عانى مواطنو الروهينجا من العديد من الأزمات بدءًا من اضطهاد السلطات الحكومية في ميانمار، وصولًا إلى الأوضاع التي يشهدونها خلال إقامتهم في معسكر للاجئين بولاية كوكس بازار في بنجلاديش. ويبدو أن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من المعاناة، بعدما قالت وكالة "رويترز" إنه من المقرر نقل 100 ألف من اللاجئين الروهينجا إلى جزيرة طينية غير مأهولة في خليج البنغال. وقالت الشيخة حسينة واجد، رئيسة وزراء بنجلاديش، إن نقل الروهينجا إلى الجزيرة سيكون "ترتيبًا مؤقتًا"؛ لتخفيف التكدس في مخيمات اللاجئين في كوكس بازار، التي يقيم فيها نحو 700 ألف عبروا الحدود من ولاية راخين في شمال ميانمار منذ أغسطس الماضي. في الوقت الذي أكد فيه أحد مستشاريها، أن اللاجئين لن يستطيعوا مغادرة الجزيرة؛ إلّا إذا أرادوا العودة إلى ميانمار، أو اختارتهم دولة ثالثة للجوء إليها. أضاف: "ليست معسكر اعتقال لكن قد تفرض بعض القيود، لن نمنحهم جواز سفر أو بطاقة هوية من بنجلاديش"، مشيرًا إلى أنه من المقرر وجود قوة من الشرطة المسلحة يتراوح قوامها بين 40 و50 فردا في الجزيرة، كما أن مسألة اختيار من سينتقلون إلى الجزيرة لم تحسم بعد، لكنها قد تتم بالقرعة أو على أساس التطوع. وقالت الوكالة، إن مهندسون بريطانيون وصينيون يساعدون في إعداد الجزيرة لاستقبال اللاجئين قبل بدء موسم الأمطار الذي قد يؤدي إلى سيول في المخيمات المؤقتة التي يعيش فيها الروهينجا. وتعرضت خطة نقل الروهينجا إلى الجزيرة عند اقتراحها للمرة الأولى عام 2015، انتقادات من العاملين في وكالات إنسانية، بعدما أثار الفكرة قلقهم، لأن الجزيرة الطينية عرضة لأعاصير متكررة ولا يمكن أن توفر الرزق للآلاف. أضافت الوكالة، أن عدد من صحفييها زاروا جزيرة "باسان تشار"، التي يعني اسمها "الجزيرة العائمة"، العام الماضي، ولم يجدوا عليها طرقا أو مباني أو أشخاصا؛ إلّا أنهم وجدوا في فبراير الحالي، عمالا ينقلون مواد البناء من سفن على شاطئ الجزيرة الشمالي الغربي، وأظهرت صور الأقمار الصناعية الآن وجود طرق وما يبدو أنه مهبط للطائرات الهليكوبتر. وتغمر أراضي الجزيرة المسطحة، التي لم يكن لها وجود قبل نحو 20 عاما وتقع على مسافة 30 كيلومترا تقريبا من الساحل، بمياه الفيضانات في الفترة من يونيو إلى سبتمبر. ونقلت الوكالة عن سكان في جزيرة "ساندويب" القريبة، قولهم إن العواصف المطيرة تتسبب في العادة في سقوط قتلى وتدمير بيوت وقطع الاتصالات، إلا أن كبير بن أنور المدير العام لفريق العاملين مع رئيسة الوزراء أكد أن الحكومة تبني ملاجئ تتحمل الأعاصير كما توجد أنواع من الأرز تتحمل ملوحة المياه ويمكن لسكان الجزيرة العيش على صيد الأسماك أو تربية الأبقار والجاموس. وتقضي الخطة بإقامة مبان ذات سقوف معدنية ومزودة بألواح شمسية، وسيقام 1440 مربعا سكنيا يعيش في كل منها 16 أسرة.