عودة انقطاع الكهرباء في مناطق بالجيزة وخروج كابل محطة محولات جزيرة الذهب عن الخدمة    هآرتس: ترامب يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لضم أجزاء من غزة    200 مليون دولار، ليفربول يجهز عرضا خرافيا لحسم صفقة مهاجم نيوكاسل    رابطة الأندية: بدء عقوبة "سب الدين والعنصرية" فى الدوري بالموسم الجديد    السيسي يوجه بتوفير الرعاية الصحية اللازمة والاهتمام الطبي الفوري للكابتن حسن شحاتة    المعمل الجنائي يعاين حريق شقة في المريوطية    ما الوقت المناسب بين الأذان والإقامة؟.. أمين الفتوى يجيب    الكشف الطبي على 540 مواطنًا بقرية جلبانة ضمن القافلة الطبية لجامعة الإسماعيلية    بمناسبة اليوم العالمي.. التهاب الكبد خطر صامت يمكن تفاديه    نقيب الإعلاميين: كلمة الرئيس السيسي بشأن غزة رد عملي على حملات التضليل    سميرة صدقي: عبلة كامل أفضل فنانة قدمت دور المرأة الشعبية    بدء الدراسة بجامعة الأقصر الأهلية.. رئيس الجامعة والمحافظ يعلنان تفاصيل البرامج الدراسية بالكليات الأربع    «ما تراه ليس كما يبدو».. شيري عادل تستعد لتصوير حكاية "ديجافو"    قبل عرضه.. تفاصيل فيلم بيج رامى بطولة رامز جلال    علاج الحموضة بالأعشاب الطبيعية في أسرع وقت    الداخلية: لا توجد تجمعات بالمحافظات والإخوان وراء هذه الشائعات    برومو تشويقى ل مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو".. سبع حكايات ومفاجآت غير متوقعة    محافظ جنوب سيناء يتابع تطوير محطة معالجة دهب والغابة الشجرية (صور)    هل "الماكياج" عذر يبيح التيمم للنساء؟.. أمينة الفتوى تُجيب    رفقة العراق والبحرين .. منتخب مصر في المجموعة الثانية بكأس الخليج للشباب    «المصري اليوم» داخل قطار العودة إلى السودان.. مشرفو الرحلة: «لا رجوع قبل أن نُسلّم أهلنا إلى حضن الوطن»    إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. هل يجوز شرعًا؟ دار الإفتاء توضح    حزب الجيل: السيسي يعيد التأكيد على ثوابت مصر في دعم فلسطين    أمانة الشؤون القانونية المركزية ب"مستقبل وطن" تبحث مع أمنائها بالمحافظات الاستعدادات لانتخابات مجلس الشيوخ 2025    كم سنويا؟.. طريقة حساب عائد مبلغ 200 ألف جنيه من شهادة ادخار البنك الأهلي    5 شركات تركية تدرس إنشاء مصانع للصناعات الهندسية والأجهزة المنزلية في مصر    تنفيذي الشرقية يكرم أبطال حرب أكتوبر والمتبرعين للصالح العام    ديفيز: سعيد بالعودة للأهلي.. وهذه رسالتي للجماهير    هندسة المنوفية الأولى عالميًا في المحاكاة بمسابقة Formula Student UK 2025    نموذج تجريبي لمواجهة أزمة كثافة الفصول استعدادًا للعام الدراسي الجديد في المنوفية    هل ظهور المرأة بدون حجاب أمام رجل غريب ينقض وضوءها؟.. أمينة الفتوى توضح    السفارة الأمريكية: كتائب حزب الله تقف وراء اقتحام مبنى حكومي ببغداد    قنا: القبض على شاب متهم بالاعتداء على طفل داخل منزل أسرته في قرية الدرب بنجع حمادي    محافظ القاهرة يكرم 30 طالبا وطالبة من أوائل الثانوية العامة والمكفوفين والدبلومات الفنية    الحر الشديد خطر صامت.. كيف تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على القلب والدماغ؟    