أعطى الخروج المهين لنادي الزمالك من بطولة الكونفيدرالية -بعدما ظهر بمستوى ضعيف أمام فريق ولاية ديتشا الإثيوبي- الفرصة لبعض الكارهين لوجود إيهاب جلال المدير الفني للفريق، داخل أروقة القلعة البيضاء، لشن الهجوم على جلال، كما فتح الباب لسيل من الانتقادات (البعض منها جاء موضوعيا بحكم الغيرة والانتماء والحب للزمالك، والبعض الآخر بشكل شامت بسبب جلال)، خصوصًا أن صاحب ال50 عامًا ليس من أبناء نادي الزمالك، ولم يلعب للفارس الأبيض، حيث إنه لعب لأكثر من ناد وهى: الشمس والإسماعيلي والمصري والقناة. وفجر فريق ولاية ديتشا "المغمور" مفاجأة مدوية وأطاح بمضيفه الزمالك بعد التغلب عليه بركلات الترجيح بنتيجة (4-3)، بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بفوز الأبيض بنتيجة 2-1، على ملعب السلام في إياب دور ال32 لبطولة كأس الكونفيدرالية الإفريقية. إيهاب جلال الذي لم يكمل شهره الرابع داخل أروقة القلعة البيضاء، قدم الكثير للفريق، خصوصًا في بطولة الدوري، واستطاع تغيير شكل الزمالك، لا سيما داخل الملعب والاحتفاظ بالكرة وبناء الهجمات من الخطوط الخلفية بالاعتماد على التمريرات القصيرة، لكن مفاجأة الخروج من الكونفيدرالية جاءت كالصدمة على مشجعي الزمالك، ولم يتبق لأصحاب الرداء الأبيض سوى بطولة الكأس للفوز بها، بعد تتويج الأهلي بالدوري الأربعين في تاريخه. «لكن» من الوارد عدم حصول الزمالك على بطولة الكأس هذا الموسم، ويخرج الفريق خالي الوفاض، وفي حال حدوث ذلك لن يكون نهاية العالم، ويجب على مسؤولي نادي الزمالك بقيادة مرتضى منصور عدم التسرع والإطاحة بإيهاب جلال خارج أروقة القلعة البيضاء، وأن يتعلم المجلس من تجربة إدارة مانشستر سيتي مع مديره الفني الإسباني بيب جوارديولا في موسمه الأول، حين لم يتوج السيتي بأي بطولة في عامه الأول، لكن في موسمه الثاني (هذا الموسم) يقدم الفريق مستوى مُبهرا سواء في البريميرليج أو دوري الأبطال. جلال VS جوارديولا إيهاب جلال، رغم تواضع مسيرته كلاعب، فإنه عقب اعتزاله اتجه للسلك الإداري مع فريق المصري البورسعيدي وشغل منصب مدير الكرة في موسم 2004، ثم اتجه للسلك الفني وعمل مديرًا فنيا لفريق كهرباء الإسماعيلية في موسم 2007-2008، ثم فريق الحمام، ثم عاد للسلك الإداري مرة أخرى وشغل منصب مدير الكرة في موسم 2008-2009 مع النادي الإٍسماعيلي، ثم مع المصري البورسعيدي في 2010، ثم عاد مرة أخرى إيهاب جلال للسلك الفني وعمل مديرًا فنيا لفريق الحمام مرة أخرة في موسم 2010-2011، ثم مع فريق كفر الشيخ في الفترة من 2012-2014، ومن بعدها تولى القيادة الفنية لفريق تليفونات بني سويف 2014، ثم مع مصر المقاصة، ثم مع إنبي قبل أن يتولى قيادة القلعة البيضاء. جوارديولا الذي ولد في الثامن عشر من شهر يناير لعام 1971، في مدينة سانتبيدور الإسبانية، تفوق على نفسه كمدرب أكثر بمراحل عنه كلاعب، حيث إن بيب كلاعب لعب مع أكثر من ناد، أبرزها برشلونة وروما، لكن كمدرب قاد برشلونة وبايرن ميونخ وحاليا السيتي، وفاز بالعديد من البطولات. تيكي تاكا جوارديولا ارتبط اسمه بأسلوب «تيكي تاكا» أو الكرة الشاملة الذي ظهر مع نادي أياكس ومنتخب هولندا في سبعينيات القرن العشرين، وطورها يوهان كرويف بالاعتماد على تمريرات قصيرة محكمة بين اللاعبين، كما يتمتع بفكر كبير ويتميز فريقه دائمًا بإجادة الاحتفاظ بالكرة لأكبر وقت ممكن. إيهاب يتمتع بمرونة تكتيكية كبيرة ورؤية فنية خاصة، فبالرغم من اعتماد الكبير على طريقة (4-2-3-1) إلا أن الفريق يتمتع تحت قيادته بتغير أسلوب اللعب بأكثر من مرة في المباراة الواحدة، حيث تتحول الخطة في الحالة الدفاعية إلى (4-5-1 فلات)، وفي الحالة الهجومية تتحول الطريقة إلى (4-1-4-1) أو (4-2-2-2)، كما لعب المقاصة تحت قيادته بطريقة لعب (3-4-3 أو 3-5-2 أو 3-1-3-3). شخصية إيهاب جلال هادئة بشكل كبير، مما تساعده على رفع الضغوط عن اللاعبين، علاوة على استجابة اللاعبين لتنفيذ التعليمات وتغيير خطط اللعب، وبرز ذلك مع تألق هشام محمد وأحمد الشيخ وعمرو بركات وجون أنطوي مع الفريق الفيومي، عكس ظهورهم مع النادي الأهلي، كما أنه قليل الظهور بالإعلام، لأنه يفضل العمل في صمت كبير عكس غيره الذين يرون أن الإعلام له دور كبير في نجوميتهم ونجاحهم. ماذا قدم جوارديولا مع السيتي في الموسم الأول؟ جوارديولا في موسمه الأول مع السيتي أحدث الكثير من التغيرات، سواء على قائمة الفريق أول أسلوب اللعب، سواء من الناحية الفنية أو التكتيكية، وأنفق جوارديولا نحو 170 مليون جنيه إسترليني، حيث إنه ضم: (جون ستونز من صفوف إيفرتون مقابل 47.5 مليون جنيه إسترليني، كلاوديو برافو من برشلونة مقابل 15.4 مليون جنيه إسترليني، جابرييل خيسوس من بالميراس البرازيلي مقابل 27 مليون جنيه إسترليني، ليروي سانيه من شالكا الألماني مقابل 37 مليون جنيه إسترليني، إلكاي جوندوجان من بروسيا دورتموند مقابل 20 مليون جنيه إسترليني، ومانويل أجودو دران "نوليتو " من صفوف سليتا فيجو مقابل 13.8 مليون جنيه إسترليني، ألكسندر زينتشنكو من نادي أوفا الروسي مقابل 1.7 مليون جنيه إسترليني، ومارلوس مورينو دوران من أتليتيكو ناسيونال الكولمبي مقابل 4.7 مليون جنيه إسترليني). وعلى الرغم من كل تلك التغيرات والمبلغ الكبير الذي أنفقه جوارديولا، فإنه لم يستطع الفوز بأي بطولة في ذلك الموسم (2016-2017)، للمرة الأولى في تاريخه، حيث احتل السيتي المركز الثالث برصيد 78 نقطة في جدول البريميرليج بعد لعب 38 مباراة فاز 23 وتعادل 9 وخسر 6.. مسجلا 80 هدفًا واستقبل 39 هدفًا، خلف تشيلسي الأول ب93 نقطة، وتوتنهام هوتسبير الثاني برصيد 86 نقطة. وفي كأس الاتحاد الإنجليزي خرج الفريق من دور قبل النهائي بعد الخسارة من أرسنال (2-1)، كما خرج الفريق من كأس الرابطة من الدور الرابع على يد غريمه مانشستر يونايتد عقب الهزيمة بهدف نظيف، كما خرج الفريق من دور ال16 في بطولة دوري أبطال أوروبا على يد موناكو الفرنسي، حيث فاز السيتي على أرضه ذهابًا 5-3، ثم خسر في العودة 3-1. ماذا قدم إيهاب جلال مع الزمالك حتى الآن؟ إيهاب جلال الذي تولى قيادة الزمالك في نصف الموسم، ولم يختر قائمة الفريق أو حضر فترة الإعداد، قاد القلعة البيضاء بالتحديد في السادس من يناير لعام 2018، وضم الثنائي عماد فتحي ونانا بوكو من صفوف مصر المقاصة في صفقة تبادلية، التونسي حمدي النقاز من النجم الساحلي مقابل 700 ألف دولار، محمد عنتر من الأسيوطي سبورت مقابل 15 مليون جنيه، محمد عبد الغني من إف سي مصر مقابل 2 مليون و750 ألف جنيه، محمود عبد العزيز من صفوف سموحة مقابل 12 مليون جنيه (كما تنازل اللاعب عن 2 مليون جنيه من مستحقاته) لدى الفريق السكندري، كما قرر قطع إعارة إسلام جمال لصفوف بتروجت. جلال قاد الزمالك في بطولة الدوري الممتاز حتى الآن في 12 مباراة فاز في 8 وتعادل في 2 وخسر في 2، وسجل الفريق تحت قيادته 18 هدفًا بينما استقبلت شباكه 9 أهداف، وعلى صعيد كأس الكونفيدرالية خاض مبارتين أمام فريق ولاية ديتشا، حيث خسر ذهابًا في إثيوبيا بهدفين مقابل هدف، وفي العود فاز بنفس النتيجة، إلا أنه خرج من دور ال32، الأول، بعد أن احتكم الفريقان لركلات الترجيح، وعلى صعيد الكأس لم يقد الفريق حتى الآن، وسيواجه الزمالك نظيره الإنتاج الحربي في ربع النهائي. جني الثمار.. على الرغم من أن نادي مانشستر سيتي حين تعاقد مع بيب جوارديولا بآمال وطموحات كبيرة للغاية، وفشل الفريق في تحقيق أي لقب مع بيب في موسمه الأول، فإن إدارة السيتي كانت مؤمنة بمشروع المدرب الإسباني، وفي الموسم الحالي يقدم السيتي مستوى مميزا ومبهرا، حيث إنه اقترب من تحقيق البريميرليج بشكل رسمي، بعد أن وصل الفارق بينه وبين اليونايتد إلى 16 نقطة ومتبق فقط 8 جولات، كما أن الفريق وصل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا وسيواجه ليفربول، وتوج الفريق بكأس الرابطة بعد الفوز على أرسنال في المباراة النهائية بثلاثية نظيفة، في المقابل ودع الفريق كأس الاتحاد بعد الخسارة من ويجان في الدور الخامس. «لذلك» يجب على مسؤولي الزمالك التعلم من درس مانشستر سيتي مع بيب جوارديولا، والصبر على إيهاب جلال للموسم المقبل، حين يبدأ مع الفريق فترة إعداد ويختار قائمة الفريق. «وجب التنويه».. أن المقارنة بين سيتي جوارديولا وزمالك جلال، ما هو إلا قراءة لواقع كلا الفريقين والمدربين، وليس التشبيه بين جلال وجوارديولا، حيث إن الإسباني يعد من أفضل المدربين في العالم فى الوقت الحالي، إن لم يكن الأفضل، كما أن الزمالك عريق ويمتلك تاريخا كبيرا وعظيما.