"إن الاشتباكات الأخيرة التي وقعت بين إسرائيل ومسلحي غزة قد تكون بداية لصراع أكبر".. هكذا رأى بعض المحللين المختصين بالشأن الإسرائيلي، وفقًا لوكالة "شينخوا" الصينية. قال المحللون إن "التوتر المتصاعد مؤخرا بين القوات الإسرائيلية ومسلحي قطاع غزة تعتبر الأسوأ منذ عام 2014، الأمر الذي قد يجعل هذه الاشتباكات تتحول إلى صراع أكبر". وتأتي هذه الاشتباكات فى وقت تشهد فيه عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين عقبة أخرى، وذلك بعد أن أعلنت الحكومة الأمريكية أن القدس عاصمة لإسرائيل على الرغم من الاحتجاجات الفلسطينية الغاضبة. بدوره قال المحلل الإسرائيلى عدنان أبو عامر، لوكالة "شينخوا": إن التفجير الذى وقع يوم السبت، كان حدثا غير معتاد خاصة في السنوات الأخيرة، الأمر الذي أظهر أن المسلحين نسقوا مع قادة حماس فى غزة". فيما توقع خبير إسرائيلي آخر، يدعى يوخاي عوفر، أن تدفع تلك الاشتباكات بالجيش الإسرائيلي إلى تغيير نهجه ضد الاحتجاجات الفلسطينية بالقرب من السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الإسرائيلية. وقال "عوفر" إن "الهجوم الأخير يشعر الجيش الاسرائيلى بحجم خطورة المظاهرات الفلسطينية، حيث يستخدم المسلحون المتظاهرين في زرع عبوات ناسفة على طول الحدود". واتهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى رونين مانليس، "حماس" بمحاولة تحويل المنطقة الحدودية إلى ساحة للمواجهة مؤكداً أن الجيش لن يسمح بذلك. وأعلنت الفصائل الفلسطينية مؤخرا، أنها تنظم احتجاجات جماهيرية الشهر القادم، بالقرب من السور الحدودي كجزء من خطتها للضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار الذي دام أكثر من 11 عاما على القطاع. أما مصطفى إبراهيم المحلل السياسي بقطاع غزة، فقال إنه "يتوقع أن تتخذ القوات الإسرائيلية خلال الأيام المقبلة إجراءات أكثر صرامة لمنع المتظاهرين من الوصول إلى السياج الحدودي، الأمر الذي قد يزيد من حدة التوتر في المنطقة". وأوضح "إبراهيم" أن الجيش الإسرائيلي سوف يقوم بنشر قواته على طول الحدود، وسيزيد من ضربات القصف لردع الفلسطينيين، إلا أنه من المحتمل أن تحاول قوات الاحتلال تأجيل العدوان القادم على قطاع غزة واستغلال عامل الوقت لاستكمال بناء الجدار تحت الأرض على طول الحدود مع قطاع غزة". وتابع أن "إسرائيل ترى الآن أن أهم أولوياتها التعامل مع التهديد الذي تشكله الجبهة الشمالية في سوريا ولبنان قبل غزة، لأن الحرب هناك ستكون أكثر خطورة وتكلفة، بينما تعتقد إسرائيل إنه من خلال استغلال عامل الوقت، فإن الأمور فى غزة قد تهدأ". يذكر أن مقاتلات إسرائيلية شنت فجر اليوم الإثنين، غارات على مواقع لحركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة، رداً على إطلاق صاروخ من القطاع على جنوب إسرائيل، الأمر الذي أدى إلى إصابة أربعة جنود إسرائيليين كانوا يتفقدون السياج الحدودي. وقد شهدت الأيام الماضية، هجمات متبادلة بين الطرفين. وكانت القوات الإسرائيلية قتلت شخصين فلسطينيين، خلال تبادل لإطلاق النار عند الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، كما استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية 18 موقعا لحركة حماس في سلسلتين من الضربات الجوية، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي.