5 دول لن تشهد انتخابات مجلس الشيوخ.. سوريا والسودان وإسرائيل أبرزهم    محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بالخصوص    الرئيس الإيراني يبدأ زيارة رسمية إلى باكستان السبت لتعزيز التعاون الثنائي    ملك المغرب يعطي تعليماته من أجل إرسال مساعدة إنسانية عاجلة لفائدة الشعب الفلسطيني    الرئاسة الفلسطينية: مصر لم تقصر في دعم شعبنا.. والرئيس السيسي لم يتوان لحظة عن أي موقف نطلبه    فرنسا تطالب بوقف أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب "شبهات تمويل غير مشروع"    القوات الأوكرانية خسرت 7.5 آلاف عسكري في تشاسوف يار    البرلمان اللبناني يصادق على قانوني إصلاح المصارف واستقلالية القضاء    تقرير: مانشستر يونايتد مهتم بضم دوناروما حارس مرمى باريس سان جيرمان    عدي الدباغ معروض على الزمالك.. وإدارة الكرة تدرس الموقف    خالد الغندور يوجه رسالة بشأن زيزو ورمضان صبحي    راديو كتالونيا: ميسي سيجدد عقده مع إنتر ميامي حتى 2028    أبرزهم آرنولد.. ريال مدريد يعزز صفوفه بعدة صفقات جديدة في صيف 2025    مصر تتأهل لنهائي بطولة العالم لناشئي وناشئات الإسكواش بعد اكتساح إنجلترا    جنوب سيناء تكرم 107 متفوقين في التعليم والرياضة وتؤكد دعمها للنوابغ والمنح الجامعية    تحقيقات موسعة مع متهم طعن زوجته داخل محكمة الدخيلة بسبب قضية خلع والنيابة تطلب التحريات    محافظ القاهرة يقود حملة لرفع الإشغالات بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة    نيابة البحيرة تقرر عرض جثة طفلة توفيت فى عملية جراحية برشيد على الطب الشرعى    مراسل "الحياة اليوم": استمرار الاستعدادات الخاصة بحفل الهضبة عمرو دياب بالعلمين    مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي في دورته 22 الخميس المقبل    ضياء رشوان: تظاهرات "الحركة الإسلامية" بتل أبيب ضد مصر كشفت نواياهم    محسن جابر يشارك في فعاليات مهرجان جرش ال 39 ويشيد بحفاوة استقبال الوفد المصري    أسامة كمال عن المظاهرات ضد مصر فى تل أبيب: يُطلق عليهم "متآمر واهبل"    نائب محافظ سوهاج يُكرم حفظة القرآن من ذوي الهمم برحلات عمرة    أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا الصلاة.. فيديو    ما كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر؟ أمين الفتوى يجيب    القولون العصبي- إليك مهدئاته الطبيعية    جامعة أسيوط تطلق فعاليات اليوم العلمي الأول لوحدة طب المسنين وأمراض الشيخوخة    «بطولة عبدالقادر!».. حقيقة عقد صفقة تبادلية بين الأهلي وبيراميدز    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    لتسهيل نقل الخبرات والمهارات بين العاملين.. جامعة بنها تفتتح فعاليات دورة إعداد المدربين    محقق الأهداف غير الرحيم.. تعرف على أكبر نقاط القوة والضعف ل برج الجدي    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    هيئة الدواء المصرية توقّع مذكرة تفاهم مع الوكالة الوطنية للمراقبة الصحية البرازيلية    قتل ابنه الصغير بمساعدة الكبير ومفاجآت في شهادة الأم والابنة.. تفاصيل أغرب حكم للجنايات المستأنفة ضد مزارع ونجله    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    ليستوعب 190 سيارة سيرفيس.. الانتهاء من إنشاء مجمع مواقف كوم أمبو في أسوان    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    كبدك في خطر- إهمال علاج هذا المرض يصيبه بالأورام    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    ضبط طفل قاد سيارة ميكروباص بالشرقية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حان وقت الذهاب إلى مراكش
نشر في صوت البلد يوم 15 - 05 - 2016

يعتبر هذا الوقت من السنة أفضل الأوقات لزيارة مراكش والاستمتاع بكل عروضها وفعالياتها، حيث يغص أواخر أبريل وبداية شهر مايو، أشهر موقع سياحي بالمدينة وهو ساحة جامع الفنا، بالموسيقيين والبهلوانيين ورواة القصص وقراء الطالع، فضلا عن رسامي الحناء وحاوي الأفاعي وغيرهم الكثير، إلى جانب التمتع بتذوق أشهى الأطباق المغربية التقليدية.
