تحول المشهد الاحتفالى لإحياء ذكرى ميلاد الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح إلى مشهد دموي بعد اعتداء ميليشيات جماعة الحوثيين الانقلابية على من قرروا إقامة هذا الاحتفال، رغم أن المظاهرة الاحتفالية كانت نسائية. تزعمت الاحتفال القيادية في حزب "المؤتمر الشعبي" فائقة السيد، في محيط منزل الرئيس الراحل، من خلال وضع أكاليل الورود أمام منزله المعروف ب"قصر الثنية"، الواقع في شارع حدة، وسط العاصمة اليمنية صنعاء، إلا أن الحوثيين أقدموا على قمع المظاهرة الاحتفالية بعنف مفرط، مما أدى لوقوع إصابات عدة في أوساط المشاركين، معظمهم من النساء بينهم فائقة السيد التي ترقد في أحد مستشفيات صنعاء. لم يقتصر الأمر على وقوع إصابات فقط، فقد كشفت مصادر طبية يمنية عن وفاة أحلام المحمدي، إحدى المشاركات في وضع أكاليل من الورود، بالقرب من منزل علي صالح في صنعاء أمس، وإحدى اللواتي تعرضن للضرب من قبل عناصر ميليشيات الحوثي نقلت على أثرها إلى مستشفى بصنعاء لتلقي العلاج قبل مفارقتها للحياة نتيجة إصابتها الخطيرة. "زينبيات الحوثيين" حشد الحوثيون المئات من المسلحين في محيط منزل صالح صباح أمس، وأغلقوا الشوارع المؤدية إليه، واستقدمت فرقة من عناصر أمنها النسائي المعروفات ب"الزينبيات" إلى جانب عدد من المدرعات والعربات العسكرية المزودة بالأسلحة المتوسطة. ورغم الإجراءات الحوثية، فإن المئات من النساء المواليات للراحل صالح وحزبه المؤتمر، استطعن الوصول إلى الشارع الرئيسي المقابل للمنزل بقيادة فائقة السيد، قبل أن تقوم الميليشيات بإطلاق الرصاص الحي لتفريق المظاهرة، وحين أخفقت محاولة إخافة المتظاهرات بدأ المسلحون في الاعتداء عليهن عبر الضرب بالهراوات، وأعقاب البنادق والعصي الكهربائية، وتنفيذ حملة اعتقالات، بحسب "الشرق الأوسط". وأكدت مصادر في الحزب أن الجماعة اعتقلت العشرات من المشاركين في المظاهرة، أغلبهم من الناشطات في الحزب إلى جانب عدد من الشبان الموالين للرئيس السابق، كانوا قد حاولوا الحيلولة دون اعتقال النساء، وقالت المصادر إن المعتقلات تم اقتيادهن إلى أماكن مجهولة. قتل الورود وعلقت فائقة السيد، بأنه تم الاعتداء بالهراوات على الرجال والنساء من قبل الحوثيين، وتم حملها مباشرة من قبل المتظاهرات ونقلها إلى المستشفى، مشيرة إلى أن الحوثيين أخذوا منها إكليل الورد وأطلقوا عليه النار. كما أشارت إلى أن "الاعتداء من قبل عناصر الحوثي والزينبيات التابعات لها كان وحشيا وبالرصاص الحي والهراوات والعصي الكهربائية"، بحسب "يمن فويس". ولفتت "السيد" إلى أن الحشود كانت كبيرة، حيث هب المواطنون من همدان والحيمة وبني مطر وخولان وبني الحارث وبلاد الروس وبني حشيش وغيرها، رغم إغلاق الشوارع والمداخل. العميد طارق صالح نجل شقيق الرئيس الراحل وقائد حراسته، أثنى على المتظاهرات اللائي وصفهن ب"الماجدات"، ووعد بأنه لن يخذلهن، وقال في تغريدة على "تويتر": "شكرا لكل الماجدات اليمنيات، وبإذن الله لن نخذلكم فنحن على العهد باقون وبوصايا الزعيم ملتزمون". في إشارة إلى استمراره في إعداد قواته للانتقام من الحوثيين لمقتل عمه صالح. اقرأ أيضا.. تهديد وإنذار.. سياسيون يكشفون رسائل نجل عبدالله صالح السرية جريمة وحقد قيادة المؤتمر الشعبي العام في محافظة مأرب، اعتبرت أن ما قامت به ميليشيات الحوثي ضد المشاركين والمشاركات في مسيرة بصنعاء حملت أكاليل الورود، يدل على الحقد الدفين للمؤتمر والزعيم الشهيد علي عبد الله صالح. وفي بيان صادر عن قيادة المؤتمر، أدان "المؤتمر" ما قامت به الميليشيات الانقلابية، مؤكدا أن مثل هذه الأعمال تعد جريمة بكل ما تعنيه الكلمة. وحمل "المؤتمر" هذه الميليشيات مسؤولية سلامة المشاركين، داعيا المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية، إلى إدانة مثل هذه الأعمال القمعية وكتم الحريات واعتقال الناشطين بدون وجه حق. اقرأ أيضا.. بعد اقترابهم من النهاية.. الحوثيون نادمون على قتل عبد الله صالح علقت الحكومة اليمنية أيضا على الاعتداء، وأدانت وزارة حقوق الإنسان في بيان لها الانتهاكات المتواصلة من قبل ميليشيات الانقلاب، واستنكرت الاعتداء الذي تعرض له المشاركون في هذه الوقفة، وملاحقة مسلحي الميليشيات للنساء واختطافهن. ويبدو أن "صالح" رغم رحيله فإنه لا يزال يرعب الحوثيين، ويتضح ذلك جليا من استهداف جماعة الحوثي لكل ما له علاقة بالرئيس اليمني الراحل، بعد أن غدرت تلك الجماعة بحليفها، وقامت بتصفيته مع عدد من رفاقه وأنصاره المدنيين والعسكريين في الرابع من ديسمبر الماضي، بعد يومين من دعوته لفض الشراكة معها ومواجهتها عسكريا في خطابه الأخير الذي طالب فيه بفتح صفحة جديدة مع دول التحالف العربي لإحلال السلام وإعادة اليمن إلى محيطه العربي.