شهدت المملكة العربية السعودية، حزمة من القرارات التى تخص المرأة، رآها بعض المراقبين بداية لعصر الانفتاح والاعتراف بمكانة المرأة، فسمحت الرياض للمرأة فى سابقة هى الأولى من نوعها أن تقودة السيارة، كما سمحت للسيدات الأجانب بزيارة المملكة دون محرم. وأمام هذا المشهد، من سعي المملكة النهوض بمكانة المرأة، والاعتراف ببعض حقوقها التى ظلت غائبة عنها بحكم العادات والتقاليد لقرون عدة، طرحت التحرير تساؤلا على رجال الدين هل يجوز للمرأة الحج دون محرم؟ يجوز شرعا قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية، إنه لا بد من الفهم الدقيق لمسألة المرافق أو المحرم فى الشريعة الإسلامية، فوفقا لأحكام الشرع الحنيف وأقوال جمهور الفقهاء، فإن كل من يعين المرأة ويخدمها فى سفرها سواء كان فرد من أقاربها أو من غير أقاربها، فأنه يدخل فى تعريف المرافق من الناحية الشرعية. وحول جواز أن تؤدي المراة مناسك الحج أو العمرة دون محرم، أكد كريمة قائلا: أن جمهور الفقهاء وما استقر عليه الشرع الحنيف وفقا للمفاهيم الصيحة شرعا، أنه يجوز للمرأة أن تؤدي مناسك الحج أو العمرة دون محرم، طالما توفر لها مرافقون صالحون سواء كانوا أقارب أو غير أقارب سواء كانوا رجالا أو نساء، شريطة عدم الاختلاط بالنسبة للرجال بالشكل المرفوض شرعا. وتابع للتحرير: للأسف الشديد توارثت بعض العادات نتيجة للفكر الوهابي المتشدد، بأنها من قبيل الدين وهى في الأساس مجرد عادات لا علاقة لها بصحيح الإسلام، وأنما أقوال مشايخ ذات فكر متشدد، صدرت للناس على أنها من الدين، مثل سفر المرأة بالمحرم، أو قيادة المرأة للسيارة، فكلا الأمرين عادة استندت لفتاوى متشددة، بعيدة عن تعاليم الإسلام، وفي الوقت الراهن حرص كافة مؤسسات الدولة على توفير الرعاية الكاملة لزوار بيت الله الحرام، فلا حاجة شرعا إلى اصطحاب المرأة محرمًا خلال أداء مناسك الحج أو العمرة. يجوز بشروط وأكد الدكتور الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن مقاصد الشرع الحنيف اشترطت فى رحلة المرأة للحج أو العمرة، وزيارة البقاع المقدسة، توفير الأمان لها، سواء كان من خلال سلطات معينة أو رفاق صالحين معها في الرحلة. وأضاف عضو مجمع البحوث، أن الشريعة الإسلامية لم تشترط وجود محرم لأداء المرأة لمناسك الحج أو العمرة، بل أن السلطات السعودية أقرت ذلك كشروط داخلية، متأثرين بقول مذهب الحنابلة، بعدم جواز سفر المرأة لزيارة البيت الحرام، دون محرم، من باب توفير الخدمات والأمان لها. وأشار الجندى إلى أنه فى الوقت الراهن، مع توفير وسيلة نقل مؤهلة ومزودة بكل عناصر الأمان، فضلا على اهتمام ورعاية كافة مؤسسات الدولة سواء فى مصر أو السعودية، لزوار بيت الله الحرام، فأصبح الواقع لا يتطلب وجود محرم، وأن الشرع لم ينص على المحرم. مباح شرعا ومن جانبه، قال الدكتور عبد الغفار هلال، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف، أنه فى العهد القديم والسنوات الماضية، كانت رحلة الحج بالنسبة لجموع المسلمين رجال وسيدات، بها الكثير من المشقة، خلال السفر بالدابة، الأمر الذى كان يجعل من زوار بيت الله الحرام عرضة لأعمال السلب والنهب والاعتداء والسرقة، وبالتالى كان واجبا أن تذهب المرأة للحج أو العمرة بمحرم، لدعمها ومساندتها وحمايتها خلال تلك الرحلة. وأوضح عبد الغفار هلال للتحرير أن الوقت الراهن، لم يعد فى حاجة إلى وجود محرم، وأن المرأة تستطيع أن تؤدى مناسك الحج دون محرم، فى ظل وجود أصدقاء صالحين، ورعاية كاملة من كافة مؤسسات الدولة، فأداء المراة للحج فى الوقت الراهن بدون محرم مباح شرعا.