يتأهب مشايخ الطرق الصوفية، خلال الأيام المقبلة، لاستقبال مولد الرفاعى داخل مسجده بميدان صلاح الدين بحي الخليفة عقب صلاة الجمعة الأولى لشهر مارس المقبل. ويتخلل الاحتفال بمولد إمام الرفاعية، إحدى الطرق الصوفية الكبيرة المسجلة رسميا بمشيخة الطرق الصوفية من كل عام، العديد من مظاهر الفرحة، ويتم افتتاح المولد فى حضور شيخ الطريقة طارق يس الرفاعي وأبناء الطريقة داخل المسجد عقب صلاة الجمعة. احتفال على مدار الأسبوع ويقام الاحتفال بمولد الرفاعى على مدار أسبوع، بمشاركة عدد من الطرق الصوفية، الجازولية والدسوقية المحمدية والبيومية والعزمية والشبراوية وغيرها، وعلى مدار اليوم تحتفل كل طريقة بجمع الجموع عقب صلاة العصر داخل الحوش السماوى الخاص بمسجد الرفاعى، وتحرص الطريقة الرفاعية على الاحتفال بجمع الجموع فى حضور شيخ الطريقة وشيخ مشايخ الطرق الصوفية الشيخ عبد الهادى القصبى ونقيب الأشراف محمود الشريف. ومع نهاية الأسبوع، ينتهى المولد بخروج الموكب الرفاعى من مسجد السيدة زينب رضى الله عنها، وحتى مسجد الرفاعى بالقلعة، وخلال الاحتفال تقام العديد من السرادقات والابتهالات والأناشيد الدينية فى الحدائق المحيطة بالمسجد، وفقا لما جرت عليه العادة من كل عام. أزمة داخل الرفاعية وجاء إعلان طارق الرفاعي شيخ الطريقة الرفاعية، عن خطة الاحتفالات بمولد القطب الصوفي، لتفجر أزمة داخل الطريقة في ظل عدم وجود موافقة أمنية على إقامة الموكب أو السرادقات على غرار الأعوام الماضية، وقصر الاحتفال داخل المسجد، الأمر الذي أصاب أتباع الطريقة بالحيرة والتخبط في مدى إمكانية إقامة المولد على غرار السابق. ووفقا لمصادر بالطرق الصوفية، فإن الإدارة العامة للشؤون الإدارية "الشؤون الدينية" بوزارة الداخلية أرسلت رفضا لشيخ المشايخ عبد الهادي القصبي نهاية شهر يناير الماضي، بشأن الطلب المقدم للموافقة على إقامة الموكب الرفاعي والسرادقات بمنطقة القلعة، ليتضمن الرد عدم الموافقة على تسيير الموكب الصوفي والموافقة على إقامة المولد المشار إليه داخل المسجد، إلا أن طارق الرفاعي شيخ الطريقة، قام بالاتصال بوكلائه بالمحافظات وأعلن عبر صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من أجل تأكيد إقامة الموكب 8 مارس المقبل. وتابعت المصادر ل"التحرير": شيخ الطريقة تواصل مع مسؤولي حي الخليفة حول الرسوم المستحقة للسرادقات، سعيًا منه لتوفير مساحات يتم استغلالها في استضافة المريدين خلال أسبوع الاحتفالات، مشددة على وجود تسعيرة تبدأ من 1500 جنيه على الأقل لإقامة الخدمة، مؤكدا استمرار حالة التخبط لحين وصول موافقة أمنية جديدة، من شأنها الفصل في الموقف النهائي للاحتفالات، ومنع أي تصادم قد يحدث بين مريدي الطريقة التي تعد الأكبر في مصر مع قوات الأمن. في الوقت نفسه، أعلن طارق الرفاعي شيخ الطريقة، انتظاره الموافقة الأمنية من أجل إقامة الاحتفالات والسرادقات حتى اللحظة، معربا عن ثقته في قدرة شيخ المشايخ عبد الهادي القصبي في الحصول على تلك الموافقة قبل موعد الاحتفالات في الثاني