"هل تؤيد تيريزا ماي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"؟.. سؤال تناولته مختلف الصحف البريطانية، هذا الأسبوع، في محاولة للوصول إلى إجابة واضحة بناء على تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية بشأن "البريكست". حيث استشهدت صحيفة "التايمز" البريطانية، بخطاب "ماي" الذي ألقته في قصر "مانسون هاوس" الأسبوع الماضي، والذي أعربت فيه عن صعوبة دخول المملكة المتحدة إلى أسواق الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يعني أنها تعلم أن سياسة خروج بريطانيا سوف تضر بالبلاد. وأضافت الصحيفة أنه أصبح من الواضح أن تيريزا ماي، تعي تماما أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا يمثل المصلحة الوطنية، إلا أنها ترى أن من واجبها تنفيذ هذا الأمر. وعن سؤالها بشكل مباشر، عما إذا كانت تعتقد أن مغادرة الاتحاد الأوروبي تستحق كل هذا العناء؟ أجابت ماي: بأن "الشعب البريطاني صوت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وأعتقد أنه من واجب السياسيين أن يقوموا بتنفيذ القرار الذي طلبنا منهم أن يتخذوه". فيما علقت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، على رد "ماي" قائلة: إن "هذه التصريحات لم تكن جوابًا على السؤال الذي طرح، حيث أعلنت رئيسة الوزراء مرارًا وتكرارًا إن واجبها هو تنفيذ قرار الشعب البريطاني في استفتاء عام 2016". لكن هل ترى "ماي" أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يصب في مصلحة المملكة المتحدة الاقتصادية والاستراتيجية؟ بدوره قال كريس جراي، باحث بجامعة لندن، في مدونة له بشأن "البريكست": إن "ماي ترفض دائماً قول ما إذا كانت ستصوت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أم لا، إذا تم إجراء استفتاء آخر في الوقت الحالي". أما صحيفة "فاينانشيال تايمز"، فقالت إنه "بعد التوصل إلى اتفاق مع بروكسل، سوف تواجه (ماي) مزيدا من الضغوط لشرح لماذا يعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أمرا يستحق كل هذا العناء؟". يذكر أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى جاء بعد تصويت 51.9% من الناخبين البريطانيين لصالح الخروج، ورغم ذلك كانت توجد خلافات كثيرة بين أعضاء حزب المحافظين بخصوص البريكست، حيث هناك من يريد قطع كل الجسور مع بروكسل، وبالتالى تصبح بريطانيا خارج الاتحاد بصفة نهائية، وهناك من يريد الاحتفاظ بعلاقات قوية مع الاتحاد، مما يعنى الاستفادة من مزايا السوق الأوروبية.