وعادة ما يكون الإقبال كثيفا على هذه الساحة التي تعد مركز المدينة وأشهر ساحات بلاد المغرب وأعرقها تروي أرجاؤها قصص الماضي، وتحظى بهذا الإقبال لأنها صارت موسما دائما تقدم خلاله فعاليات من كل أصناف التراث المغربي، حيث تتحول الساحة إلى مسرح كبير مفتوح أمام الجميع يجمع بين مختلف الفنون والعروض ويتحول كل الموجودين إلى شخصيات تؤدي أدوارها بكل إتقان وتشويق للفت الانتباه ناحيتها، الكل ينتحي ناحية ويبسط زرابيه ويقدم عروضه فيجد السائح كل مظاهر الفرجة التي تختزل تراثا مغربيا شعبيا.
وهكذا يقضي السياح الذين يفضلون التمتع بالجو الرائق بعيدا عن أيّ مشقة بين طاولات المقاهي المحيطة بساحة جامع الفنا، أجمل الأوقات، حيث باستطاعة كل شيء أن يباع سواء وهما بابتسامة من يدّعون معرفة خبايا المستقبل أو حقيقة من خلال الوجبات السريعة والأطباق المغربية، علما وأن مدينة مراكش ككل توفر للزائر كل خيراتها بأثمان زهيدة تتماشى ومقدرة الغنيّ والفقير على حد سواء، إلى جانب كرم الأهالي.
كما يجد الزائر الراحة والهدوء في "عرصة مولاي عبدالسلام" وهي واحة خضراء بعيدة عن صَخب أسواق وشوارع مراكش، تضم متحفا ومعهدا للفن الروحي. أقيمت فيها حديقة إنترنت حديثة للربط بين الإنسان والتكنولوجيا.
أما هواة المغامرة ومحبو التاريخ فإنهم ينزعون غالبا إلى رحلات المنطاد أو التوجه إلى المتاحف والوقوف عن كثب على معالم الحضارة الإسلامية القديمة، لا سيما وأن المدينة تشكل المركز الثقافي لدولة المغرب وتضم العديد من التحف المعمارية وأشهرها "ضريح السَعديين" ويضم معظم سلاطين المغرب السعديين وعائلاتهم، ويعد من أكثر المزارات شعبية نسبة لقيمته التاريخية.
وعلى العكس من ذلك يلمس السائح معالم العمارة الحديثة في "متحف مراكش"، حيث يضم المتحف الفنون الحديثة والتقليدية والفن المغربي، إضافة إلى الكتب التاريخية والفخار والقطع النقدية المغربية. ويتم الوصول إليه عبر أزقة ملتوية انطلاقا من ساحة جامع الفنا.
كما لا ينبغي تفويت زيارة “مسجد الكتبية” الذي يعد أسطورة مراكش وأهم جامع في المغرب العربي، حيث أقيم على مساحة 5300 متر مربع، ويحوي 11 قبة منقوشة و17 جناحا داخليا. يمتاز بمئذنته المزخرفة ومنبره الآلي الحركي الذي يكشف عن فن النجارة الإسلامي. تسميته مشتقة من “الكتبيين”، وهو اسم سوق لبيع الكتب يُعتقد أنه كان قرب الجامع. يجذب المكان محبّي الفنون المعمارية القديمة من كل مكان في العالم لروعة بنيانه وزخرفاته العريقة. ولا يسمح بدخول قاعة الصلاة لغير المسلمين.
