لم يكن لها أي ذنب في تلك النهاية الموجعة لكل من يعرف قصتها، فمن يُصدق أن يتفنن أب في إذاقة طفلته وقرة عينه ألوان العذاب، حيث اعتاد على إطفاء السجائر في جسدها وحرقها في أماكن متفرقة، قبل أن يُقدم على فصل ذراعها عن جسدها في نهاية المطاف. الطفلة «شهد» التي بالكاد أكملت ربيعها الثالث، لم تكن ترجو سوى عطف والديها، أو بالأحرى والدها الأستورجي، الذي انفصل مؤخرًا عن والدتها واحتجز طفلته في منزله عندًا في طليقته. ولأن «العند يورث الكفر» كما يُقال في الأمثال، فإن الأب ترك عمله لعدة أيام وعكف على تعذيب طفلته، لا لشيء سوى أنها تُذكره بوالدتها التي لم ينل منها سوى الذكريات الحزينة التي لا يكاد يتذكرها حتى يدخل في نوبة غضب وكراهية يقوم بتفريغها في جسد الطفلة المتهالك، والذي تغير حاله إلى أسوأ ما يمكن لإنسان أن يتخيل. وبرع الأب في تعذيب طفلته «شهد» بإذاقتها ألوان من العذاب، فتارة يضربها وتارة يحرقها، فضلًا عن أنه جعل جسدها بمثابة «طفاية» يقوم فيها بإطفاء سجائره المثشتعلة، قبل أن يقوم بفصل ذراعها عن جسدها في وصلة جديدة لم تتحملها الطفلة لأكثر من 72 ساعة حتى فاضت روحها لبارئها تدعو على أهلها الذين لم يقدروا قيمة طفولتها وما أعطاهم الله إياه. وما هي إلا ساعات حتى دلف عم الطفة إلى المنزل ليُفاجأ بحالتها المُذرية، فما كان منه إلا أن حملها وهرول إلى مستشفى بلبيس المركزي؛ عسى أن يُنقذ حياتها، ولكن المفاجأة كان حاضرة على لسان أحد أطباء المستشفى: «البنت ميتة بقالها 10 ساعات». مرت اللحظات كالدهر على العم المكلوم لا يدري حزنه على الطفلة أم على شقيقه أم كلاهما، فيما أخطرت المستشفى بوصول الطفلة «شهد علاء السيد» 3 سنوات، جثة هامدة، وبها آثار تعذيب وإطفاء سجائر في أماكن متفرقة بجسدها، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 11801 إداري بلبيس لسنة 2018. وتوصلت التحريات إلى أن وراء الواقعة والد الطفلة، والذي أقدم على تعذيبها حتى الموت؛ بسبب خلافات مع والدتها "طليقته"، وبالعرض على النيابة العامة أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات، فيما كشف تقرير الطب الشرعي عن أن الطفلة انفصل ذراعها قبل وفاتها بثلاثة أيام، وذلك بعد وصلة تعذيب تعرضت لها على يد والدها.