي الراحل إيف سان لوران، وفي تلك الآونة تم ترميمها من جديد وتتميز تلك الحدائق بالالوان الزاهية، كما تحتوي على نباتات استوائية كبيرة الحجم ومبانٍ زرقاء كثيفة وأواني صفراء زاهية. وبجانب تلك الحدائق متحف"البربر" الذي شُيد حديثًا بأسلوب ملكي، فهو انعكاس لتاريخ السكان الأصليين للبلاد من أدواتهم ودينهم إلى المجوهرات والملابس، وتذكرته متاحة ل 3 أشخاص ب 13 جنيه إسترليني. وعند السير لمدة 15 دقيقة في المدينة العريقة مراكش ستجد فندق Sofitel Marrakech Palais Imperial ، حيث تزين المآذن المغربية والنخيل المتمايلة الفندق، مع ثلاثة حمامات سباحة ومطاعم، بالإضافة إلى إطلالات من الطابق العلوي على جبال أطلس، على الرغم من أنها ليست رخيصة، إلا أن الراحة التي توفرها هي ملاذ مرحب به من زحمة مراكش، كما وعند الذهاب إلى السوق ستجد رائحة التوابل تغطي المكان، وستشاهد الطرق الضيقة المليئة بالزحام. اقض بعض الوقت في التجول في ساحة جامع الفنا، الميدان الرئيسي في المدينة حيث ستجد أكشاك الطعام ومغامرات الثعابين والموسيقى وجميع أنواع الترفيه. وللاستراحة من ضجيج المدينة المدينة، يمكن القيام برحلة يومية إلى شلالات أوزود في جبال الأطلس، حيث لا يقتصر الأمر على الحصول على عرض لالتقاط الأنفاس عند رؤية شلالات الماء التي يبلغ ارتفاعها 110 أمتار، بل ستتمكن من المشي مع القرود البربرية، حيث أن تلك الحيوانات تحمي المنطقة ومعتادة على الزوار. وإذا كنت تريد ملاذًا هادئًا، عليك العودة إلى المدينة وتأخذ طريقك إلى الحديقة السرية التي تجمع بين الجمال والثقافة، حيث يعود تاريخها إلى 400 عام وكانت موطنًا لبعض الشخصيات السياسية الهامة في مراكش، وستكلفك 4 جنيهات أسترلينية،أعيد بناؤها في القرن 19 ، وتحتوي على نماذج جميلة من الفن والهندسة المعمارية الإسلامية، وتتمتع بخصائصها المائية التي تغذيها جبال أطلس، من خلال الأنفاق التي بنيت في القرن 11.