بالتزامن مع الزيارة التي يقوم بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حاليا إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، جاء قرار واشنطن أمس الثلاثاء، باستمرار دعم حملة التحالف العربي بقيادة السعودية في عملية "إعادة الأمل" في اليمن. هذا القرار الأمريكي، يأتي بعد أن صوت 55 سيناتور في الكونجرس ضد قرار يسعى لإنهاء دعم الولاياتالمتحدة لحملة السعودية في اليمن، وصوّت مجلس الشيوخ، ضد المقترح الذي تقدّم به أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ليسقط بذلك مسعى برلماني نادر لتجاوز التفويض العسكري الرئاسي، واستمرار الدعم الأمريكي في الحرب الدائرة ضد الميليشيات الموالية لإيران في اليمن. رفض مجلس الشيوخ الأمريكي جاء بعد ساعات من وصول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ولقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويبدو أن واشنطن بهذا القرار أرادت توصيل رسالة لولي العهد السعودي، باستمرار دعم واشنطن للمملكة سواء في السلم أو الحرب. وكان ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان شدد على أهمية التعاون مع الكونجرس ضد التطرف والتهديد الإيراني. دعم غير قتالي يعد هذا التصويت مهما لدعم جهود السعودية والإمارات في بسط الاستقرار للبلد الذي تمزقه الفوضى في ظل استمرار إيران في دعم ميليشيات الحوثيين. فمنذ 2015 قدّم البنتاجون في ظل رئاسة باراك أوباما "دعما غير قتالي" للسعودية يتضمن تبادل معلومات استخباراتية وتزويد المقاتلات بالوقود جوا. وتعمل السعودية على دعم الحكومة الشرعية لمواجهة هذه الميليشيات، بالإضافة إلى وجود جهد كبير إضافي لمساعدة اليمنيين على مواجهة تحديات الوضع الإنساني في المناطق المحررة. وكانت صراعات حادة بين أركان النظام الأمريكي، نشأت بين فريقٍ ممثل بإدارة ترامب، يحاول بشراسة التصدي لجهود فريق آخر من كلا الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) في الكونجرس، والذي يحاول من جهته وضع حد لدعم واشنطن للرياض، حسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. الإرهاب ودعم المملكة استبقت دانا وايت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، هذا التصويت بتأكيد أهمية دعم الولاياتالمتحدة لجهود تحالف دعم الشرعية في اليمن، وقالت، إن "مهمتنا في اليمن تنقسم إلى جزئين، الأول مواجهة الإرهاب، والثانية دعم السعودية التي تعرضت لهجوم من الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، ويشمل الدعم مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع الرياض"، حسب "الشرق الأوسط". كما دافع وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس عن الدعم العسكري الذي تقدمه واشنطن لقوات التحالف في اليمن، محذرا من أن إنهاء الدعم من شأنه أن يزيد "المسلحين الحوثيين جرأة". ماتيس، أكد منذ أيام أن "الدعم الأمريكي الذي يشمل مساندة مخابراتية محدودة، وإعادة تزويد طائرات التحالف بالوقود، يهدف إلى التوصل إلى حل في نهاية المطاف عن طريق المفاوضات وبوساطة الأممالمتحدة". وأضاف: "يجب أن نصل بهذا إلى التسوية عن طريق التفاوض"، في إشارة للمشرعين الأمريكيين، وأهمية استمرار دعم التحالف الهادف إلى صنع التسوية في اليمن. ولفت ماتيس إلى أن فرض قيود جديدة على هذا الدعم العسكري الأمريكي المحدود، يمكن أن "يزيد الخسائر البشرية بين المدنيين، ويعرض التعاون مع شركائنا في مكافحة الإرهاب للخطر، ويقلل من تأثيرنا على السعوديين وهي أمور ستؤدي لتفاقم الوضع والأزمة الإنسانية في اليمن". شريك لا غنى عنه السيناتور الجمهوري مايك لي، أحد الجمهوريين المؤيدين للقرار في قاعة المجلس، قال إن "الإدارة الحالية واصلت حرب أوباما"، مؤكدا أهمية إدراك أن حل المسألة "لن يعيق القدرة العسكرية لقتال جماعات إرهابية مثل تنظيم داعش داخل اليمن". وأضاف، أن العمل استمر عليه منذ بعض الوقت، وإنه لم يتم ترتيب الأمر ليتزامن "بأي حال من الأحوال" مع زيارة ولي العهد السعودي، مشيرا إلى أن السعودية شريك لا غنى عنه في المنطقة، بدونه لن تحقق الولاياتالمتحدة النجاح المرجو، حسب "العرب". وصمة عار في المقابل، يرى الكاتب الأمريكي دانيل ليرسون أن الدعم الأمريكي للتحالف "وصمة عار" في سجل تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأن وقف الدعم للحرب بقيادة السعودية هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به من أجل شعب اليمن، كما أنه يخدم مصالح الولاياتالأمريكية على أفضل وجه. ونشر موقع "ذي أمريكان كونزرفتف" مقالا لليرسون بعنوان "يجب على الكونجرس تجاهل ترامب والتصويت لصالح مشروع القرار المشترك رقم 54". وقال إن إدارة ترامب تعارض مشروع القرار المشترك الذي سينهي تدخل الولاياتالمتحدة في الحرب على اليمن، مضيفا أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تحاول صد الجهود المشتركة من الحزبين في مجلس الشيوخ التي تسعي لوقف الدعم العسكري الأمريكي لحملة القصف التي يقودها التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن، حيث يصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع الرئيس. وطالب الكونجرس بتجاهل ضغوط الإدارة الأمريكية، مشيرا إلى أن إدارتي أوباما وترامب تعهدت للقيام بدور هام في دعم هذه الحرب دون نقاش أو تفويض، وأنه من الضروري أن يستعيد الكونجرس سلطته التشريعية في مسائل الحرب. ليرسون أنهى مقاله قائلا: "إذا كانت العلاقات الطيبة مع الرياض تقتضي أن تساعد الولاياتالمتحدة في ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وأن تحرض عليها، فهذا دليل على أن العلاقة لا تستحق الحفاظ عليها في حالتها الراهنة".