أمس الإثنين، زار الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية، مقر مشيخة الأزهر بالدراسة والتقى الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، ودار اللقاء حول تعزيز التعاون بين الأزهر الشريف والمملكة العربية السعودية في مجال مكافحة الإرهاب ونشر الوسطية والسلام، كما ناقش الطرفان عددًا من القضايا المهمة ذات الاهتمام المشترك. وكان الرئيس السيسي، قد استقبل أول من أمس ولي العهد السعودي، لدى وصوله لمطار القاهرة في زيارة للبلاد تستغرق 3 أيام، وتعد زيارة ولي العهد السعودي، أول زيارة خارجية له منذ تعيينه وليا للعهد في المملكة، ويعقبها زيارة لبريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية. ومن المقرر أن يشهد اليوم، الرئيس عبد الفتاح السيسى، يرافقه الأمير محمد بن سلمان، ولى عهد السعودية، افتتاح أعمال ترميم الجامع الأزهر فى حضور الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. ترميم الجامع الأزهر، ليس المشروع الأول الذى يقام برعاية المملكة العربية السعودية، خدمة للمؤسسة الدينية ومن أجل الحفاظ على تاريخ ومكانة الأزهر، ف"التحرير" تستعرض خلال هذا التقرير، أبرز المشروعات التى نفذت، وجار تنفيذها بالأزهر الشريف بدعم وتمويل المملكة العربية السعودية. منحة الملك عبد الله فى سبتمبر من العام 2014، أعلن الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز، رئيس الاستخبارات العامة وقتئذ، عن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، بقيام المملكة العربية السعودية، بإعادة ترميم الجامع الأزهر، وذلك عقب لقائه بشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب. المرسوم الملكي الصادر من قبل الملك عبد الله، رحمة الله عليه، بترميم الجامع الأزهر، خصص لصيانة وترميم «الجامع الأزهر» ب30 مليون جنيه، وأسند الإشراف الكامل لأعمال الصيانة لشركة «بن لادن السعودية». وفى المقابل منح الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف شهادة العالمية، الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية من جامعة الأزهر للملك عبد الله، رحمة الله عليه، تقديرا لجهوده فى دعم الأزهر. توسيع مدينة البعوث الإسلامية وأكدت مصادر بالأزهر -فضلت عدم ذكر أسمائها ل«التحرير»- أنه فى أبريل 2015، زار الملك سلمان بن عبد العزيز مشيخة الأزهر الشريف بالدراسة، والتقى خلال الزيارة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وتبرع خلال لقائه بالطيب (على نفقته الخاصة) ببناء المرحلة الثانية من مدينة البعوث الإسلامية المصرية، بعد وضعه حجر الأساس للمرحلة الأولى للمدينة، وذلك خلال زيارته للأزهر ومؤسساته، وهو الأمر الذى تم الإعلان عنه عبر وسائل الإعلام المختلفة. كما أشارت المصادر إلى أن الملك سلمان سار على نهج الملك عبد الله فى دعم الأزهر وتقدير دوره فى نشر الأفكار المعتدلة، ومحاولات التصدى وبقوة لخطورة المذهب الشيعي فى بلدان أهل السنة والجماعة، موضحة أنه خلال زيارة سلمان لمقر مشيخة الأزهر تفقد أعمال ترميم الجامع الأزهر، وقام وقتها بتخصيص 60 مليون جنيه، وذلك من أجل بناء المرحلة الثانية من مدينة البعوث. يذكر أن إنشاء مدينة البعوث الإسلامية جاء أواخر عهد الملك فاروق، حيث انهالت التبرعات لإنشاء المدينة، ثم صدر الأمر الملكي رقم 34 لسنة 1952 في 6 مايو 1952م بإنشاء «مدينة فاروق الأول للبعوث الإسلامية» وتم تخصيص مبلغ 20 ألف جنيه لإقامتها، وأسندت رئاستها الفخرية إلى الأمير محمد عبد المنعم. وعقب قيام ثورة يوليو 1952 توقف المشروع، وصدر قرار من مجلس الوزراء في نوفمبر 1954 بإنشاء مدينة جامعية لكل الطلبة الوافدين إلى الأزهر كبديل عصري لنظام الأروقة، وأقيمت المدينة على قطعة أرض مساحتها 126 ألف متر، منها 42000 متر، للحدائق والمتنزهات والطرقات، و84000 متر للإشغالات السكنية والمرافق وتتكون من 43 بناء سكنيا، وبها آلاف الطلاب من دول العالم الإسلامي. تطوير مكتبة الأزهر ووفقا لتصريحات المصادر الرسمية، فإن الهيئات والمؤسسات الدينية بالرياض خصصت خلال الفترة الماضية مبالغ مالية كبيرة من أجل القيام بأعمال وتطوير العديد من الهيئات والمراكز البحثية بالأزهر الشريف. المصادر لفتت إلى أن من بين الجهات التى يتم تطويرها بدعم مالي سعودي، هي مكتبة الأزهر الشريف، والتى بلغ الدعم المالي لتطويرها من قبل الجانب السعودي ما يعادل أكثر من 5 ملايين جنيه. بناء المعاهد الأزهرية أما فيما يخص قطاع المعاهد الأزهرية، فقد حازت على اهتمام الهيئات الدينية بالرياض، والتى خصصت مبالغ مالية لإنشاء عدد من المعاهد على مستوى محافظات الجمهورية.