«ابن الوز عوام» هو مثل شعبي جميعنا يعرفه جيدًا، ينطبق على الفنان محمد عدوية الذي سار على نهج والده القدير أحمد عدوية الذي اشتهر خلال سبعينيات القرن الماضي بالغناء الشعبي، وهو الآن يحاول أن يسير على نهج والده من أجل الوصول إلى العالمية التي يحلم بتحقيقها، وكشف خلال لقائه مع الفنانة غادة عادل في برنامج «تع اشرب شاي»، المذاع على قناة DMC، أمس الجمعة، عن الأساليب التي ينتهجها من أجل ذلك. والدي نصحني بالنوم «الحرية المصحوبة بتحمل المسئولية»، هى الطريقة التي تربى عليها عدوية منذ نعومة أظافيره وينوي اتباعها مع أبنائه، ويلخص الطريقة التي كان يتعامل بها والده معه بقوله: «أبويا عمره ما كان دكتاتور معايا، بالعكس كان مصاحبني»، مشيرًا إلى نصيحة فنية قدمها له والده ولكنه لم يأخذ بها إلا بعد اكتشاف أضرار عدم اهتمامه بها، وهي «النوم مبكرًا قبل ليلة الحفلة»، مضيفًا: «كنت ساعات بطبق أو أسهر ليلة الحفلة، بس اكتشفت إن ده بيأثر على صوتي بدرجة كبيرة... وعلى فكرة المشروبات السخنة مش بتحسن الصوت، أهم حاجة إنك تنام كويس». والدي علمني التلقائية والتواضع «من تواضع لله رفعه» مبدأ يتخذه عدوية شعارًا له في حياته الشخصية والعملية، مؤكدًا أنه تعلم كثيرًا من والده المطرب الشعبي أحمد عدوية، مضيفًا: «أبويا علمني أكون تلقائي وبسيط مع الناس.. أنا مكنتش بخاف منه أبدًا». وبرغم كل هذه الصفات التي تعلمها محمد من والده، إلا أنه يأخذ على والده التعامل «بعفوية» مع الآخرين، متابعًا: «أحنا جيل حريص ونحسب كل خطوة بنخطيها و كل كلمة بنقولها.. بس أنا في الحقيقة ساعات بحاول أكون زيه في النقطة دي على قد ما أقدر». وأكد محمد أإن حبه للغناء والطرب دفعه إلى إهمال دراسته، موضحًا أنه كان حرسصًا على عدم شرب السجائر أو تناول الخمور لأنهما يؤثران على صوت المطرب. والدي رفض دخولي الوسط الفني عدوية الأب كان يخاف على أبنه من الدخول في أدغال الفن؛ خوفًا عليه من المتاعب والصعاب التي ستقابله باعتبار أنه قد سبقه إلى هذا الطريق قبل ذلك وكافح فيه من أجل أن يبني أسطورته الفنية التي أشاد بها الجميع، مبينًا: «أنا كنت ميال أوي للغناء والفني أكتر من الدراسة، وهو ما كنش عايزني أخش المجال ده عشان متعب جدًا، ولما لقاني مُصر على خوض تجربته الفنية ترك لي حرية القرار.. بجد بابا شخصية تعلمت منها كتير». «أنا موسوس» محمد عدوية لا يحب الاستعجال أو التسرع في طرح أعماله الغنائية، وهذا قد يراه البعض مبررًا لتأخر أعماله، لكن محمد يكشف أسبابًا أخرى، بقوله: «تترات المسلسلات بتاخد مني وقت كبير أوي، وكمان أي الألبوم بعمله بياخد وقت كبير عشان أنا بحب أدي كل حاجة حقها، عشان تطلع كويسة، بجانب إني موسوس زيادة عن اللزوم، وبقعد أعيد وأزيد في أعمالي قبل طرحها بالأسواق… والحقيقة المهنة بتاعتنا صعبة أوي». «العالمية حلمي» كغيره من المطربين، يحلم محمد بالوصول للعالمية وغزو العالم من خلال أعماله، معربًا عن أمنيته بأن يجري «دويتو» مع الشاب خالد، مضيفًا: «أحنا ينقصنا الجرأة في نوعية الأعمال اللي بنقدمها، وإننا نحاول ندمج بين الألحان الشرقية والغربية بشكل وتقنية عالية الجودة، أنا عاوز الأجانب يسمعوا مزيكتي، مش اعمل دويتو مع حد منهم عشان يسمعوني». وفي الفقرة الثانية من البرنامج، استضافت الفنانة غادة عادل في حضور محمد عدوية طفل موهوب يدعى «شوقي» وهو يمتلك صوتًا جميلًا مكنه من المشاركة في حفلات دار الأوبرا المصرية، وقال شوقي خلال اللقاء: «أحب الغناء وأتمنى أن أكون مطربا ناجحا في المستقبل، وأنا أحب أغاني الزمن الجميل مثل أغاني سيد درويش». وفي الختام، يبقى الحلم متاحًا وليس محالًا ما دام عالقًا في سماء الأماني، فهل يستطيع المطرب محمد عدوية تحقيق حلمه بالوصول إلى العالمية من خلال ما يقدمه من أعمال غنائية؟، هذا ما ستكشفه السنوات المقبلة.