وثيقة لتجديد الخطاب الديني.. تفاصيل اجتماع السيسي مع مدبولي والأزهري    توجيهات بترشيد استهلاك الكهرباء والمياه داخل المنشآت التابعة ل الأوقاف في شمال سيناء    12 راحلا عن الأهلي في الانتقالات الصيفية    حملات الدائري الإقليمي تضبط 18 سائقا متعاطيا للمخدرات و1000 مخالفة مرورية    ينطلق غدا.. تفاصيل الملتقى 22 لشباب المحافظات الحدودية ضمن مشروع "أهل مصر"    كريم رمزي: فيريرا استقر على هذا الثلاثي في تشكيل الزمالك بالموسم الجديد    تصعيد خطير ضد الوجود المسيحي بفلسطين.. مستوطنون يعتدون على دير للروم الأرثوذكس    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي لأكثر من مليون فرد    على خلفية وقف راغب علامة.. حفظ شكوى "المهن الموسيقية" ضد 4 إعلاميين    منال عوض تتابع ملفات وزارة البيئة وتبحث تطوير منظومة إدارة المخلفات    الشرطة التايلاندية: 4 قتلى في إطلاق نار عشوائي بالعاصمة بانكوك    إطلاق حملة لتعقيم وتطعيم الكلاب الضالة بمدينة العاشر من رمضان (صور)    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    متحدثة الهلال الأحمر الفلسطيني: 133 ضحية للمجاعة فى غزة بينهم 87 طفلًا    رئيس جامعة القاهرة يشهد تخريج الدفعة 97 من الطلاب الوافدين بكلية طب الأسنان    في مستهل زيارته لنيويورك.. وزير الخارجية يلتقي بالجالية المصرية    المجلس الوزاري الأمني للحكومة الألمانية ينعقد اليوم لبحث التطورات المتعلقة بإسرائيل    مفوض حقوق الإنسان يدعو لاتخاذ خطوات فورية لإنهاء الاحتلال من أراضى فلسطين    «تغير المناخ» بالزراعة يزف بشرى سارة بشأن موعد انكسار القبة الحرارية    تعرف على مواعيد مباريات المصري بالدوري خلال الموسم الكروي الجديد    بداية فوضى أم عرض لأزمة أعمق؟ .. لماذا لم يقيل السيسي محافظ الجيزة ورؤساء الأحياء كما فعل مع قيادات الداخلية ؟    بالأسماء.. 5 مصابين في انقلاب سيارة سرفيس بالبحيرة    جامعة العريش تنظم حفلا لتكريم أوائل الخريجين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حان وقت الذهاب إلى مراكش
نشر في صوت البلد يوم 15 - 05 - 2016

يعتبر هذا الوقت من السنة أفضل الأوقات لزيارة مراكش والاستمتاع بكل عروضها وفعالياتها، حيث يغص أواخر أبريل وبداية شهر مايو، أشهر موقع سياحي بالمدينة وهو ساحة جامع الفنا، بالموسيقيين والبهلوانيين ورواة القصص وقراء الطالع، فضلا عن رسامي الحناء وحاوي الأفاعي وغيرهم الكثير، إلى جانب التمتع بتذوق أشهى الأطباق المغربية التقليدية.
وعادة ما يكون الإقبال كثيفا على هذه الساحة التي تعد مركز المدينة وأشهر ساحات بلاد المغرب وأعرقها تروي أرجاؤها قصص الماضي، وتحظى بهذا الإقبال لأنها صارت موسما دائما تقدم خلاله فعاليات من كل أصناف التراث المغربي، حيث تتحول الساحة إلى مسرح كبير مفتوح أمام الجميع يجمع بين مختلف الفنون والعروض ويتحول كل الموجودين إلى شخصيات تؤدي أدوارها بكل إتقان وتشويق للفت الانتباه ناحيتها، الكل ينتحي ناحية ويبسط زرابيه ويقدم عروضه فيجد السائح كل مظاهر الفرجة التي تختزل تراثا مغربيا شعبيا.
وهكذا يقضي السياح الذين يفضلون التمتع بالجو الرائق بعيدا عن أيّ مشقة بين طاولات المقاهي المحيطة بساحة جامع الفنا، أجمل الأوقات، حيث باستطاعة كل شيء أن يباع سواء وهما بابتسامة من يدّعون معرفة خبايا المستقبل أو حقيقة من خلال الوجبات السريعة والأطباق المغربية، علما وأن مدينة مراكش ككل توفر للزائر كل خيراتها بأثمان زهيدة تتماشى ومقدرة الغنيّ والفقير على حد سواء، إلى جانب كرم الأهالي.