ترويض الأفاعي يجذب السياح
وتتربع مراكش ثالث أكبر ولاية بالمغرب على عرش السياحة المغربية، فهي مركز الجذب السياحي بالبلاد، لا سيما وأن مجلة “روب ريبورت” الأميركية المتخصصة في المنتجات والوجهات السياحية الفاخرة، بوّبتها العام الماضي ضمن الوجهات العشر الأوائل في قائمة الوجهات ال21 الأكثر شعبية في العالم.
ويعود تاريخ عاصمة السياحة المغربية، أو كما يطلق عليها المدينة الحمراء، إلى عهد السلطان المرابطي يوسف بن تاشفين الذي بناها وقدمها إلى زوجته زينب النفزاوية كعربون محبة، وقد دأب الكثير من الناس على تسمية المغرب بمراكش ولازالوا إلى اليوم.
وبالبحث في تاريخ مراكش العريق نجدها مدينة كبيرة تمتدّ برخاء تحت أقدام جبال الأطلس، ومسوّرة بأسوار بُنيت قديما من التراب المدكوك لحمايتها آنذاك، ولا زالت قائمة حتى يومنا هذا، وتعتبر تحفة فنية معمارية ممتدة قرابة تسعة كيلومترات، ولها 17 بابا ما زالت صامدة إلى الآن، تجعل السائح وكأنه في جولة على عتبات الماضي، كما توحي له بقيمة المدينة ومركزها السياسي والتجاري في السابق.
أما أصل تسميتها فيرجع إلى الكلمة الأمازيغية “أمور ن ياكوش” أي بلاد الله حيث يستعمل الأمازيغ كلمة "تامورت" أو "أمور" التي تعني البلاد كثيرا في تسمية البلدان والمدن، وهناك من يرجّح أن الاسم يعود إلى السلطان يوسف بن تاشفين الذي أطلق عليها تسمية مراكش وهي كلمة بربرية تعني "مرّ بسرعة" بوصفها محطة يتوقف عندها اللصوص للإغارة على القوافل.
وقد حاولت الاستثمارات السياحية المحافظة على طابع المدينة العتيق وعدم تشويه صورتها التاريخية، سواء في الفنادق الفخمة والمخيمات السياحية والتجهيزات الترفيهية أو في مراكز الجذب السياحي خارج المدينة مثل مناطق التزلج على الجليد في "أوكيمدن" و"أوريكا" ومراكز "إسني" و"الويدان" و"البرج" وغيرها، مما أحدث تكاملا سياحيا يدعمه سوق رائج للصناعة التقليدية والمطاعم والمقاهي والمتنزهات ووكالات السفر.
وبفضل هذه الاستمرارية المعمارية تعد مراكش ملاذا سياحيا لكل من يرغب في قضاء أجمل الأوقات بين أحضان الماضي الغابر بكل أسراره، وفي كنف الحاضر بكل مستحدثاته، بالإضافة إلى أن هذه المدينة المغربية تنفرد بالجمع بين مختلف الظواهر الطبيعية، فهي لا تبعد سوى عشرات كيلومترات فقط عن الجبال والبحر والصحراء.
وقد استفادت مدينة النخيل، أو كما يحلو للأهالي بمراكش تسميتها ب"البهجة"، من هذه المكونات الطبيعية أحسن استفادة، لجذب مختلف أنواع السياح سواء أكانوا من عشاق الصحراء والجبال أو من هواة ركوب البحر أو محبّي الثلوج والتزلج، فهي تحتوي على العديد من المنتزهات بمختلف أشكالها شاطئية كانت أو جبلية أو صحراوية تعرض من الخدمات الاحترافية ما يتماشى ومتطلبات الزائر.
