الأربعاء المقبل هو اليوم الأخير لتلقى الأعمال الروائية والمسرحية المتقدمة لجائزتى: نجيب محفوظ ومحفوظ عبد الرحمن، اللتين أعلن عنهما المجلس الأعلى للثقافة. الجائزتان مختلفتان فى تفاصيلهما: الأولى، بعض ملابساتها كأنها متصلة بمتغيرات اقتصادية وسياسية ومناكفات إدارية، وربما بعوامل غامضة، فهناك أولا هذا التوقف الطويل للجائزة؛ منذ 19 عامًا، وكان الموريتانى موسى ولد إبنو آخر الفائزين بها عن روايته "الحب المستحيل"، ثانيا التأجيل غير المبرر للموعد النهائى للتقدم للمسابقة؛ وبالتالى الإعلان عن نتيجتها، وثالثا تغيير شروطها- بالنسبة لجنسية وعمر المتسابق، وتاريخ صدور الرواية- ورفع قيمتها المالية مرتين متعاقبتين. الجائزة فى صياغتها النهائية تتلخص فى: مسابقة جائزة نجيب محفوظ للرواية لعام 2017، عنوانها "الرواية في مصر والعالم العربي"، قيمتها المالية: 50 ألف جنيه، على أن تكون الرواية صدرت خلال عامى 2016- 2017، وهى مفتوحة للمصريين والعرب، دون الالتزام بعمر محدد للكاتب- كان شرطا حتى نهاية العام الماضى أن يكون عمره أقل من 45 عاما، وألا تكون الرواية قد سبق التقدم بها لنيل إحدى الجوائز، وستشكل لجنة من كبار الأدباء والنقاد لتقييم الأعمال المتقدمة للمسابقة واختيار الفائز. وجائزة نجيب محفوظ (1911- 2006) التى أعادها المجلس الأعلى للثقافة لن تستطيع الإفلات من الظل الثقيل لجائزة دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة التى تحمل أيضا اسمه؛ باعتباره أول عربي يفوز بجائزة نوبل في الآداب عام 1988؛ فهى تقدم بانتظام- منذ عام 1996- فى ذكرى مولده- 11 نوفمبر-، وهى عبارة عن ميدالية فضية وجائزة نقدية قدرها ألف دولار، ثم؛ وهذه هى القيمة الكبرى: ترجمة ونشر الرواية الفائزة من قبل دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة فى جميع أنحاء العالم. جائزة محفوظ عبد الرحمن (1941- 2017) لم تلق تقلبات جائزة نجيب محفوظ بالطبع، فهذه دورتها الأولى، فقد قررت لجنة المسرح بالمجلس إنشاء الجائزة عقب وفاة عبد الرحمن فى أغسطس الماضى، والجائزة ستمنح لفائزين، ينال الأول جائزة مالية قدرها 15 ألف جنيه، والثاني سينال 10 آلاف جنيه، وبجانب الجوائز المالية سيتبنى المجلس نشر العملين الفائزين في كتاب ضمن إصدارات المجلس، كما يتبنى إرسالها لجهات الإنتاج سعيًا لتنفيذها مسرحيًا، لكن لجنة المسرح وضعت شرطين يحتاجان لبحث ومناقشة، فربما كانا شرطين متعارضين مع مسيرة وسيرة محفوظ عبد الرحمن، ولو أنه سُئل فلربما رفضهما، فأن يكون المتسابق مصرى الجنسية، وأن تكون الموضوعات المطروحة نابعة من قضايا المجتمع المصري، يتعارض مثلا مع كون أن التقدير المسرحى لعبد الرحمن وتقديمه على خشبات المسرح كان بارزا فى بلاد عربية عنه فى مصر، ثم أن موضوعات مسرحياته كانت موضوعات "عربية" تتقاطع مع هموم المشاهد العربى فى أى مكان، وأخيرا فقد عُرف عبد الرحمن على نطاق واسع من خلال الإنتاج والتلفزيونات العربية؛ ربما قبل أن يعرف على نطاق واسع فى مصر.