كما يجد الزائر الراحة والهدوء في "عرصة مولاي عبدالسلام" وهي واحة خضراء بعيدة عن صَخب أسواق وشوارع مراكش، تضم متحفا ومعهدا للفن الروحي. أقيمت فيها حديقة إنترنت حديثة للربط بين الإنسان والتكنولوجيا.
أما هواة المغامرة ومحبو التاريخ فإنهم ينزعون غالبا إلى رحلات المنطاد أو التوجه إلى المتاحف والوقوف عن كثب على معالم الحضارة الإسلامية القديمة، لا سيما وأن المدينة تشكل المركز الثقافي لدولة المغرب وتضم العديد من التحف المعمارية وأشهرها "ضريح السَعديين" ويضم معظم سلاطين المغرب السعديين وعائلاتهم، ويعد من أكثر المزارات شعبية نسبة لقيمته التاريخية.
وعلى العكس من ذلك يلمس السائح معالم العمارة الحديثة في "متحف مراكش"، حيث يضم المتحف الفنون الحديثة والتقليدية والفن المغربي، إضافة إلى الكتب التاريخية والفخار والقطع النقدية المغربية. ويتم الوصول إليه عبر أزقة ملتوية انطلاقا من ساحة جامع الفنا.
كما لا ينبغي تفويت زيارة “مسجد الكتبية” الذي يعد أسطورة مراكش وأهم جامع في المغرب العربي، حيث أقيم على مساحة 5300 متر مربع، ويحوي 11 قبة منقوشة و17 جناحا داخليا. يمتاز بمئذنته المزخرفة ومنبره الآلي الحركي الذي يكشف عن فن النجارة الإسلامي. تسميته مشتقة من “الكتبيين”، وهو اسم سوق لبيع الكتب يُعتقد أنه كان قرب الجامع. يجذب المكان محبّي الفنون المعمارية القديمة من كل مكان في العالم لروعة بنيانه وزخرفاته العريقة. ولا يسمح بدخول قاعة الصلاة لغير المسلمين.
ترويض الأفاعي يجذب السياح
وتتربع مراكش ثالث أكبر ولاية بالمغرب على عرش السياحة المغربية، فهي مركز الجذب السياحي بالبلاد، لا سيما وأن مجلة “روب ريبورت” الأميركية المتخصصة في المنتجات والوجهات السياحية الفاخرة، بوّبتها العام الماضي ضمن الوجهات العشر الأوائل في قائمة الوجهات ال21 الأكثر شعبية في العالم.
ويعود تاريخ عاصمة السياحة المغربية، أو كما يطلق عليها المدينة الحمراء، إلى عهد السلطان المرابطي يوسف بن تاشفين الذي بناها وقدمها إلى زوجته زينب النفزاوية كعربون محبة، وقد دأب الكثير من الناس على تسمية المغرب بمراكش ولازالوا إلى اليوم.
وبالبحث في تاريخ مراكش العريق نجدها مدينة كبيرة تمتدّ برخاء تحت أقدام جبال الأطلس، ومسوّرة بأسوار بُنيت قديما من التراب المدكوك لحمايتها آنذاك، ولا زالت قائمة حتى يومنا هذا، وتعتبر تحفة فنية معمارية ممتدة قرابة تسعة كيلومترات، ولها 17 بابا ما زالت صامدة إلى الآن، تجعل السائح وكأنه في جولة على عتبات الماضي، كما توحي له بقيمة المدينة ومركزها السياسي والتجاري في السابق.
أما أصل تسميتها فيرجع إلى الكلمة الأمازيغية “أمور ن ياكوش” أي بلاد الله حيث يستعمل الأمازيغ كلمة "تامورت" أو "أمور" التي تعني البلاد كثيرا في تسمية البلدان والمدن، وهناك من يرجّح أن الاسم يعود إلى السلطان يوسف بن تاشفين الذي أطلق عليها تسمية مراكش وهي كلمة بربرية تعني "مرّ بسرعة" بوصفها محطة يتوقف عندها اللصوص للإغارة على القوافل.
وقد حاولت الاستثمارات السياحية المحافظة على طابع المدينة العتيق وعدم تشويه صورتها التاريخية، سواء في الفنادق الفخمة والمخيمات السياحية والتجهيزات الترفيهية أو في مراكز الجذب السياحي خارج المدينة مثل مناطق التزلج على الجليد في "أوكيمدن" و"أوريكا" ومراكز "إسني" و"الويدان" و"البرج" وغيرها، مما أحدث تكاملا سياحيا يدعمه سوق رائج للصناعة التقليدية والمطاعم والمقاهي والمتنزهات ووكالات السفر.