كما أن المدينة الحمراء تحرص كل الحرص على تنويع عروضها السياحية، إذ أنها لم تفتأ عن التمدد في الصحراء القريبة وتعزيز بناياتها ومنتجعاتها السياحية، لا سيما وأن صحراء مراكش المميزة بكثبانها وتلالها الرملية تعد مقصد السياح من كامل أنحاء العالم.
يقف السائح فيها مبهورا من منظر الكثبان والتلال الذهبية وهي تتحول إلى أمواج متحركة، ويزداد إثارة وانبهارا خصوصا إذا ما خاض تجربة النوم في الخلاء الرملي واختبار روعة غروب الشمس واستقبال شروقها، أو حين يدفن جسمه في الرمال الساخنة ويتمتع بدفء أرضها.
وإذا ما بحث الزائر عن الخضرة والطبيعة الحية بعيدا عن حرّ الصحراء وقحطها يجد ملاذه في ظلال أجمل الحدائق مثل حديقة "ماجوريل" التي تعتبر من أكثر الحدائق جمالا وجذبا للسياح لما تتمتّع به من دقة في التصميم ومزج متفرّد بين الألوان والطبيعة، يغذيه تميزها بأنها تحوي نباتات متنوعة ونادرة من القارات الخمس، وتزيدها القنطرة التي بنيت على نهر “واد أسيل” لعبور الراجلين إليها روعة.
ويجد الزائر كذلك في "حديقة أوسيريا المائية"، أو الموجة، متعته لأنها من أكثر الأماكن الترفيهية في مراكش، تقدم نشاطات وفعاليات مائية مختلفة، تمتاز بمياهها النظيفة ومنزلقاتها الحديثة والسريعة، إلى جانب أن المكان يتّسم بالهدوء والمرح.
ولا يعدم السائح المتعة والاسترخاء في حديقتي "المنارة" و"أكدال"، وأيضا قبور السعديين وسوق السمارين، وآثار ساقية "اشرب وشوف"، حيث تعد كل هذه الحدائق من الأسس الحيوية للبنية السياحية للمدينة.
يعتبر هذا الوقت من السنة أفضل الأوقات لزيارة مراكش والاستمتاع بكل عروضها وفعالياتها، حيث يغص أواخر أبريل وبداية شهر مايو، أشهر موقع سياحي بالمدينة وهو ساحة جامع الفنا، بالموسيقيين والبهلوانيين ورواة القصص وقراء الطالع، فضلا عن رسامي الحناء وحاوي الأفاعي وغيرهم الكثير، إلى جانب التمتع بتذوق أشهى الأطباق المغربية التقليدية.
وعادة ما يكون الإقبال كثيفا على هذه الساحة التي تعد مركز المدينة وأشهر ساحات بلاد المغرب وأعرقها تروي أرجاؤها قصص الماضي، وتحظى بهذا الإقبال لأنها صارت موسما دائما تقدم خلاله فعاليات من كل أصناف التراث المغربي، حيث تتحول الساحة إلى مسرح كبير مفتوح أمام الجميع يجمع بين مختلف الفنون والعروض ويتحول كل الموجودين إلى شخصيات تؤدي أدوارها بكل إتقان وتشويق للفت الانتباه ناحيتها، الكل ينتحي ناحية ويبسط زرابيه ويقدم عروضه فيجد السائح كل مظاهر الفرجة التي تختزل تراثا مغربيا شعبيا.
وهكذا يقضي السياح الذين يفضلون التمتع بالجو الرائق بعيدا عن أيّ مشقة بين طاولات المقاهي المحيطة بساحة جامع الفنا، أجمل الأوقات، حيث باستطاعة كل شيء أن يباع سواء وهما بابتسامة من يدّعون معرفة خبايا المستقبل أو حقيقة من خلال الوجبات السريعة والأطباق المغربية، علما وأن مدينة مراكش ككل توفر للزائر كل خيراتها بأثمان زهيدة تتماشى ومقدرة الغنيّ والفقير على حد سواء، إلى جانب كرم الأهالي.