من مارس المقبل. ملتزمون بتعليمات الأمن وقال الرفاعي: الطريقة ملتزمة بتعليمات الأمن، وليس هناك تناقض بين ما أعلنته من إقامة الاحتفالات بكامل مراسمها، وموقفها من التسليم بالموقف الأمني بشأن الاحتفالات حال استمرار الرفض، لافتا إلى أن هناك محاولات للتوسط من قبل القصبي وفي انتظار ما ستسفر عنه تلك المحاولات. ولفت إلى أن الطريقة الرفاعية تستعد لاحتفالات مولد مؤسسها، يوم 2 من شهر المارس القادم، من خلال موكب صوفي رفاعي كبير يبدأ من السيدة زينب وحتى مسجد الرفاعي الموجود في حي الخليفة، وأنها لن تحتفل ولن تقيم الموكب إلا إذا حصلت على موافقة رسمية من الأجهزة الأمنية، كونها لا ترغب في مخالفة الإجراءات الأمنية، خاصة في ظل محاربة الدولة للإرهاب. وشدد شيخ الطريقة الرفاعية، على عدم إقامة سرادقات أو خيام بساحة مسجد الرفاعي، لحين وصول الموافقات الأمنية اللازمة للقيام بمثل تلك الأمور. صاحب الاحتفال الإمام أحمد الرفاعي، ولد سنة 512 ه في العراق، ونشأ الرفاعي منذ طفولته نشأة علمية وأخذ في الانكباب على العلوم الشرعية، فقد درس القرآن ولازم دروس العلم ومجالس العلماء، ودأب الإمام الرفاعي كغيره من العلماء العاملين في تعليم الناس أمور دينهم وجَدَّ في الوعظ والإرشاد، ومن أشهر مؤلفاته "حالة أهل الحقيقة مع الله" و"الصراط المستقيم"، وتوفى عن عمر يناهز 66 عاما، ودفن في قبّة جدّه لأمه الشيخ يحيى البخاري في بلدته أم عبيدة بالعراق. مسجد الرفاعى.. مقبرة الملوك والأمراء مسجد الرفاعى أحد المساجد الأثرية الشهيرة بالقاهرة. أمرت ببنائه خوشيار هانم والدة الخديو إسماعيل عام 1869، وظل مشروع البناء متوقفا نحو 25 عاما حتى عهد الخديو عباس حلمي الثاني سنة 1905 إلى أحمد خيري باشا بإتمام المسجد فكلف المهندس هرتس باشا بإكمال البناء، فأتمه في سنة 1911م، وافتتح المسجد للصلاة في غرة شهر المحرم سنة 1912م. يوجد بالمسجد مقبرتا الشيخين علي أبي شباك ويحيى الأنصاري، وكذلك مقابر الأسرة الملكية التي يرقد بها الخديو إسماعيل وأمه خوشيار هانم منشئة المسجد وزوجاته وأولاده، والسلطان حسين كامل وزوجته، والملك فؤاد الأول، والملك فاروق الأول. وشيد مسجد الرفاعي على أرض مسجد آخر كان يسمى مسجد الذخيرة بني في العصر الأيوبي، ورغم أن هذا المسجد يعرف بالرفاعي نسبة للشيخ أحمد الرفاعي، فإنه لم يدفن به، غير أن هذه التسمية لازمت الزاوية أولا ثم المسجد فيما بعد نسبة للشيخ المدفون به علي أبي شباك، وهو من ذرية الشيخ الرفاعي. وبني المسجد على غرار مسجد السلطان حسن المواجه له، ليشبهه في عمارته الفخمة وضخامة حجمه وارتفاعه. 3 ملايين رفاعي ووفقا لقانون المشيخة العامة للطرق الصوفية رقم 118 لسنة 1976، تعد الطريقة الرفاعية من أكبر الطرق الصوفية عددا، إلا أنه لا يوجد إحصاءات رسمية بأعداد الصوفية، بينما تشير المعلومات إلى أن أعداد الرفاعية يصل إلى قرابة 3 ملايين، وينتشر أتباعها فى محافظات مختلفة فى مصر كالقاهرة ومحافظات الصعيد وبعض مدن الوجه البحرى، وخارج البلاد فى العراق وسوريا والمغرب.