وبفضل هذه الاستمرارية المعمارية تعد مراكش ملاذا سياحيا لكل من يرغب في قضاء أجمل الأوقات بين أحضان الماضي الغابر بكل أسراره، وفي كنف الحاضر بكل مستحدثاته، بالإضافة إلى أن هذه المدينة المغربية تنفرد بالجمع بين مختلف الظواهر الطبيعية، فهي لا تبعد سوى عشرات كيلومترات فقط عن الجبال والبحر والصحراء.
وقد استفادت مدينة النخيل، أو كما يحلو للأهالي بمراكش تسميتها ب"البهجة"، من هذه المكونات الطبيعية أحسن استفادة، لجذب مختلف أنواع السياح سواء أكانوا من عشاق الصحراء والجبال أو من هواة ركوب البحر أو محبّي الثلوج والتزلج، فهي تحتوي على العديد من المنتزهات بمختلف أشكالها شاطئية كانت أو جبلية أو صحراوية تعرض من الخدمات الاحترافية ما يتماشى ومتطلبات الزائر.
كما أن المدينة الحمراء تحرص كل الحرص على تنويع عروضها السياحية، إذ أنها لم تفتأ عن التمدد في الصحراء القريبة وتعزيز بناياتها ومنتجعاتها السياحية، لا سيما وأن صحراء مراكش المميزة بكثبانها وتلالها الرملية تعد مقصد السياح من كامل أنحاء العالم.
يقف السائح فيها مبهورا من منظر الكثبان والتلال الذهبية وهي تتحول إلى أمواج متحركة، ويزداد إثارة وانبهارا خصوصا إذا ما خاض تجربة النوم في الخلاء الرملي واختبار روعة غروب الشمس واستقبال شروقها، أو حين يدفن جسمه في الرمال الساخنة ويتمتع بدفء أرضها.
وإذا ما بحث الزائر عن الخضرة والطبيعة الحية بعيدا عن حرّ الصحراء وقحطها يجد ملاذه في ظلال أجمل الحدائق مثل حديقة "ماجوريل" التي تعتبر من أكثر الحدائق جمالا وجذبا للسياح لما تتمتّع به من دقة في التصميم ومزج متفرّد بين الألوان والطبيعة، يغذيه تميزها بأنها تحوي نباتات متنوعة ونادرة من القارات الخمس، وتزيدها القنطرة التي بنيت على نهر “واد أسيل” لعبور الراجلين إليها روعة.
ويجد الزائر كذلك في "حديقة أوسيريا المائية"، أو الموجة، متعته لأنها من أكثر الأماكن الترفيهية في مراكش، تقدم نشاطات وفعاليات مائية مختلفة، تمتاز بمياهها النظيفة ومنزلقاتها الحديثة والسريعة، إلى جانب أن المكان يتّسم بالهدوء والمرح.
ولا يعدم السائح المتعة والاسترخاء في حديقتي "المنارة" و"أكدال"، وأيضا قبور السعديين وسوق السمارين، وآثار ساقية "اشرب وشوف"، حيث تعد كل هذه الحدائق من الأسس الحيوية للبنية السياحية للمدينة.
يعتبر هذا الوقت من السنة أفضل الأوقات لزيارة مراكش والاستمتاع بكل عروضها وفعالياتها، حيث يغص أواخر أبريل وبداية شهر مايو، أشهر موقع سياحي بالمدينة وهو ساحة جامع الفنا، بالموسيقيين والبهلوانيين ورواة القصص وقراء الطالع، فضلا عن رسامي الحناء وحاوي الأفاعي وغيرهم الكثير، إلى جانب التمتع بتذوق أشهى الأطباق المغربية التقليدية.
وعادة ما يكون الإقبال كثيفا على هذه الساحة التي تعد مركز المدينة وأشهر ساحات بلاد المغرب وأعرقها تروي أرجاؤها قصص الماضي، وتحظى بهذا الإقبال لأنها صارت موسما دائما تقدم خلاله فعاليات من كل أصناف التراث المغربي، حيث تتحول الساحة إلى مسرح كبير مفتوح أمام الجميع يجمع بين مختلف الفنون والعروض ويتحول كل الموجودين إلى شخصيات تؤدي أدوارها بكل إتقان وتشويق للفت الانتباه ناحيتها، الكل ينتحي ناحية ويبسط زرابيه ويقدم عروضه فيجد السائح كل مظاهر الفرجة التي تختزل تراثا مغربيا شعبيا.