كما يجد الزائر الراحة والهدوء في "عرصة مولاي عبدالسلام" وهي واحة خضراء بعيدة عن صَخب أسواق وشوارع مراكش، تضم متحفا ومعهدا للفن الروحي. أقيمت فيها حديقة إنترنت حديثة للربط بين الإنسان والتكنولوجيا.
أما هواة المغامرة ومحبو التاريخ فإنهم ينزعون غالبا إلى رحلات المنطاد أو التوجه إلى المتاحف والوقوف عن كثب على معالم الحضارة الإسلامية القديمة، لا سيما وأن المدينة تشكل المركز الثقافي لدولة المغرب وتضم العديد من التحف المعمارية وأشهرها "ضريح السَعديين" ويضم معظم سلاطين المغرب السعديين وعائلاتهم، ويعد من أكثر المزارات شعبية نسبة لقيمته التاريخية.
وعلى العكس من ذلك يلمس السائح معالم العمارة الحديثة في "متحف مراكش"، حيث يضم المتحف الفنون الحديثة والتقليدية والفن المغربي، إضافة إلى الكتب التاريخية والفخار والقطع النقدية المغربية. ويتم الوصول إليه عبر أزقة ملتوية انطلاقا من ساحة جامع الفنا.
كما لا ينبغي تفويت زيارة “مسجد الكتبية” الذي يعد أسطورة مراكش وأهم جامع في المغرب العربي، حيث أقيم على مساحة 5300 متر مربع، ويحوي 11 قبة منقوشة و17 جناحا داخليا. يمتاز بمئذنته المزخرفة ومنبره الآلي الحركي الذي يكشف عن فن النجارة الإسلامي. تسميته مشتقة من “الكتبيين”، وهو اسم سوق لبيع الكتب يُعتقد أنه كان قرب الجامع. يجذب المكان محبّي الفنون المعمارية القديمة من كل مكان في العالم لروعة بنيانه وزخرفاته العريقة. ولا يسمح بدخول قاعة الصلاة لغير المسلمين.
ترويض الأفاعي يجذب السياح
وتتربع مراكش ثالث أكبر ولاية بالمغرب على عرش السياحة المغربية، فهي مركز الجذب السياحي بالبلاد، لا سيما وأن مجلة “روب ريبورت” الأميركية المتخصصة في المنتجات والوجهات السياحية الفاخرة، بوّبتها العام الماضي ضمن الوجهات العشر الأوائل في قائمة الوجهات ال21 الأكثر شعبية في العالم.
ويعود تاريخ عاصمة السياحة المغربية، أو كما يطلق عليها المدينة الحمراء، إلى عهد السلطان المرابطي يوسف بن تاشفين الذي بناها وقدمها إلى زوجته زينب النفزاوية كعربون محبة، وقد دأب الكثير من الناس على تسمية المغرب بمراكش ولازالوا إلى اليوم.
وبالبحث في تاريخ مراكش العريق نجدها مدينة كبيرة تمتدّ برخاء تحت أقدام جبال الأطلس، ومسوّرة بأسوار بُنيت قديما من التراب المدكوك لحمايتها آنذاك، ولا زالت قائمة حتى يومنا هذا، وتعتبر تحفة فنية معمارية ممتدة قرابة تسعة كيلومترات، ولها 17 بابا ما زالت صامدة إلى الآن، تجعل السائح وكأنه في جولة على عتبات الماضي، كما توحي له بقيمة المدينة ومركزها السياسي والتجاري في السابق.
أما أصل تسميتها فيرجع إلى الكلمة الأمازيغية “أمور ن ياكوش” أي بلاد الله حيث يستعمل الأمازيغ كلمة "تامورت" أو "أمور" التي تعني البلاد كثيرا في تسمية البلدان والمدن، وهناك من يرجّح أن الاسم يعود إلى السلطان يوسف بن تاشفين الذي أطلق عليها تسمية مراكش وهي كلمة بربرية تعني "مرّ بسرعة" بوصفها محطة يتوقف عندها اللصوص للإغارة على القوافل.
وقد حاولت الاستثمارات السياحية المحافظة على طابع المدينة العتيق وعدم تشويه صورتها التاريخية، سواء في الفنادق الفخمة والمخيمات السياحية والتجهيزات الترفيهية أو في مراكز الجذب السياحي خارج المدينة مثل مناطق التزلج على الجليد في "أوكيمدن" و"أوريكا" ومراكز "إسني" و"الويدان" و"البرج" وغيرها، مما أحدث تكاملا سياحيا يدعمه سوق رائج للصناعة التقليدية والمطاعم والمقاهي والمتنزهات ووكالات السفر.
وبفضل هذه الاستمرارية المعمارية تعد مراكش ملاذا سياحيا لكل من يرغب في قضاء أجمل الأوقات بين أحضان الماضي الغابر بكل أسراره، وفي كنف الحاضر بكل مستحدثاته، بالإضافة إلى أن هذه المدينة المغربية تنفرد بالجمع بين مختلف الظواهر الطبيعية، فهي لا تبعد سوى عشرات كيلومترات فقط عن الجبال والبحر والصحراء.
وقد استفادت مدينة النخيل، أو كما يحلو للأهالي بمراكش تسميتها ب"البهجة"، من هذه المكونات الطبيعية أحسن استفادة، لجذب مختلف أنواع السياح سواء أكانوا من عشاق الصحراء والجبال أو من هواة ركوب البحر أو محبّي الثلوج والتزلج، فهي تحتوي على العديد من المنتزهات بمختلف أشكالها شاطئية كانت أو جبلية أو صحراوية تعرض من الخدمات الاحترافية ما يتماشى ومتطلبات الزائر.
كما أن المدينة الحمراء تحرص كل الحرص على تنويع عروضها السياحية، إذ أنها لم تفتأ عن التمدد في الصحراء القريبة وتعزيز بناياتها ومنتجعاتها السياحية، لا سيما وأن صحراء مراكش المميزة بكثبانها وتلالها الرملية تعد مقصد السياح من كامل أنحاء العالم.
يقف السائح فيها مبهورا من منظر الكثبان والتلال الذهبية وهي تتحول إلى أمواج متحركة، ويزداد إثارة وانبهارا خصوصا إذا ما خاض تجربة النوم في الخلاء الرملي واختبار روعة غروب الشمس واستقبال شروقها، أو حين يدفن جسمه في الرمال الساخنة ويتمتع بدفء أرضها.
وإذا ما بحث الزائر عن الخضرة والطبيعة الحية بعيدا عن حرّ الصحراء وقحطها يجد ملاذه في ظلال أجمل الحدائق مثل حديقة "ماجوريل" التي تعتبر من أكثر الحدائق جمالا وجذبا للسياح لما تتمتّع به من دقة في التصميم ومزج متفرّد بين الألوان والطبيعة، يغذيه تميزها بأنها تحوي نباتات متنوعة ونادرة من القارات الخمس، وتزيدها القنطرة التي بنيت على نهر “واد أسيل” لعبور الراجلين إليها روعة.
ويجد الزائر كذلك في "حديقة أوسيريا المائية"، أو الموجة، متعته لأنها من أكثر الأماكن الترفيهية في مراكش، تقدم نشاطات وفعاليات مائية مختلفة، تمتاز بمياهها النظيفة ومنزلقاتها الحديثة والسريعة، إلى جانب أن المكان يتّسم بالهدوء والمرح.
ولا يعدم السائح المتعة والاسترخاء في حديقتي "المنارة" و"أكدال"، وأيضا قبور السعديين وسوق السمارين، وآثار ساقية "اشرب وشوف"، حيث تعد كل هذه الحدائق من الأسس الحيوية للبنية السياحية للمدينة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.