وهكذا يقضي السياح الذين يفضلون التمتع بالجو الرائق بعيدا عن أيّ مشقة بين طاولات المقاهي المحيطة بساحة جامع الفنا، أجمل الأوقات، حيث باستطاعة كل شيء أن يباع سواء وهما بابتسامة من يدّعون معرفة خبايا المستقبل أو حقيقة من خلال الوجبات السريعة والأطباق المغربية، علما وأن مدينة مراكش ككل توفر للزائر كل خيراتها بأثمان زهيدة تتماشى ومقدرة الغنيّ والفقير على حد سواء، إلى جانب كرم الأهالي.
كما يجد الزائر الراحة والهدوء في "عرصة مولاي عبدالسلام" وهي واحة خضراء بعيدة عن صَخب أسواق وشوارع مراكش، تضم متحفا ومعهدا للفن الروحي. أقيمت فيها حديقة إنترنت حديثة للربط بين الإنسان والتكنولوجيا.
أما هواة المغامرة ومحبو التاريخ فإنهم ينزعون غالبا إلى رحلات المنطاد أو التوجه إلى المتاحف والوقوف عن كثب على معالم الحضارة الإسلامية القديمة، لا سيما وأن المدينة تشكل المركز الثقافي لدولة المغرب وتضم العديد من التحف المعمارية وأشهرها "ضريح السَعديين" ويضم معظم سلاطين المغرب السعديين وعائلاتهم، ويعد من أكثر المزارات شعبية نسبة لقيمته التاريخية.
وعلى العكس من ذلك يلمس السائح معالم العمارة الحديثة في "متحف مراكش"، حيث يضم المتحف الفنون الحديثة والتقليدية والفن المغربي، إضافة إلى الكتب التاريخية والفخار والقطع النقدية المغربية. ويتم الوصول إليه عبر أزقة ملتوية انطلاقا من ساحة جامع الفنا.
كما لا ينبغي تفويت زيارة “مسجد الكتبية” الذي يعد أسطورة مراكش وأهم جامع في المغرب العربي، حيث أقيم على مساحة 5300 متر مربع، ويحوي 11 قبة منقوشة و17 جناحا داخليا. يمتاز بمئذنته المزخرفة ومنبره الآلي الحركي الذي يكشف عن فن النجارة الإسلامي. تسميته مشتقة من “الكتبيين”، وهو اسم سوق لبيع الكتب يُعتقد أنه كان قرب الجامع. يجذب المكان محبّي الفنون المعمارية القديمة من كل مكان في العالم لروعة بنيانه وزخرفاته العريقة. ولا يسمح بدخول قاعة الصلاة لغير المسلمين.
ترويض الأفاعي يجذب السياح
وتتربع مراكش ثالث أكبر ولاية بالمغرب على عرش السياحة المغربية، فهي مركز الجذب السياحي بالبلاد، لا سيما وأن مجلة “روب ريبورت” الأميركية المتخصصة في المنتجات والوجهات السياحية الفاخرة، بوّبتها العام الماضي ضمن الوجهات العشر الأوائل في قائمة الوجهات ال21 الأكثر شعبية في العالم.
ويعود تاريخ عاصمة السياحة المغربية، أو كما يطلق عليها المدينة الحمراء، إلى عهد السلطان المرابطي يوسف بن تاشفين الذي بناها وقدمها إلى زوجته زينب النفزاوية كعربون محبة، وقد دأب الكثير من الناس على تسمية المغرب بمراكش ولازالوا إلى اليوم.
وبالبحث في تاريخ مراكش العريق نجدها مدينة كبيرة تمتدّ برخاء تحت أقدام جبال الأطلس، ومسوّرة بأسوار بُنيت قديما من التراب المدكوك لحمايتها آنذاك، ولا زالت قائمة حتى يومنا هذا، وتعتبر تحفة فنية معمارية ممتدة قرابة تسعة كيلومترات، ولها 17 بابا ما زالت صامدة إلى الآن، تجعل السائح وكأنه في جولة على عتبات الماضي، كما توحي له بقيمة المدينة ومركزها السياسي والتجاري في السابق.
أما أصل تسميتها فيرجع إلى الكلمة الأمازيغية “أمور ن ياكوش” أي بلاد الله حيث يستعمل الأمازيغ كلمة "تامورت" أو "أمور" التي تعني البلاد كثيرا في تسمية البلدان والمدن، وهناك من يرجّح أن الاسم يعود إلى السلطان يوسف بن تاشفين الذي أطلق عليها تسمية مراكش وهي كلمة بربرية تعني "مرّ بسرعة" بوصفها محطة يتوقف عندها اللصوص للإغارة على القوافل.
وقد حاولت الاستثمارات السياحية المحافظة على طابع المدينة العتيق وعدم تشويه صورتها التاريخية، سواء في الفنادق الفخمة والمخيمات السياحية والتجهيزات الترفيهية أو في مراكز الجذب السياحي خارج المدينة مثل مناطق التزلج على الجليد في "أوكيمدن" و"أوريكا" ومراكز "إسني" و"الويدان" و"البرج" وغيرها، مما أحدث تكاملا سياحيا يدعمه سوق رائج للصناعة التقليدية والمطاعم والمقاهي والمتنزهات ووكالات السفر.
وبفضل هذه الاستمرارية المعمارية تعد مراكش ملاذا سياحيا لكل من يرغب في قضاء أجمل الأوقات بين أحضان الماضي الغابر بكل أسراره، وفي كنف الحاضر بكل مستحدثاته، بالإضافة إلى أن هذه المدينة المغربية تنفرد بالجمع بين مختلف الظواهر الطبيعية، فهي لا تبعد سوى عشرات كيلومترات فقط عن الجبال والبحر والصحراء.
وقد استفادت مدينة النخيل، أو كما يحلو للأهالي بمراكش تسميتها ب"البهجة"، من هذه المكونات الطبيعية أحسن استفادة، لجذب مختلف أنواع السياح سواء أكانوا من عشاق الصحراء والجبال أو من هواة ركوب البحر أو محبّي الثلوج والتزلج، فهي تحتوي على العديد من المنتزهات بمختلف أشكالها شاطئية كانت أو جبلية أو صحراوية تعرض من الخدمات الاحترافية ما يتماشى ومتطلبات الزائر.
كما أن المدينة الحمراء تحرص كل الحرص على تنويع عروضها السياحية، إذ أنها لم تفتأ عن التمدد في الصحراء القريبة وتعزيز بناياتها ومنتجعاتها السياحية، لا سيما وأن صحراء مراكش المميزة بكثبانها وتلالها الرملية تعد مقصد السياح من كامل أنحاء العالم.
يقف السائح فيها مبهورا من منظر الكثبان والتلال الذهبية وهي تتحول إلى أمواج متحركة، ويزداد إثارة وانبهارا خصوصا إذا ما خاض تجربة النوم في الخلاء الرملي واختبار روعة غروب الشمس واستقبال شروقها، أو حين يدفن جسمه في الرمال الساخنة ويتمتع بدفء أرضها.
وإذا ما بحث الزائر عن الخضرة والطبيعة الحية بعيدا عن حرّ الصحراء وقحطها يجد ملاذه في ظلال أجمل الحدائق مثل حديقة "ماجوريل" التي تعتبر من أكثر الحدائق جمالا وجذبا للسياح لما تتمتّع به من دقة في التصميم ومزج متفرّد بين الألوان والطبيعة، يغذيه تميزها بأنها تحوي نباتات متنوعة ونادرة من القارات الخمس، وتزيدها القنطرة التي بنيت على نهر “واد أسيل” لعبور الراجلين إليها روعة.
ويجد الزائر كذلك في "حديقة أوسيريا المائية"، أو الموجة، متعته لأنها من أكثر الأماكن الترفيهية في مراكش، تقدم نشاطات وفعاليات مائية مختلفة، تمتاز بمياهها النظيفة ومنزلقاتها الحديثة والسريعة، إلى جانب أن المكان يتّسم بالهدوء والمرح.
ولا يعدم السائح المتعة والاسترخاء في حديقتي "المنارة" و"أكدال"، وأيضا قبور السعديين وسوق السمارين، وآثار ساقية "اشرب وشوف"، حيث تعد كل هذه الحدائق من الأسس الحيوية للبنية السياحية للمدينة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.